الأقباط متحدون - لماذا لا نلغي صلاة الجمعة؟
أخر تحديث ٢٣:٣٦ | الثلاثاء ٢ اغسطس ٢٠١٦ | أبيب ١٧٣٢ش ٢٦ | العدد ٤٠٠٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

لماذا لا نلغي صلاة الجمعة؟

الدكتور مصطفى النجار
الدكتور مصطفى النجار

لقد أجمعت قيادات وزارة الأوقاف وأجمعنا معهم على أن المصلحة الشرعية والوطنية من وجهة نظرنا على أقل تقدير تقتضى منا المضىّ قدماً وبعزيمة قوية فى تطبيق الخطبة المكتوبة الموحدة) وزير الأوقاف المصرى فى تصريحات إعلامية

جهد خارق يبذله هذا الرجل تحت دعوى المصلحة الوطنية والتصدى للتطرف والإرهاب، آخر تجلياته هو إجبار خطباء المساجد على قراءة خطبة الجمعة من ورقة يتم توزيعها عليهم قبل صلاة الجمعة وهذا ما رفضته هيئة كبار العلماء والأزهر الشريف.

من المؤسف أننا نعيش فى عام 2016 حيث أصبح النقاش العام متاحا للجميع بضغطة زر وأصبحت مصادر تلقى المعلومات وتدفقها مضادة لمحاولات الحصار والمنع ثم تخرج هذه الفكرة البائسة من وزارة الأوقاف التى يعتقد وزيرها أنه بذلك سيكمم الأفواه ويخرس الألسنة لتردد على المنابر توجيهات السلطة فقط التى يمثلها سيادته!

من المثير للشفقة أننا لم نرَ من الرجل جهدا مماثلا لتأهيل الأئمة علميا وفكريا وتحسين ظروف حياتهم ليتمكنوا من أداء واجبهم فى الوعظ والإرشاد، غالبية الأخبار التى يأتى فيها اسم وزير الأوقاف تحمل بيانات سياسية ومواقف يمكن أن تتفهمها إذا صدرت من أى وزير آخر باستثناء من يجلس على وزارة تمثل جزءا من المؤسسة الدينية الرسمية التى يفترض أن تنأى بنفسها عن الاشتباك والتحزب السياسى.

شماعة الإخوان المستهلكة موجودة دائما لتمرير أى قرار غريب، تستطيع أن تفعل الآن أى شىء غير منطقى ثم تقول إننى أفعل هذا لمواجهة الإخوان! لن يكون غريبا أن يصدر يوما قرار من وزير الأوقاف بمنع صلاة الجمعة فى المساجد وحث الناس على سماع الخطبة الصوتية الموحدة فى الراديو والتليفزيون لحماية الوطن وتغليب المصلحة العامة!

لست أبالغ فيما أقول، فأمثال هؤلاء قد يصدر منهم أى شىء وسيحشدون أبواقهم لتبريره وتأصيله شرعيا بدعوى المصلحة الشرعية والوطنية، ما الذى يجعلنى أنزل من بيتى لأستمع لكلمة مكتوبة مسبقا تم فرضها على الإمام ليقرأها؟ وما الحاجة للإمام حينها؟ فليقرأها أى شخص متطوع غير أمى ولنلغى وظيفة الخطباء ونوفر على الدولة ميزانية كبيرة.

إنهم يحولون الإمام لجهاز صوتى لا يعرف الإبداع ولا يجهد نفسه لتحضير خطبة متكاملة يرسخ فيها مفهوما ما أو يعلى قيمة ما أو يحارب رذيلة ما، لم يكفهم التلقين فى المدارس ويريدونه اليوم فى كل حياتنا حتى فى اللحظات الروحانية التى نحاول فيها التقرب إلى الله وترقيق القلوب القاسية، يتدخل ممثل السلطة ليفرض علينا ما نسمعه، ما هى الفائدة من صلاة الجمعة بهذا الشكل غير تأدية الركعتين دون سماع الخطبة إسقاطا للفريضة وأداء للواجب الشرعى؟

موقف الأزهر من رفض هذا العبث موقف يستحق الاحترام والدعم ونتمنى أن يظل ثابتا ولا يخضع للابتزاز، الناس فى السنوات الأخيرة ابتعدت عن المساجد وما فعله وزير الأوقاف سيزيد ابتعادهم واغترابهم بعد أن يشعروا أنهم تحت وصاية من احتكر ما يسمعونه ويُلقى عليهم.

ليس كل من يرفع شعار المصلحة الوطنية يفيد الوطن، هناك من يحسبون أنهم يحسنون صنعا لكنهم يضرون أكثر مما ينفعون، ارفعوا الوصاية عن الناس ودعوهم يقيمون ما يسمعونه ويصلحونه بأنفسهم إذا خرج عن الصواب.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع