الأقباط متحدون | بعدم الحطب تنطفئ النار
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٠٠ | الاربعاء ٨ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٩ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٣٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

بعدم الحطب تنطفئ النار

الاربعاء ٨ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

*بقلم: الأب مكاري يونان
أسوأ ما قرأت.. كلمات فى جريدة "الأهرام" يوم الأثنين 6 ديسمبر 2010 بالصفحة الثانية وبعنوان "أقباط 2010". وأنا ومعى كثير من الأقباط وأيضًا مسلمين أفاضل، استمعت إليهم لأن كلام الكاتب عبارة عن حزمة حطب (قش) تزيد النار اشتعالاً.. ووفقًا لحق الرد الذي كفله قانون الصحافة أسجل الآتي:

عن أحداث العمرانية يقول الكاتب "أحداث التجمهر والتجاوز والخروج عن الشرعية والقانون، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن الدلع والطبطبة والمدادية لابد أن تسفر فى النهاية عن مثل هذه الأحداث".
وأنا أسال الكاتب: أي شرعية وأي قانون يقصد؟ هل هو قانون دور العبادة الموحد؟ هل شرعية بناء المساجد أينما ووقتما يشاء المسلم وبلا حرج ولا تعطيل ولا حتى مجرد سؤال؟
وأيضًا أسأل الكاتب: أي دلع وأي طبطبة وأي مدادية يقصد؟ هل هم قتلى الكشح ولا عقاب لقاتل واحد؟!

هل هم قتلى اجتماع الشباب فى مدينة "أبو قرقاص"؟ هل تقصد القتل والتخريب وحرق صيدليات الأقباط فى مدينة "طما"؟ هل تقصد شهداء "نجع حمادي" في ليلة عيد الميلاد؟! هل تقصد استخدام الذخيرة الحية في أحداث العمرانية واستشهاد اثنين من الأقباط؟
يبدو أنك أيها الكاتب نسيت الأحداث أو تتجاهلها حنى أنك تقول "فيبدو أن البعض فهم المواطنة على أنها عدم التقيد باللوائح، والضرب بالقوانين عرض الحائط، واتخاذ قرارات فردية سواء بالبناء أو الهدم، دون الرجوع إلى أي سلطة إدارية أو أمنية".

وهنا نسأل الكاتب:
ما معنى المواطنة الذي تفهه أنت لنفهمه نحن معك؟ وهنا أسجل كلمات بناءة وعادلة قالها مسلم فاضل كان بالأمس فى برنامج قناة OTV:
هل معنى المواطنة أن يدون تاريخ مصر على أنها دولة إسلامية وأن كل سكانها مسلمون؟ ويقول المسلم الفاضل: بل الحقيقة أن التاريخ يقول أن مصر فرعونية – قبطية - ثم قبطية إسلامية...
هل معني المواطنة أن كل وسائل الإعلام إسلامية؟.
وعن أحداث العمرانية قال الكاتب "ذلك الإعداد المسبق للتجمهر بإشراف رجال دين, استهدف الضباط تحديدًا من بين رجال الشرطة فى الاعتداءات، عمليات التخريب التي طالت بخلاف مؤسسات الدولة ممتلكات وسيارات المواطنين الأبرياء، العديد من زجاجات المولوتوف التى تم ضبطها مع المشاركين فى التجمهر، وهو أمر يطرح العديد من الاسئلة التى طالها نقاش واسع قبل عدة أسابيع حول وجود أسلحة بالكنائس".

وإلى الكاتب أقول: إنك تغير الحقائق.. لماذا؟ ما هو قصدك من وراء إخفاء الحقائق وذكر أمور بعيدة عن الواقع المر والضار بالبلد. فمتى رأيت رجل دين مسيحي مدان بعمل إرهابي؟ ومتى سجل التاريخ عن كنيسة بها سلاح واحد وليس أسلحة؟ فلماذا تلك الأفتراءات والشائعات الكاذبة؟ فمن يخفي البغضة فشفتاه كاذبتان، ومشيع المذمة هو جاهل والمتكلم بالأكاذيب لا ينجو.

وإن كان بعض الشباب المسيحي ولأول مرة يخرج إلى الشارع ليرد اعتداء المعتدي.. وأقول أن هذا ليس سلوكنا لكن ليعلم من لا يعلم أنه ليس كل مسيحي سيحول الخد الآخر لمن يضربه. بل أن هناك كثيرون سوف يقابلون العنف بالعنف. والخاسرة هي مصر.
وهنا أذكر ماقاله سعد زغلول: "عجبت لقوم إذا رأوا ضاربًا يضرب ومضروبًا يبكي يقولون للمضروب لا تبك ولا يقولون للضارب لا تضرب"!!.
وأما الطامة الكبرى فيما كتب الكاتب. ما قاله عن قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث فقد قال: "وفي هذا الصدد أستطيع أن أوكد أن مصطلحات الطائفية، والفتنة الطائفية، والمواطنة، والاستقواء بالخارج، وغيرها لم تتداول على الألسنة ولم تكن تعرف طريقها إلى وسائل الإعلام حتى اعتلى البابا شنودة عرش الكنيسة المرقسية فى 1971".

ويستطرد الكاتب ويقول: "وألقى البابا خطابه العجيب بالكنيسة بالإسكندرية عام  1973، والذي أتى فيه بالبشرى لشعب الكنيسة على حد تعبيره بأن عدد المسيحيين فى مصر سوف يتساوى مع عدد المسلمين عام 2000، طبقًا لخطة شرحها في خطابه. وفي ذلك الخطاب أيضًا دعا البابا شنودة -يقول الكاتب- إلى طرد الغزاة المسلمين -على حد قوله أيضًا- من مصر وقال ليس في ذلك أدنى غرابة. كما دعا إلى أشياء أكثر غرابة أيضًا أربأ عن ذكرها هنا".

وإلى الكاتب ولكل عاقل أقول: ألا يشهد كل عاقل وعادل لحكمة البابا شنودة، والتي كانت السبب الرئيسي في تهدئة نيران الإرهاب على مدى ما يقرب من أربعين عامًا، مع ملاحظة تنامي الإرهاب في تلك الحقبة.
ألا يشهد كل عاقل عادل أن قداسة البابا شنودة أبعد ما يكون عن إثارة  فتنة. وهل سجل عليه الاستقواء بالخارج؟ وهو القوي بربه..
واعلم وغيرك يعلم؛ أن الله يعلمنا أن نتكل عليه وحده. وليس على ذراع بشر، لأنه ملعون من يتكل على ذراع بشر، هكذا تعلمنا من قداسة البابا.
وأما عن الخطاب العجيب الذي ذكره الكاتب، وذكر بعضًا من فقراته، فليعلم من لا يذكر التاريخ، أن هذا الخطاب هو خطاب مفبرك من الجماعات الإسلامية نشرته عام 1972. وما يؤكد ذلك أن الأستاذ "جمال العطيفي" قال عن هذا المنشور السري في ذلك الوقت "هذا المنشور واضح الاصطناع"!!

وكان ذلك في الوقت الذي يطبع ويوزع في المدارس والمساجد، ولا دخل لقداسة البابا بكل الادعاءات التي جاءت فيه، ومما يؤكد أنه منشور مدسوس أن نفس عباراته قيلت أيضًا في منشور وزع في ذلك الوقت ضد المتنيح القمص بيشوي كامل بالإسكندرية.

وأما عن قداسة البابا فهو أكبر وأعلى من هذه الترهات.
والسؤال : لماذا هذه الأكاذيب في ذلك الوقت؟ ولماذا التعدي على رأس الكنيسة؟ والذي يعتبر تعديًا على كل المسيحيين؟ ألا تعلم أن وليهم قوي وهو يقيم دعواهم عليك؟ وبعدم الحطب تنطفئ النار.

* كاهن الكنيسة المرقسية
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :