الأقباط متحدون - فيتو و متاهات صناعة الفشل !!
  • ١٣:٠٦
  • الأحد , ٣١ يوليو ٢٠١٦
English version

" فيتو " و متاهات صناعة الفشل !!

مدحت بشاي

بشائيات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الأحد ٣١ يوليو ٢٠١٦

عصام كامل رئيس تحرير جريدة موقع
عصام كامل رئيس تحرير جريدة موقع " فيتو "
كتب : مدحت بشاي
في مقابلة طيبة ، قال لنا عصام كامل رئيس تحرير جريدة موقع  " فيتو " على هواء "الأقباط متحدون" الموقع الرائع حول مشكلة  ( أوقل مأساة ) استمرار الأنظمة المصرية عبر أكثر من نصف قرن بدأب وحرص وحماقة في ارتكاب جرائم اختيار قيادات تحقيق الفشل السريع تأهيلاً وتمهيداً لإنبات بذور الفساد والخراب المستعجل ورعايتها لتحويل دور الوحدات الإدارية الفاسدة إلى وحدات لإدارة الفساد ...
 
تحت عنوان "عام ٦٧ وعامر 2016 " كتب على صفحات دريدنه " فيتو" هل هناك قاسم مشترك بين نكسة يونيو ٦٧ ونكسة يوليو ٢٠١٦.. في يونيو كان عبد الحكيم عام يقودنا إلى بالونة من الوهم انسحابا وقهرا وهزيمة في سيناء.. وفي يوليو يقودنا طارق عام تقهقرا وتراجعا وهزيمة للجنيه ليصل الدولار في عهده الميمون إلى أرقام لم يصل إليها من قبل... هل يجب أن نعيد النظر فيما يفعله هذا الرجل كما فعل عبد الناصر قديما؟ هل نسير على الطريق الصحيح أم أن عام ٢٠١٦ يقودنا إلى بالونة من الوهم كما فعل عام ١٩٦٧م ...منذ أن وطئت قدماه البنك المركزي وهو لم يدل بتصريح أو يردد معلومة أو يقوم بعمل إلا وكان رد الفعل الواقعي عكس ما يقول.. المتابع لتحركاته، لقراراته، لتصريحاته يدرك أن الرجل يتخبطه    سحر أو مس.. حالة من اللخبطة تحكم الأداء.. .."..
 
إنها حالة توهان ودوائر جهنمية يحدثنا عنها كاتبنا بإشارات تلغرافية موجزة عبر مقارنة بين جيلين في عائلة واحدة ( الابن وعمه ) ، و كنا نظن أن بعد قيام شعبنا بثورة وراها ثورة على النظم الفاسدة الفاشلة ، أن تتبنى النظم الجديدة وحكوماتها وسائل وطرق وأساليب لاختيار القيادات بشفافية ونزاهة وعبر تطبيق معايير علمية متعارف عليها عالمياً دون الاكتفاء بحدوتة توقيعات كل الجهات الرقابية على " صحيفة الحالة الجنائية " للسيد المطلوب للمنصب باعتبارها الورقة الأهم التي تثبت خلو المذكور عاليه من جمله فيروسات أمراض الفساد واللصوصية واستغلال النفوذ ، ولا يهم تمتع معالي المطلوب بمواصفات الكفاءة وتولي المنصب .... والخيبة القوية الجديدة أن تلك الأوراق الثبوتية التي تصدرها تلك الجهات الرقابية تراجعت مصداقيتها بدليل وأمارة الوزير الذي قبض عليه بعد أيام من توليه منصبه في ميدان التحرير .. كان جاي جاهز يعني !!!
 
أرى أنه ليس من دواء ناجع للبعد عن دروب الفشل ومدن الفساد وعوالم الخراب الجهنمية ، سوى العمل وبشكل متسارع لخلق مناخ جيد للموظف لأداء عمله عبر نظم تتمتع بشفافية ووفرة في المعلومات وتولي المناصب للأكفاء وأصحاب الإسهامات الناجحة .. ويأتي في مقدمة سبل مواجهة كل ألوان الفساد المزيد من نشر أجواء تحرض على الإبداع والتجويد ، والإثابة للمجدين ، ونشر التجارب الناجحة للاستفادة بتطبيقاتها ..   
 
لا شك أن فتح النوافذ ليدخل منها هواء الحرية حتى يتنفس الناس هواء متجدد أمر يبعث على الأمل في أن تتقلص مساحات العفونة وتختفي بالتدريج الروائح الكريهة التي باتت تزكم الأنوف وتمنع عن الناس حلم أن يحيوا في سكينة وهدوء وسعادة..
 
من أعظم فوائد دخول رياح الديمقراطية ــ لو سمحنا بدخولها ــ  أنها ستعين الناس على كشف مناطق الضعف التي تشكل تربة صالحة لنمو آليات الفساد ووجود المفسدين وتحفيز الفاسدين على مواصلة دورهم التخريبي الهادم لكل أعمدة البناء والمحبط لأمل وضع أسس معمار التقدم ..
 
في الليل يسرق اللصوص ، وفي النهار يعمل الشرفاء .. في عتمة الليل يمكن التستر على حرامية الأرزاق وناهبي الأموال العامة ، وفي حرارة الشمس وسطوعها يفتضح أمر المتآمرين على الشعوب ويمكن تعريتهم وتجريدهم من أثواب الخداع وألق الصور الكاذبة .. وعليه فإنه ليس من المستغرب إعلان اللصوص حربهم على حرية الصحافة واستقلال وسائل الإعلام لأن لديهم اليقين أن حرمان الأمة ومواطنيها من التعبير الحر هو إذن بمنح الحرية المطلقة لأصحاب بيزنيس الاتجار بأرزاق الناس ، والاعتداء على كل مواد الدستور وقوانينه المنظمة لحياة البشر على الأرض الطيبة ..