الأقباط متحدون - تكتل «٢٥-٣٠»
أخر تحديث ٠٦:٢٤ | الجمعة ٢٩ يوليو ٢٠١٦ | أبيب١٧٣٢ش ٢٢ | العدد ٤٠٠٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

تكتل «٢٥-٣٠»

د. عماد جاد
د. عماد جاد

أؤمن تماماً أنه لولا ثورة ٢٥ يناير ما كان الحراك المجتمعى الذى قاد إلى ثورة ٣٠ يونيو وركل الجماعة والمرشد خارج السلطة وضمير المجتمع، أؤمن تماماً أنه لولا ثورة ٢٥ يناير لكانت استمرت آليات نظام مبارك وشلته تعمل فى كل المجالات، تزيد من إنتاج الفقر والمرض والطائفية أيضاً. جميع المشاكل التى تعانى منها البلاد اليوم من نتاج لعصرى السادات ومبارك، وحالة الهيجان الطائفى التى نشهدها فى قرى صعيد مصر وتحديداً المنيا هى نتائج مباشرة ومتوقعة لمحاولة الاقتراب من هذا الملف ووضع حلول له وتسويته، فالآلام تتزايد عندما تبدأ مرحلة العلاج المباشر للأمراض.

أؤمن تماماً أنه لولا ٢٥ يناير ما حدث الحراك المجتمعى والسياسى وارتفع الوعى وحدث التغير فى مواقع القوة، صحيح أن التغيير الذى حدث ليس كافياً وأن هناك اختراقات وعودة وجوه قديمة، بل فاسدة، لكن الصحيح أيضاً أن التغيير لا يكون شاملاً إلا فى حالة الثورات الجذرية الدموية كالثورة الفرنسية والروسية (البلشفية) وهو ما لم يحدث فى مصر. هناك تغيير حدث فى الكثير من المواقع بما فى ذلك رأس السلطة وهو ما أحدث حالة من الحراك على النحو الذى نراه فى أعمال البنية التحتية غير المسبوقة فى البلاد وعمليات البناء والتشييد والإصلاح والتطوير، فما تحقق على مدار العامين الماضيين ما كان له أن يتحقق فى غضون عقدين.

لا يعنى ذلك أننا نقول إنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان، على العكس لدينا تحفظات كبيرة على ما يجرى وتحديداً على غلبة المكون الأمنى على المكون السياسى، وضعف الإنجاز فى الملف السياسى وملفات الحريات وحقوق الإنسان، وهو ضعف نراه وليد محاولات أجهزة البلاد الأمنية كبح جماح التطور فى هذه المجالات لأن هذه الأجهزة اعتادت العمل فى إطار من الضغط والتضييق ولم تعتد العمل فى ظل مناخ ديمقراطى يعلى من قدر حقوق المواطن وحرياته.

نشهد حالة من حالات الصراع الشديد اليوم بين جديد يحاول البزوغ والاستقرار، وقديم يكبل الحركة ويقيدها ويحذر من السير فيها فقناعته أن الاستقرار يتحقق بتضييق مجال الحريات الخاصة والعامة وزيادة مساحة المكون الأمنى على حساب السياسى.

على مدار الشهور الستة التى مضت من عمر مجلس النواب المصرى بدا واضحاً أن تكتل «٢٥-٣٠» الذى يضم نحو ٢٠ نائباً، هو التكتل الأكثر تعبيراً عن هذه الرؤية والأعلى إنجازاً وحملاً لهموم المواطنين، والأكثر قدرة فى التعبير بوضوح وقوة عن رؤية وطنية صافية، وأتوقع أن يشغل هذا التكتل وبقوة مكانة المعارضة الوطنية التى تحمل هموم الوطن وتعبر عن هموم عموم المصريين وفى المقدمة البسطاء والمطحونون.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع