الأقباط متحدون | رد الجميــــــــل .... لصانع الجميــــــــل !!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٥٧ | الثلاثاء ٧ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٨ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رد الجميــــــــل .... لصانع الجميــــــــل !!

الثلاثاء ٧ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : نبيل المقدس
 

لم أجد موضوعا مناسبا لحالنا اليوم فالكل كتب وأوفي  ... لكن الأحوال هي هي ... لم تتغير ... ففكرت أن أكتب  موضوعا ربما  يجد كُل من يقرأه  لمحة أو ومضة سريعة يتذكرها من حياته السابقة أو حتي الحالية تجلب له السعادة اوالرجاء أو انفراجة في حياتنا السياسية والإجتماعية .
   من زمـــان لم أسمع عن " رد الجميل " ... أنا عن نفسي وصدقوني ألغيتها من قاموس كلماتي الفكرية والعملية .... لم أجد في وقتنا هذا أن إنسانا إحتفظ بجميل معين , وردهُ إلي صاحبه  . بل أصبحنا نُبدل رد الجميل لصانع الجميل بعبرات جميلة مزرقشة وغريبة لا تنفع ولا تضر مثل :

" مهما اقدم لك من شكر سوف لا يغطي ما فعلته" ..
"مهما فعلت وقطعت نفسي حِتَتْ سوف لا أوفي ربع  جميلك عليّ " ..
" لو إحتجت شيئا ً .. بمجرد إشارة من صابعك  الصغير  سوف تجدني بجانبك " ..
" ربنا يعوض تعبك ومايجعلكش تحتاج لأي حد " .. "
"أنا وأولادي وكل مالي ليك فأنت عملت مافيه الكفاية وأكثـر" ..

 وهكذا من هذه التعبيرات الكثيرة التي اصبحت مستهلكة , وليس لها أي طعم فيه رائحة الرحمة . بل مملوءة مكر وأنانية , وكذب , وخداع , ونكران الجميل .. فقد تحولت الخدمات إلي مصالح شخصية .. تذهب إلي اي مصلحة حكومية يُشعرك هذا الموظف الذي ينهي لك مصلحة ما , بأنه يقوم بعمل جميل لك وله الفضل في إتمام هذه المصلحة , وعليك تغطية او رد هذا الجميل في الحال , إما بمبلغ مادي أو بتبادل مصالح . كل خطوة الآن لها ثمن .. اليوم لا تجد من يقدم جميلا لك من أجل خاطر جمال عيونك .. حتي بين الأخوة .. اصبحت علاقة الخدمات لبعضهم البعض ما إلا روتين أو منظرة أمام الأغراب .. لكن نفوسهم من الداخل خلت من الرحمة .
  
الرحمة هي التي تعطي قوة صناعة الجميل ... كما انها تعطي قوة رد الجميل . فلولا الرحمة لا يستطيع الإنسان أن يقدم خدمة للآخرين ... ولنا هذا المثال العظيم الذي تركه رب المجد لنا في إنجيل لوقا 10 : 25 – 37 عن السامري الصالح .. فنجد هنا ان الرحمة غير مشروطة أو غير محددة ... الرحمة هي التي أعطت قوة صناعة المعروف لدي السامري أن يداوي وينقذ السامري ... الرحمة هي التي أعطت قوة المحبة للسامري أن لا يفكر في أن المصاب هذا كان يهوديا او سامريا او امميا .. بوجود الرحمة في داخل السامري جعلته لم يفكر أن ينتظر أجرا من المصاب , بل بالعكس فقد ترك مبلغا من المال لصاحب الفندق لزوم مصاريف هذا المصاب .
  
في القديم .. عندما كان الشخص يطلب مطلبا من الرب مثل الشفاء او حل مشكلة , كان يرفع طلبته بقوله " إرحمني يا الله " 
متي 9 : 27 " ....... "إرحمنــا يا إبن داود ."
 متي 15 : 22 ....... "إرحمني يا سيدي يا إبن داود ."
  متي 17 : 15 ....... "يا سيد إرحم إبني ."
  
   تذكرت قصة حقيقية أبطالها من مشاهير القرن الماضي وسوف لا اذكر اسمائهما إلا في آخر الحدوتة ... فهي تعطينا درس جميل علي مدي قوة و فاعلية الرحمة التي يوهبها الرب للشخص .
    خرج مزارع من كوخه يائسا قانطا , من عدم جودة محصول  قطعة الأرض الصغيرة التي ورثها عن أجداده .. لعدة سنوات حتي وشك ان يبعها بارخص الأثمان لكي يسد بها إحتياجات البيت وابنيه وزوجته ... أخذ يتكلم يوميا مع الله , ويصرخ له ويقول " إرحمني يا ألله " وإنشلني من هذا العدم والفقر ... وفجأة سمع صراخ طفل يطلب النجدة , فإتجه فورا نحو صوت الإستغاثة ووجد طفلا في السابعة يغوص في بركة عميقة من الوحل , وبخبرته إنتشله من هذه البركة المتحركة , وأخذه إلي داخل بيته المتواضع وعمل معه اللازم .. حتي جاءت إليه مجموعة من الرجال يسألونه عن طفل في السابعة ضل الطريق وهم منشغلين في صيد البط البري ... أعطاهم الطفل وشكروه وذهبوا إلي حال سبيلهم . كانت فرحة المزارع عظيمة أن هذا الطفل رجع إلي أهله .
   
وفي صباح اليوم الثاني ... خرج المزارع كالعادة ليتجول في الأرض ويتحادث مع الرب .. وعند خروجه من المنزل وجد سيارة جاكوار كبيرة يترجل منها شخص هيئته من الأغنياء .. وقدم نفسه أنه والد الطفل الذي انقذه أمس من بركة الطين المتحركة ... رحب به المزارع البسيط .. لكن فوجيء أن هذا اللورد يقدم له مبلغا من المال في مقابل إنقاذه لإبنه ... لكن المزارع رفض رفضا باتا هذه التقدمة بالرغم انه في اشد الحاجة إليها . لكن هذا الرجل الغني كان مملوءا رحمة تجعله يرد الجميل لصانع الجميل له وخصوصا بعد ما عرف عن أحواله المعيشية , فاخذ يفكر في طريقة لكي يرد هذا الجميل , وبينا هو يفكر إذ إبن المزارع الكبير يخرج من البيت , فيراه الرجل الغني , وسأل المزارع من يكون هذا الصبي ؟.. فقال له انه إبني وهو يميل إلي الدراسة لكن ظروف حياتنا منعته من الإستمرار في الدراسة .. إنتغم الرجل الغني الفرصة ومن فيض رحمته عرض علي المزارع أن يُدخل هذا الصبي مدرسة لكي يكمل دراسته علي حسابه الخاص .. اخيرا سُر المزارع ووافق علي هذه التقدمة من أجل خاطر إبنه , الذي ألح علي والده أن يوافق .
 
  أخذ الرجل الغني الإبن في سراياه , وإعتني به حتي إنتهي من دراسته الطبية , وإلتحق يعمل باحثا في الجامعة , حتي أصبح له شان كبير ... أما أبن اللورد الغني فقد دخل السلك السياسي إلي أن وصل أعظم رئيس وزراء لأعظم دولة في العالم في القرن الماضي .
    حدث مرة قبل أن يصبح ابن اللورد رجلا مشهورا سياسيا أنه مرض مرضا لم يجد له علاج ... سمع الباحث العظيم في امور البايولجي عن مرضه , وكان يادوب انتهي من إكتشافه للبنسلين .. فأخذ منها عينة وهرع إلي صديقه ابن اللورد الذي له فضل عليه , وداواه بالبنسلين الذي اصبح اعظم دواء تم اكتشافه في القرن الماضي ... وتم شفاء هذا السياسي الداهية .
   كان إسم المزارع البسيط  " فلمنــج Fleming"  والد العالم العظيم مكتشف البانسيلين " إلكسندر فلمنــج Alexander Fleming ..."
  وكان إسم اللورد الغني  " راندولف شرشل Randolph Churchill" والد رئيس وزراء بريطانيا " سير ونستون شرشل Sir Winston Churchill..."
     
كان كل من هؤلاء المذكورين أصحاب رحمة إلهية داخل قلوبهم ... لا ينتظرون أجرا لرد الجميل .. بل كان الجميل يحفظه الرب ويقدمه لكل من صنع الجميل في الوقت المناسب ......!!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :