الأقباط متحدون - رسالة إلى الرئيس
أخر تحديث ١٤:٤٠ | الاربعاء ٢٧ يوليو ٢٠١٦ | أبيب ١٧٣٢ش ٢٠ | العدد ٤٠٠٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

رسالة إلى الرئيس

نادية هنرى
نادية هنرى

 عزيزي الرئيس أشكو منك إليك

سيل الأحداث الطائفية، (77 حادثا في سنتين في المنيا فقط أي بمعدل حادث كل عشرة أيام تقريبا) يجتاح ويشتد، جارفًا معه الإنسانية والإنسان، مدمرًا كل من حوله، النبات والحياة، تاركًا وراءه أشلاءً عفنة وصرخات ذعر، وعدم أمان. ومشاعر سلبية تتجمع وتنبئ بالخطر.
 
ولكن رغم ذلك لدينا كل الثقة بك، وأنت أكبر من أن ندافع عنك، لكنك المسئول الأهم المؤتمن على هذه البلد، والأحداث تتوالى وأنا لا أحبذ تسمية ما يحدث "فتنة طائفية"، فهذا ليس وصفًا دقيقًا لها، لأنَّه لا يمكن للفتن الطائفية أن تقوم على طرف واحد، عادة ما يكون هناك طرفان أو أكثر متورطان في صنع الفتنة الطائفية.
 
وما يحدث من المنيا، جانب يعتدي وآخر يتم التنكيل به، تحت سمع وبصر أجهزة الدَّولة المعنيَّة وبالتأكيد سيادتكم تعلم كيف تتم تسوية مثل هذه القضايا في كل مرة. (لم يقدم للمحاكمة أي قضية في الحوادث السابقة بل على العكس جرت 8 جلسات عرفية وإذا تفضل مساعدوك بالعودة إلى صفحة محافظة المنيا الرسمية سوف تتأكد من ذلك).
 
عزيزي الرئيس أصارحك القول، وأهمس إليك، المواطن المصري المسيحي لم يعد كسابق عهده، واثقًا في القادة والقائمين على هذه البلد خاصة المسئولين المحليين وتتراجع يوما بعد يوم تلك الثقة، وتزداد الغصة في الحلق يومًا بعد آخر، مما ينذر بما لا يحمد عقباه ولا نتمناه.
 
سيدي الرئيس:
لا أريد استعادة ذكريات مريرة وأليمة التي أدت إلى تشكل فكر جديد لدى المواطن المصري، كحادث كنيسة القدِّيسين الذي من وقع الألم والظلم فيه كان من أهم مسببات اندلاع ثورة 25 يناير، وما أشبه الليلة بالبارحة!!
 
سيادة الرئيس:
المسئول الأهم على البلد ألا يهتم؟ حارس الوطن أيمكن أن يُسمح لأعداء الوطن، بنهش الوطن؟
أرجو أن لا يفهم من كلامي سوى ما أريد قوله بالفعل، مصر لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الصخب والإحباط، تحتاج الهدوء والراحة، البلاد لم تعد تحتمل المزيد من التخبط، وكل ما تحتاجه هو تفعيل القانون في دولة القانون التي أسمعك مرارًا وتكرارًا تتحدث عنها في كل حواراتك وخطاباتك.
 
لكن، أين هو القانون سيدي الغالي، وأين دولة القانون يا سيادة الرئيس، هل هي حبر على ورق، أم أنها مجرد شعارات؟ أو ربما أحلام يقظة أو بخار ماء سرعان ما يختفي ويزول، اسمح لي أن أصارحك سيدي وكلي ألم، بأنَّ دولة القانون غير حاضرة، أو لعلها وليدٌ جديد، أخاف أن يوئد.. ولعل الفجوة بين ما يقال في القاهرة وبين ما يطبق في المنيا واضحة المعالم، ولعلك تعرف كيف يدعوا محافظ الإقليم الممثل للدولة بيت العائلة للقيام بالمصالحات خارج القانون!، بيت العائلة دورة تجديد الخطاب الديني وليس بديلا لدولة القانون.
 
سيدي الرئيس:
أنا لا أريد الدفاع عنك، فأنت أكبر من أن أدافع عن المسئول الأهم في البلد، والَّذي ائتمنه الله على حراسته، نحتاجك اليوم، ولا أريد أن أشكو لله ما يحدث في وطننا الغالي مصر، فهو العالم والعارف بكل شيء، لكني من كثرة محبتي لك شأشكوك إليك، معاتبة ومتسائلة، المسئول الأهم على البلد ألا يهتم؟ حارس الوطن أيمكن أن يسمح لأعداء الوطن، بنهش الوطن؟
وجوابي هو، من ائتمنه الله، لا يمكن أن يخوِّنه إنسان.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع