لطيف شاكر
لاني لااريد ان اكون خائنا لنفسي وخائنا للاقباط وخائنا للوطن فمصر وطن الاقباط المسلمين والمسيحيين, اما الاسلامييون فهم غرباء ويستفزهم وجودنا لانهم يشعرهم انهم غرباء مهما طال الزمن , وهم الذين حرقوا الكنائس و بيوت الاقباط وتهجيرهم من بيوتهم وتاريخهم وهم الذين يقتلونهم ويخطفون بناتهم وهم الذين يطلبون دائما الفدية لان هذا هدفهم فالغزو العربي الاسلامي غزا مصر ليسلب الاقباط بشتي انواع السلب والنهب من الجزية الي الخراج الي المكوس والاتاوة....الخ وياويل من يتقاعس عن الدفع بسبب الفقر والعوز فالحرق والموت وبيع الاطفال نصيبهم
وهل تظاهر الاقباط في واشنطن مركز الاعلام والسياسة يعتبر استقواء بالخارج
هل الاقباط طلبوا من الاجنبي التدخل ليحمينا.. اقرأوا التاريخ الذي يؤكد في كثير من صفحاته رفضنا اغراءات الدول الكبري لحمايتنا وتبعية الكنيسة لهم حتي لا تقسم مصر .
هل مجرد رفع الصوت علي قتلانا وحرق كنائسنا وبيوتنا يشير من بعيد او قريب اننا نستقوي بالخارج
الي متي تغيبوا العقول ؟ لماذا ترتعبون من الخارج؟ لماذا تقتلوننا وتشردوا عائلاتنا ؟ ماذا فعلنا لكم رغم انكم محتلون مصرنا منذ اكثر من 1400 عاما وعشنا معكم في عذاب مرير واضطهاد حقير بموجب تعاليم كتابنا :
أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ
والاقباط ليسوا ضعفاء ولم يهابوا الموت ولم نرد الاساءة بالاساءة وعين بعين وسن يسن
يقول بولس الرسول ولكن لما قاوم اليهود، اضطررت أن أرفع دعواي إلى قيصر، ليس كأن لي شيئا لأشتكي به على أمتي
رفع بولس صوته عن اضرار بسبب اضطهاد اليهود
وفي رسالة العبرانين ص13 يقول : أذكروا المسجونين كأنكم مسجونون معهم، واذكروا المظلومين لأنكم أنتم أيضا في جسد
فأقباط الخارج يشاركون اقباط الداخل في اوجاع واضطهادات الداخل لاننا واحد .
لكن من هم الاقباط الذين تكرهونهم وهم الاصل والسند لمصر لانكم عديمي التمييز
يقول د.محمود مدحت في كتابه مصر القبطية :ومصر القبطية ..تاريخ طويل وجليل حاول الغزاة طمسه وابعاده عن متناول عقل ابناء مصر, لئلا بروا فيه الحكمة والموعظة , ولئلا يعرفوا ثوابت مصر الباقية عبر الزمان , وليقطعوا التواصل بين ابناء مصر وتاريخها , وتاريخهم كله مع احداث تلك الفترة
وكتب ادوارد ويكن في كتاب اقلية معزولة فيقول :اقباط اليوم .. يرجعون في اصلهم الي الفراعنة القدماء وبذلك فهم يتمتعون بقوة احتمال وصلابة الاهرام وارادتهم وعزيمتهم في ان يحتفظوا بشخصيتهم القبطية تتكرر بشكل لانهائي خلال تاريخهم القديم وفي موقفهم المعاصر
وتحرص الدولة ان ينسوا الاقباط تاريخهم ولغتهم
يقول الشاعر الاغريقي سيموندس :هزمناهم ليس حين غزوناهم بل حين انسيناهم تاريخهم وحضارتهم
وفي كتاب تاريخ الأمة القبطية كتب المؤرخ يعقوب نخلة
الأقباط هم بقايا تلك الأمة المصرية العريقة في الحضارة التي أجمع الكل علي أنها أقدم الأمم في المدنية وأسبقها اٍلي التمدن وقد شهدت التواريخ علي أنها هي السبب الوحيد والعامل الأكيد علي اٍيجاد التمدن في العالم واٍنتشاره علي وجه البسيطة.
يقول كاتب المصريات وليم زول " للقبط اهمية خاصة لانهم البقية الباقية من الشعب المصري ,ذلك الشعب الذي يمتاز بأن له أقدم تاريخ مدون"”
يذكر ابن منظور في كتاب لسان العرب ان "القبط من جيل من اهل مصر الاصليين و احدهم "قبطي" و يجمع على قبط واقباط
ويورد السيد محمد بن ابي السرور البكري الصديقي (توفي254ه) في كتابه "الكواكب السائرة في اخبار مصر والقاهرة" ثماني واربعين سببا في ذكري مااختصت به مصر والقاهرة من محاسن وفضائل ويورد ثمانية واربعين سببا في تفضيل مصر ارضا واهلا علي غيرها من بلاد الدنيا ويقول في السبب الاربعين عن "قبط مصر انهم من ذرية الانبياء عليهم السلام
ويذكر عبد الرحمن بن عبد الحكم في كتابه فتوح مصر واخبارها (187-257ه )
قبط مصر اكرم الاعاجم واسمحهم يدا وافضلهم عنصرا
يقول الدكتور جمال حمدان في موسوعته شخصية مصر: علي هذا الاساس يكون معظم القبط مسلمين ومسيحيين هم الاكثرية العددية في القطر المصري بينما الاجناس الوافدة علي مر التاريخ لم تؤثر في الجنس المصري الا بالنذر اليسير , وهنا انوه الي ملحوظة مهمة وهي ان كلمة قبط يجب ان تطلق علي المصريين مسلمين ومسيحيين
اما ادوارد ويكن المستشرق البريطاني فيذكر في كتابه اقلية معزولة
واقباط اليوم الذين يشتركون مع الاقليات جميعا في نضالهم العالمي للبقاء في الحياة يرجعون في اصلهم الي الفراعنة القدماء وبذلك فهم يتمتعون بقوة احتمال وصلابة الاهرام وارادتهم وعزيمتهم في ان يحتفظوا بشخصيتهم القبطية تتكرر بشكل لانهائي خلال تاريخهم القديم وفي موقفهم المعاصر
و يحدثنا بتلر أن مصر بعد الغزو الاسلامي ضمت اغلبها الاقباط الذين هم ابناء الفراعنة
وقد بدأ العلماء منتصف القرن التاسع عشر بدراسة القبط ونشر مورتون في فيلادلفيا عام 1844 كتابه المسمي الجنس المصري الاصيل وقال فيه : ان الاقباط هم سلالة مباشرة لقدماء المصريين , ثم اخذ العلماء عنه هذا الرأي حتي اظهرت البحوث الحديثة واجمع العلماء واهمهم اوتكينج علي ان الاقباط شعب ابيض من شعوب البحر المتوسط وهم لم يحافظوا علي بعض ميزات الجنس المصري الاصيل فحسب بل احتفظوا الي الآن بالسحن المصرية القديمة , وكان اختلاطهم بالاجناس المختلفة قليلا لم يؤثر فيهم
ويقول المؤرخ عبد العزيز جمال الدين في مقدمة تحقيقه لكتاب تاريخ مصر والعالم القديم ليوحنا النيقوسي:ان وجود المصريين الاقباط رغم الاحتلال والقهر الي يومنا هذا يعد من معجزات البقاء فعلي الرغم من الاضطهادات العاتية التي مر ويمر بها المصريون الاقباط علي مر العصور الي يومنا هذا, فمازالوا يعيشون صراعاتها ويتعايشون مع احداثها وباقون لاستكمال مسيرتهم.
ثم يستطرد قائلا: المصريون الاقباط هم امتداد مصر كحضارة واستمرارية مصر ممتدة في ابنائها الاقباط الذين يدينون بالولاء بوطنهم وارضهم , بصرف النظر عن دينهم , حتي وهم يعيشون في ارض الغربة والمنافي , ويعد هذا من الاسباب الاساسية التي تدفعنا لبعث تراثنا المصري القبطي الذي طال عليه التجاهل لاسباب كثيرة ليس منها اي سبب علمي جدير بالاحترام
وتقول المؤرخة لويزة بوتشر :لاشك ان الاقباط هم وحدهم سلالة المصريين القدماء العظماء وقد ابقتهم العناية الالهية ليكونوا معجزة الدهور بعد اضطهاد شديد استمر حتر تاريخه من ظلم مهول وعذاب شرحه يطول.