الأقباط متحدون - ظلمنا فتظلمنا ونتمني
أخر تحديث ٠١:٢٦ | الاربعاء ٢٧ يوليو ٢٠١٦ | أبيب ١٧٣٢ش ٢٠ | العدد ٤٠٠٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ظلمنا فتظلمنا ونتمني

 الثانوية العامة
الثانوية العامة

 رفعت يونان عزيز
ظلمنا فتظلمنا ونتمنى الثانوية العامة منذ صباها وهي المارد المرعب الذي يصيب أبنائنا الطلبة والطالبات في شعبتيها بالخوف والصدمات ومعهم أولياء الأمور لأن منها يحدد مصير ومستقبل أبنائنا ولها تأثير سحري فعال لمن يفوز بكليات القمة أن يتباهي ويفتخر أمام الأهل والأصدقاء وبكل محفل وكذلك صدمة وسوء الحالة النفسية تصل للانتحار لمن لا يحالفهم الحظ لتدني مجموعهم أو لرسوبهم و كانت تسير المركب وترسوا للشاطئ دون مشاكل رأي عام نظراً لوجود شفافية وأمانة بسرية وتقدير درجات الامتحانات لأنه تساوي فيها كل طوائف وشرائح المجتمع المصري دون تمييز وتفرقة

فالمجتهد له النصيب والمتهاون لا يجني ثمار ولكن حين بدأت الشيخوخة تدب فيها وقواها أنهكت وبحثوا عن حلول للتخلص من أسطورة المارد فقسموها لسنتين فتحولت من شيخوختها لمارد بشع أصبحنا نري الطالب يحصل علي 105% وغيرها من الدرجات الغريبة وسارت الأمور ومازالت العقم الفكري للتغيير موجود فتبدل الحال وشاخت الثانوية وأصبحت في الأعوام الخمس الماضية تتدحدر بها الحال بسبب الغش والتسريب للامتحانات من اللجان بواسطة التكنولوجيا الحديثة وجاء عام 2016 وها حالة الترنح وشدة الكبر ظهرت عليها فخرت وسقطت حين تسربت الامتحانات بصورة فجة وصلت مسامع العالم وسادت حالة من الرعب المميت وعدم الثقة لأبنائنا المجتهدين أن يصلوا لما هم يريدونه من كليات

وهذا حدث بالفعل فلو نظرنا للطلبة نجد الناجحين غالبيتهم يتظلمون من درجاتهم في المواد التي سربت والتي لم تسرب وحدوث تفاوت رهيب بين الطلبة وبعضها فمثلاً طلبة يقولون كنا متوقعين نقص بدرجات في مادة اللغة العربية لأننا لم نجب علي جزيئات بها ولكن حصلنا علي 80 درجة من 80 درجة وهكذا باقي المواد والعكس طلبة توقعوا حصولهم لدرجة النهائي ونقصت درجاتهم بنسبة كبيرة وحثي أننا قرأنا عن طالب أدبي وجد نفسه راسب بمادة علمية لشعبة العلوم وفقدان ورقة طالبة في مادة اللغة العربية وللعودة للفروق الفجة بين الطلبة المجتهدين وبعضهم في بعض المواد نجد تباين في الآراء واتفاق في أحاديث الشارع والمجتمع المصري حتي بعض المعلمين أنفسهم من شاركوا في اللجان أو تقدير الدرجات أن المشكلة تعود إلي حالة التسريب جعلت المقدرين في تقدير الدرجات في هزة ما بين تغيير الامتحانات أو إلغائها وصوم شهر رمضان وحرارة الأجواء الشديدة وزمن التقدير الصغير كذلك ربط بعض المقدرين الدرجات بالنموذج كما هو والبعض قدر بنفس ما حصل عليه من أجاب مثل النموذج طالما كانت الإجابة صحيحة حتي ولو تغيرت صيغة النموذج

فنحن نخاطب عقل الطالب وتفكيره ويجب لا نحد تفكيره ورؤيته وفهمه فمن الملاحظ نجد من يتظلمون يقولون ظلمنا فتظلمنا ونتمنى أن تكون مراجعتنا للمواد التي رسمنا عليها يحكمها المشاعر الإنسانية ويقظة الحس التربوي والنفسي لأنه من الأصل فكرة الاعتماد علي التفوق بالمجموع فكرة خاطئة قاتلة لأنها راغمة بعدم اختيار الطالب لما يرغبه من كلية فقد يكون طالب اقل مجموع بنسبة بسيطة فيصلح في كلية قمة لأنها ميوله وقدراته الفكرية ومهاراته تؤهله لذلك وهكذا كما نتمنى حصول من يثبت له درجات أن توضع فورا ببيان الدرجات ً وترسل للتنسيق قبل انتهاء فترة التقديم بما يتيح للطالب بدء العام الدراسي مع زملائه في الكلية التي تتفق مع مجموعه ونتمنى مراعاة ما حدث هذا العام له تأثير علي المقدرين والكنترولات لما عانوه من ضغط عمل شديد علي الجميع حمي الله مصر وطلبة الثانوية العامة التي نأمل تتغير المنظومة بالسنوات القريبة .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع