الأقباط متحدون - لماذا المنيا وبني سويف؟
أخر تحديث ١٦:٤٦ | الاربعاء ٢٧ يوليو ٢٠١٦ | أبيب ١٧٣٢ش ٢٠ | العدد ٤٠٠٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

لماذا المنيا وبني سويف؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
بدايةً لا أعني بعنوان المقال، لماذا المكانين بعينهما؟ لكن ما أقصده، لماذا الأحداث التي جرت في المكانين؟ ولكن لأطمئن سيادتك فالمكانين معتادي الفتن الطائفية، فلا جديد في المنيا ولا بني سويف، وعلى العموم فهما جزء منكل مشتعل طائفية، وهو الصعيد الذي بدوره مراية لفكر، يشعل النيران بين مواطنيالبلد الواحد.

على كل حال، تناولي لإجابة سؤال عنوان المقال ستنقسم لقسمين، قسم أول معتاد وتقليدي، وسأضعه لإرضاء نفسيات مريضة، لا تريد أن ترى الحقيقة لعلها تهدأ ولا تهاجم ما سأكشفه لحضرتك، فتنقلنا منجوهرالمطلوب نقاشه لفرعيات لا قيمة لها، الطائفية تظهر بسبب الجهل والفقر والجهل يظهر في أمية القراءة والكتابة والجهل بالدين،وتظهر لضعف الشرطة بسبب تركها السلاح في أيدي الناس وتراخيها في وأد الفتن والأزمات وبسبب عدم إعمال دولة القانون، ولشعور الفاعل الحقيقي بأنه في مأمن، وأن منيقبض عليه هو من حرق وقتل وعرى وخرب، أما صاحب الفكرة والمبادرة وإطلاق الشائعة المهيجة للجماهير، فهو في أمان وكذلك صاحب الفكر العدائي التفريقي التقسيمي للناس على أساس الدين يشعر بأنه في أمان وأنه وإن طالت أفكاره الملامة فهو في مأمن من كثير من مؤسسات الدولة، ومأمنبسبب جلسات الصلح العرفي لذا تتكرر الحوادث والمصائب والكوارث ومشعلها مرتاح الضمير يشعر بأنه يقدم خدمة لدينه.

وقبلما أوضح السبب الحقيقي الذي فجر أزمات المنيا وبني سويف ولعل أزمات أخرى قادمة، وقانا الله شرها، أري ان أنوه لكل أحبائي المسيحيين أن منخرب كنيستكم سبق وخرب جامعه لأن أعدائه به سواء في غزة على ايدي حماس حين سلطت مدافعها لهدم جامع أوى إليه خصومها السياسيين أياً كان موقفهم أكثر إرهاباً من حماس أم لا ليست هذه قضيتي لكن ما أريد الإشارة إليهأيضاً أن أنصار بيت المقدس فعلوها بسيناء حين دمروا للقوات المسلحة مسجد كان يأوي إليه الجنود والضباط للراحة ويراقبون منه الطريق وكلها بيوت ربنا، إذن لا جديد في هدم  الكنيسة وهدم الجامع ومحاولة هدم الوطن.

الآن لك صديقي القارئ، سر ما يجري في المنيا وبني سيوف بحسب رؤيتي البسيطة،فكل الأسباب التي ذكرتها لإراحة هؤلاء المعتادي تعليق الكوارث على الأسباب ذاتها كانت موجودة من زمن بعيد ولا جديد لها ولا علاج لها ولا محاولة جادة لعلاجها، بل نزيدها تأججاً بضعف الدولة، إذن لماذا تفجر تلك الفتن الآن برغم أنها كانت نائمة لمدة طويلة تصل تقريباً لسنتين منذ أن حرق الإخوان الكنائس بسبب فض اعتصام رابعة الإرهابي إلى أن أوقظت الفتنة مرة أخرى الآن، والسبب بسيط هو حتمية مناقشة وإصدار قانون موحد لبناء كنائس بسبب حكم الدستور بمواده القاضية بضرورة إصدار مجلس النواب قانون بهذا المضمون في أول دوراته بعد الانعقاد، ما معناه أن هناك جهات ستحرم من سيطرتها وخنقها للأقباط بصدور هذا القانون، فحركوا الفتن إذ أن سيطرتهم ستتلاشى وذلك لإرهاب واضعي القانون لعلهم يتراجعوا أو يعرفونأن ثمة مناطق لها خصوصية كالصعيد وبحري ورويداً تكتشف أن لكل مكان في مصر خصوصيته ما يعني صعوبة تنفيذ حكم الدستور وإصدار القانون، فهل يرضخ مجلس النواب لابتزاز تلك الجهات الرسمية والجهات غير الرسمية ولا يصدر القانون أم لا هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة بإذن الله.

المختصر المفيد مصر أمانة في أعناقكم فصونوها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter