إدعت وثيقة سربها موقع ويكيليكس عن السفارةالأمريكية في الدوحة إن فضائية الجزيرة غيرت في سياسيها التحريرية لتناسب السياسة الخارجية لدولة قطر. وأن الدولة الخليجية استخدمت القناة الأوسع انتشاراً في منطقة الشرق الأوسط لتحسين علاقاتها مع بعض الدول الأخرى.

وقالت جريدة الجارديان البريطانية في تقرير لها يوم الجمعة إن مذكرات السفارة الأمريكية تتعارض مع إصرار قناة فضائية على أنها مستقلة تحريرياً رغم أنه مدعومة بقوة من جانب دولة عربية.

وأشارت إحدى الوثائق الأمريكية السرية إلى أن ''رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثانٍ حاول عقد صفقة مع الرئيس حسني مبارك عن طريق السيناتور الأمريكي جون كيري، وتقضي الصفقة بوقف بث قناة الجزيرة من القاهرة لمدة عام وفي مقابل تغيير في موقف القاهرة تجاه مفاوضات إسرائيل مع الفلسطينيين، إلا أن الرئيس مبارك لم يرد بشيء، وفقاً للوثيقة التي سربها ويكيليكس، ونشرت مضمونها الجارديان.

وقالت مذكرات ويكيليكس إن قطر استخدمت فضائية الجزيرة كورقة مساومة في مفاوضاتها الخارجية، عن طريق تكييف تغطيتها الإخبارية للتناسب مع زعماء أجانب، وعرضت -  قطر – وقف بث في مقابل تنازلات كبيرة.

وأشارت الجارديان إلى أن هذه المذكرات تبدو حرجة بشكل كبير لدولة قطر التي فازت باستضافة كأس العالم 2022 قبل أيام بعد أن قدمت نفسها على أنها أكثر الدول الشرق أوسطية انفتاحاً واعتدالاً.

وذكرت الجريدة البريطانية أن أمير طر رفض بشكل علني طلبات أمريكية استخدام تأثيره لكبح الجزيرة.

وتكهنت المذكرة التي يرجع تاريخها إلى شهر نوفمبر 2009 أن ''الجزيرة قد يتم استعمالها كأداة لإصلاح العلاقات -القطرية – مع دول أخرى، خاصة التي توترت العلاقة معها بسبب القناة من ضمنها الولايات المتحدة'' على مدى السنوات الثلاث القادمة.

وتأسست الجزيرة في العاصمة القطرية الدوحة في سنة 1996 وأصبحت أكثر محطة فضائية مشاهدة في منطقة الشرق الأوسط، ويشاهدها كثيرين مجاناً ويشاهدون ايضاً تغطيتها المفتوحة للمنطقة، لكن سيطرة الحكومة على تقاريرها بات مباشراً، ويبدو أن إنتاج القناة بات – وفقاً لدبلوماسيين أمريكيين – ''جزءاً من مناقشتنا الثنائية، كما كان لها آثر إيجابي في العلاقات بين قطر والسعودية والاردن وسوريا ودول أخرى''.

وقالت الوثيقة الأمريكية إنه في فبراير ''تحسنت العلاقات – بين قطر والسعودية – بشكل عام بعد أن حيدت قطر الجزيرة وهدأت من تناولها لشؤن العائلة الملكية السعودية''، وأضافت السفارة ألأمريكية إنه في يوليو 2009 أثبتت الجزيرة أنها أداة مفيدة في أيدي رؤساءها السياسيين''.

ولفت الجارديان إلى أن مذكرة من مذكرات السفارة الأمريكية جوزيف لي بارون قال إن رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آل ثانٍ سخر في لقاء معه من أن الجزيرة جعلت من الدولة الخليجية صداعاً ومن الأفضل لها بيعها، لكنه استدرك ''لكن هذه التصريحات لايجب أن تؤخد على ظاهرها''.

وتابع السفير ''قدرة الجزيرة على التأثير في الرأي العام في جميع أنحاء المنطقة هي مصدر كبير للنفوذ بالنسبة لقطر،الأمر الذي من غير المرجح لأي أحد التخلي عنه، علاة على ذلك، يمكن أيضا أن تكون الشبكة تستخدم كورقة لتحسين العلاقات؛ فعلى سبيل المثال ، سهلت تغطية الجزيرة للعائلة المالكة السعودية الأكثر مواتاة، المصالحة القطرية السعودية خلال العام الماضي''.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها