المخرج الراحل محمد خان هو أحد أهم مخرجى السينما المصرية والعربية فى الثلاثين سنة الأخيرة وكان الراحل هو الأكثر شهرة فى قائمة مخرجى السينما المصرية ومعروفا على المستوى العربى فى كل المهرجانات فلا يخلو مهرجان من سينمائى إلا ويسأل عن سينما محمد خان وعن فيلمه الآخير وعن مشاريعه القادمة وكان الراحل محبا للحياة جدا ومتفائلا لأقصى درجة وفى نفس الوقت مهموما بقضاياها وخاصة البسطاء والطبقة الفقيرة ودائما كان يتناول همومها ومشاكلها وأحلامها ولو بحثنا عن لقب نمنحه للمخرج محمد خان فلن نجد أفضل من العاشق الأصيل المهموم بالسينما والشغوف بها فهو أحد أبرز الذين جددوا وغيروا فى السينما المصرية شكلا وموضوعا، ودائما تجده يعيش فى بحث دائم عن إطار وشكل جديد لأفلامه.
المتأمل لمسيرته السينمائية أيضا لن يجد فى سلسلة أفلامه فيلما يشبه الآخر، ومجرد مشاهدة جزء من مشهد لأى فيلم من أفلامه سنعرف أننا أمام سينما محمد خان مثله مثل الموسيقار عمر خيرت، ومجرد سماع مقطع من موسيقاه تتأكد أنك أمام موسيقى عمر خيرت، فبصمة محمد خان موجودة فى كل فيلم يقدمه، فهو مخرج صاحب كادر سينمائى مميز لا يسمح لك بالرؤية خارج إطاره فترى العالم من منظور خان نفسه.
سينما محمد خان ومع كل فيلم كان يطرحه تجد النقاد والجمهور فى حالة جدل دائم ومناقشات حول الفكرة التى يطرحها، والشكل السينمائى والرؤية التى رسمها لموضوع فيلمه، وبغض النظر عن مدى إعجاب أو عدم إعجاب المتناقشين فى سينما محمد خان فإن الجميع يحترم تلك السينما، لأنها سينما تخاطب عقلك وتجعلك تفكر فور خروجك من الفيلم وتعيش مع شريط خان السينمائى حالة تختلف عن مشاهدتك لأى فيلم آخر.
وللمرأة دائما فى سينما محمد خان نصيب كبير من الاهتمام بقضاياها ومشاكلها، فخان يؤرخ للمرأة ومسيرتها الاجتماعية فى سينماه منذ أن قدم "زوجة رجل مهم" لميرفت أمين، و"أحلام هند وكاميليا" لنجلاء فتحى وعايدة رياض، ومن بعدها أفلام "سوبر ماركت" لنجلاء فتحى، و"بنات وسط البلد" لمنة شلبى وهند صبرى، و"شقة مصر الجديدة" لغادة عادل، و"فتاة المصنع" لياسمين رئيس ومؤخرا فيلمه الأخير "قبل زحمة الصيف" الذى استكمل به رحلة البحث عن حرية المرأة.
كل فيلم من أفلام خان ستجده يناقش ويحلل ويستعرض قضية وهم من الهموم وقد اهتم أكثر فيما يخص المرأة بفكرة الحرية المسلوبة دائما منها والتى دائما ما تبحث عنها ولن تجدها إلا نادرا كما كان للتفاوت الطبقى نصيب كبير فى سينما محمد خان مثل "أحلام هند وكاميليا" و"مستر كاراتيه" و"سوبر ماركت" و"فتاة المصنع" وفى فيلمه الأخير كان ذلك التفاوت واضحا جدا.