الأقباط متحدون - اعترافات سمكة قرش
أخر تحديث ٠٧:٠١ | الاثنين ٦ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٧ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٨ السنة السادسة
إغلاق تصغير

اعترافات سمكة قرش

بقلم: محمد بربر
بعد محاولات البحث والتحري، وبمعاونة عدد كبير من أفراد الأمن ورجال الغوص وأبطال السباحة، استطاع الأبطال القبض على سمكة القرش بمدينة "شرم الشيخ"، والتي هي حديث الناس ووسائل الإعلام العالمية. وتم توجيه تهم الإساءة لسمعة "مصر"، والإضرار بالأمن القومي، وضرب إقتصاد الدولة، وذلك بعد قيام المتَّهمة بمهاجمة عدد من السائحين الألمان والروس وإصابتهم إصابات بالغة أدت إلى وفاة البعض. هنا نظر وكيل النيابة إلى "القرش" انتظارًا لإجابات ربما تخفِّف من حدة الحكم بالإعدام. لكن بكاء السمكة ودموعها، كان الرد الذي لم يكن يتوقعه السيد وكيل النيابة! صرخت قائلة: "عايزين مننا إيه أكتر من كدة؟ هوا الحزب ورانا ورانا حتى في البحر؟ رجالته على البر بتقلب مصالحها، واحنا بنلف بلاد على لقمة عيشنا، ولما نحاول نعيش شرفا وناكل من عرق جبيننا، تقول لنا إعدام"!! استوقفها وكيل النيابة وأخبرها بأن عليها أن ترد على الإتهامات الموجَّهة لها؛ حتى يستطيع مساعدتها في القضية الدولية.

اعترضت سمكة القرش على الإتهامات جملة وتفصيلاً، وأضافت: "أنا عمري ما حاولت أكون مسيئة لسمعة "مصر". " مصر" الأرض والتاريخ والناس الطيبة، الكرم والحضارة والشهامة والفن والإبداع. أنا بحب مصر زي كل الدنيا، لكن مين اللى بيسىء ليها بالظبط؟ هل اللى بيفرَّق بين أولادها وبيظلمهم؟ ولا اللي بيهرب بفلوسها، وعامل فيها حاميها؟ اللي بيسىء ليها هو اللي بيكره ناسها، وبيرفض راحتهم.. مش بيهمه غير جيبه وحسابه البنكي.. اللي بيسىء لسمعة "مصر" يا سيدي هو اللي قدَّم لنا في يوم على طبق من دهب جثث ألف مصري رماهم في البحر، مع إنه مصري. أقولك سر يا سيادة وكيل النيابة. أنا مقدرتش يومها أدوق طعم الأكل. إزاي أدوق أجساد المصريين. لكن كان نفسي جدًا أبلع اللى ظلمهم ورماهم في البحر".

بكت السمكة الطيبة على مناظر أهالي البلد حين تذكَّرت مناظرهم وصراخهم طوال الليل وحتى لحظات رحيلهم عن الحياة. استجمعت قوتها مرة أخرى، ونظرت في عيون وكيل النيابة وتابعت: "مش أنا اللى بضر بالأمن القومي، أنا نفسي كل المصريين يعيشوا في أمن قومي.. يعيشوا في حب وسلام، ويتقدَّموا مش يتخلفوا.. لو عايز أقولك مين اللي ضر بالأمن القومي بجد، هقولك هو كل واحد حاول يشعل فتنة ما بين مصري مسلم ومصري مسيحي، عن طريق الأفعال الدنيئة، أو رفضه لسياسات بناء دور العبادة، أو رفضه لتعيين أقباط في البرلمان، علشان تفضل النفوس فيها أشياء وأشياء، وتستمر الحرايق والمشاكل وهو يجني ثمار النار. اللي ضرب الأمن القومي يا سيدي هو اللي زوَّر وسرق إرادة شعبكم، وانتوا واقفين تتفرجوا. كل اللي قادرين عليه إن لما سمكة تقتل سائح هنا أو هناك؛ ابحث، اقبض، اقتل!! وده كله علشان صورتكم الجميلة أمام العالم أجمع. لكن الحقيقة العالم شايف الصور التانية اللي صحف الحكومة وقنوات التليفزيون الحكومية مش بتقدر تخفيها".

استمع السيد وكيل النيابة إلى حديث "القرش" ثم سأل فى حزم: "تحبي تضيفي حاجة تانية؟"، أجابته السمكة قائلة:"لو هأموت، بلاش تقتلوني وتقولوا دي ماتت إثر حادث سير في مياه الأطلسي، أو تعذبوني حتى الموت. ولو مفيش مفر من ده، ياريت تطبَّقوا سياسة عدم التمييز، وتعذَّبوا كل الفاسدين في مجتمعكم المصري المعروفين بالاسم، واللي فضايحهم يوميًا على صفحات الجرايد. أنا "قرش" أيوة، لكن على البر عندكم فيه حيتان أكتر وحشية، وبتعشق مص الدماء. أمنيتي إني أشوفهم بيتحاكموا".


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter