مصريون يتحدثون عن تجربتهم الصعبة بأحيان كثيرة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات
البعض قرر إبطال صوته حتى لا يتم تزويره
البلطجة النسائية حرمت السيدات من المشاركة
المواطنون يرصدون رشاوى وبيع أصوات وتسويد بطاقات
كتبت: سحر غريب
بعيدًا عن التصريحات الرسمية التي يؤكد نزاهة وشفافية الانتخابات، وبعيدًا عن هجوم المعارضة واتهامها الحزب الحاكم بتزوير إرادة الشعب.. قررنا أن نسأل الشعب نفسه عن تجربته في الانتخابات، فهي شهادة صافية خالصة، لا يشوبها مصالح أو خلافات سياسية.. هي واجب وطني خالص لوجه لوطن.
كرامتي!
في البداية تتحدث "ميرفت" (30 سنة) بانفعال: كنت مستعدة للانتخابات، وطلبت من زوجي أن يرافقني، وبالفعل استأذن من عمله، وصاحبني حتى اللجنة.. إلى هنا والمسألة عادية.. ولكن اللجنة كانت مُحاطة بعدد من البلطجية والفتوات، الذين يمنعون كل من يتجرأ ويُطالب بالدخول! وهنا قررت أن أعود لمنزلي بكرامتي بعد أن اعتذرت لزوجي عن تضييع وقته وجهده.
لا مشكلة
وفي المقابل نجد "ماجد" (38 سنة) أسعد حظًا فيؤكد أنه لم يواجه أية مشكلة، ولم يمنعه أياً كان عن ممارسة حقه في التصويت للمرشح الذي يراه مناسبًا، ولم يُعرض عليه شراء صوته، وذلك في دائرة مصر القديمة.
شاهد شاف كل حاجة!
أما "إيزاك" (36 سنة) فهو شاهد "شاف كل حاجة"، فمن خلال عمله بإحدى الصيدليات المُجاورة لأحد اللجان الانتخابية بحي عابدين، رأي عدد غير قليل من الموظفين يشاركون في التصويت بعد أن حصلوا على مبالغ مالية، يتراوح قيمتها مابين مائتين ومائتين وخمسين جنيهًا للصوت الواحد، في نظير تصويتهم لمُرشح الحزب الوطني، وبعد التأكد من حصول الوطني علي عدد كافٍ من الأصوات، تم الاكتفاء من توزيع النقود علي الناخبين، فعاد بقية الموظفين دون المشاركة في الانتخابات!
ويقول "إيزاك" أنه كان يود المشاركة في الانتخابات، غير أنه من "المنيا" وعمله في عابدين، وكان يتمني أن يكون الانتخاب بالرقم القومي، حتي يسهل عليه التصويت في اللجنة التي يتبعها مسكنه.
ويري "إيزاك" أن طابع المصلحة هو الذي يغلب على كل من شارك في هذه الانتخابات، سواء بوعد مُسبق بالأموال، أو بوعد بخدمة يؤديها العضو عندما يحصد النجاح عن دائرته.
مسلسل!
بواقعية يتحدث "أحمد عبد العليم" (38 سنة): لم أشارك في الانتخابات لأنها -من وجهي نظري- مسلسل معروف نهايته، وهو حصول الحزب الوطني علي معظم المقاعد، ومع ذلك لم أتوقع ان يكون التزوير وتزييف الأصوات واضحًا إلى هذه الدرجة، ومع ذلك تابعت بعض أقاربي الذين شاركوا في الانتخابات، وقام بعضهم بإبطال صوته حتي لا يتم تزويره.
تزوير جماعي!
من شهود التزوير "طارق السيد" (40 سنة) يتحدث عن تجربته: شاهدت التزوير بعيني في دائرة الدقي والعجوزة، وقد اعترف بعض مسئولي اللجان للقضاة بعملية تسويد البطاقات الانتخابية، وهذا لا يعني إلا تأكد الحزب الوطني من ضآلة شعبيته بين المواطنين في مصر، مما جعل الحزب الحاكم يلجأ إلى عملية تزوير جماعية.
كيس جوافة!
بسخرية يقول "محمد فخري" (25 سنة) -دائرة حلوان: "أنا كيس جوافة"! ويفسر ذلك باكتفاءه بدور المُتفرج، فقد رأى ويتابع عملية التزوير وهو صامت لا يتحرك، ويعرف جيدًا أن إرادة الوطن يتم تزويرها، وقد عرف من أحد المسؤلين أن دائرة حلوان محجوزة للحزب الوطني، ولا عزاء لصندوق الانتخابات.
إرادة التزوير
"محمود بيومي" (24 سنة) قرر التصويت لمنافس مرشح الحزب الوطني، لكنه عرف من مصادر موثوقة أن صوته ليس له أهمية، لأن الانتخايات مُزورة والصناديق ممتلئة بالأصوات الغير حقيقية، التي تتيح لمُرشح الحزب الوطني الفوز، وفي الساعة الثانية عشرة مساءً أثناء الفرز، دخل خمسة صناديق أخرى لصالح مرشح الحزب الوطني لتأكيد فوزه، وقد رُفض الطعن بتزوير اللجنة رغم معرفة الجميع بما حدث.
بلطجة نسائية!
"حنين" (26 سنة) حاولت أن تكون إيجابية وتشارك في الانتخابات، ولكنها تراجعت عند باب اللجنة عندما فوجئت بمجموعة الإناث غريبات الشكل، يدل شكلهن على أنهن مستأجرات خصيصًا لمنع كل سيدة أو فتاة من دخول اللجنة.
إسكندرية تمام!
وجهة نظر مختلفة يحملها "إبراهيم كمال" (37 سنة) -دائرة الاسكندرية- فيقول: الإسكندرية من الدوائر القليلة التي لم يحدث فيها تزوير، لأن "المحجوب" محبوب من جميع أهالي الإسكندرية، وليس في حاجة لتزوير لكي يحصل علي مقعده تحت القبة.
صوت باطل!
أما "هالة الشناوي" (32 سنة) -دائرة المحلة الكبري- فقررت المشاركة بشكل مختلف، فذهبت فقط لإبطال صوتها؛ بالتعليم علي أكثر من مُرشح، وذلك حتى لا يتم تزوير إرادتها رغمًا عنها.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :