الأقباط متحدون - الرئيس التركي : محاولة انقلاب جديدة أمر ممكن وسنعيد هيكلة الجيش
أخر تحديث ٠٠:٥٠ | السبت ٢٣ يوليو ٢٠١٦ | ١٦ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الرئيس التركي : محاولة انقلاب جديدة أمر ممكن وسنعيد هيكلة الجيش

الرئيس التركي
الرئيس التركي

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لوكالة رويتر إنه كانت هناك أوجه قصور كبيرة في أجهزة المخابرات قبل محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة يوم 15 يليو-تموز 2016 وإن القوات المسلحة سيعاد هيكلتها سريعا وستضخ فيها "دماء جديدة".

وفي أول مقابلة منذ إعلان حالة الطوارئ بعد إحباط الانقلاب قال اردوغان إنه من الممكن حدوث محاولة انقلاب جديدة لكنها لن تكون سهلة مضيفا "نحن أكثر يقظة."

وقال أثناء المقابلة التي أجريت في القصر الرئاسي في أنقرة الذي استهدف اثناء محاولة الانقلاب "من الواضح تماما أنه كانت هناك فجوات وأوجه قصور كبيرة في أجهزة مخابراتنا.. لا جدوى من محاولة إخفاء ذلك أو إنكاره. قلت ذلك لرئيس المخابرات الوطنية."

ويتهم اردوغان رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة بتدبير محاولة الانقلاب التي إنهارت في وقت مبكر يوم
16 يوليو –تموز 2016.

وقال الرئيس التركي إن اجتماعا للمجلس العسكري الاعلى وهي أعلى هيئة تشرف على القوات المسلحة من المنتظر أن يعقد في أول أغسطس آب 2016ربما يجري تقديمه أسبوعا للإشراف على إعادة الهيكلة. ويرأس المجلس
رئيس الوزراء ويضم وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان.

وأضاف قائلا "هم جميعا يعملون معا بخصوص ما يمكن عمله... وفي  غضون فترة زمنية قصيرة جدا سينبثق هيكل جديد.  ومع هذا الهيكل الجديد أعتقد أن القوات المسلحة ستضخ فيها دماء جديدة."

"بعد كل ذلك ما حدث. أعتقد أنه يجب عليهم الآن، أن يستخلصوا دروسا مهمة جدا. هذه عملية مستمرة ونحن لن نتوقف أبدا.. سنستمر بشكل نشط للغاية ولدينا خطط."

وإردوغان هو الشخصية السياسية الاكثر هيمنة على الساحة التركية منذ مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية الحديثة. فقد حقق سلسلة انتصارات متتالية في أكثر من عشر انتخابات لكن الخصومة دبت بينه وبين حليفه السابق كولن قبل بضع سنوات.

وتحاشى إردوغان تقديم إجابة مباشرة عندما سئل عما إذا كان الانقلاب الفاشل ق أفسد خططه لتغيير الدستور وتعزيز سلطاته من خلال اقامة نظام رئاسي كامل في تركيا تلكنه قال إن حزمة تعديلات دستورية "أكثر محدودية" قد يتم الاتفاق عليها مع المعارضة.

وأضاف قائلا إن عدم تصويت بعض اعضاء البرلمان لصالح حالة الطواريء على الرغم من الصعوبات في البلاد "موضوع يدعو إلى التأمل والتفكير" ويظهر الحاجة إلى بناء توافق مع أحزاب المعارضة.

وقال إردوغان "إذا أمكننا تحقيق توافق... فإننا ربما نطرحها على الشعب في استفتاء" في إشارة إلى حزمة محتملة لإصلاحات دستورية.

وأضاف أنه لا توجد عقبات أمام مد حالة الطوارئ بعد الاشهر الثلاثة الأولى إذا اقتضت الضرورة. وستسمح حالة الطوارئ لحكومته باتخاذ إجراءات سريعة وفعالة ضد مؤيدي الانقلاب. وستسمح لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء بتجاوز البرلمان لسن قوانين جديدة وتقييد الحقوق والحريات عند الضرورة أو تعليقها.

وقال إردوغان "حالة الطوارئ هذه ليس حظرا للتجول. سيظل الناس في الشوارع لتدبير شؤونهم ومواصلة الحياة اليومية."

وبدا إردوغان هادئا طوال المقابلة لكن إجراءات الأمن جرى تشديدها داخل المجمع الرئاسي الضخم وخارجه مع وجود قوات خاصة من الشرطة في حدائقه وقيام شاحنات للنفايات تابعة للبلدية بسد الطرق المؤدية إلى المجمع في نقاط تفتيش مرتجلة.

وفي الايام القليلة الماضية خفتت أضواء القصر بعد ان كانت في العادة تضيء السماء اثناء الليل. ووصق اردوغان تداعيات الاحداث في الليلة التي شهدت محاولة الانقلاب عندما كان يقضي عطلة مع أسرته قرب منتجع مرمريس الساحلي فقال
إردوغان إنه لم يصدق في بادئ الامر مكالمة هاتفية من صهره تبلغه بأن جنودا بدأوا يغلقون الشوارع في اسطنبول.

وأضاف أنه لم يكون بمقدوره في بادئ الامر الاتصال بقائد القوات المسلحة أو رئيس جهاز المخابرات الوطنية وتمكن بعد صعوبة من الاتصال برئيس الوزراء.

وبعد النداء الذي وجهه إلى مؤيديه عبر اتصال عن طريق هاتف محمول مع محطات تلفزيونية تلقى إردوغان تقارير بأن الناس يخرجون  إلى الشوارع وقرر أنه في حاجة الى التحرك.

وقال "أصبح واضحا لي أنه يجب علي أن أتحرك.. لم يعد من المناسب أن ابقى في مكاني". واستقل هو وأسرته طائرته عائدين إلى اسطنبول لكن المطار كان تحت الهجوم واطفئت أنوار ممر الهبوط.

وأضاف أردوغان "كنت أتحدث إلى قائد طائرتنا وأوجه إليه أسئلة عن الوضع في المطار... سألته عن كمية الوقود التي كانت لديه وأبلغني أن لديه وقودا يكفي لإبقائنا في الجو لثلاث أو أربع ساعات."

وحطت طائرة إردوغان بعد أن استعادت قوات موالية له برج المراقبة في المطار وقامت بتأمين الممر. وسئل عما إذا كان قد شعر بالخوف من الطيران بينما محاولة الانقلاب تتداعى فقال إنه يؤمن بقدره.

"الايمان هو أحد الشروط كي تكون مسلما.. زوجتي وابنتي واحفادي وزوج ابنتي وطاقم حراستي .. الجميع كانوا في الطائرة...الله قدر لنا فيما يبدو أن نبقى أحياء وألا نهلك في تلك الليلة."

وقال الرئيس التركي إنه سيتم التعامل مع حركة كولن "كمنظمة إرهابية انفصالية أخرى" مقارنا بينها وبين معركة الدولة ضد
المتشددين الأكراد على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وأضاف قائلا "سنواصل المعركة... حيثما كانوا. هؤلاء الناس اخترقوا المؤسسات الحكومية في هذا البلد وتمردوا على الدولة". ووصف ما حدث بأنه "غير إنساني" و"غير أخلاقي".

وشبه حركة كولن بسرطان خبيث في الجسم قد ينتشر ويعود إذا لم يتم استئصاله.

وقال إردوغان "سنفعل كل ما هو ضروري لتحقيق أعلى معدل للنجاح... إلى المدى الذي يسمح به القانون" وأضاف يقول إن حزبه العدالة والتنمية ساعد في إحدى المراحل حركة كولن لكنه تعرض لخيانة.

"لم نفكر قط حتى في احتمال انهم ربما يتورطون في مثل هذه الخيانة للبلاد... لقد دعمناهم إلى أقصى مدى كمواطنين لبلدنا." "هم خونة... هم كانوا دائما بوجهين ... والآن نحن نرى وجههم الحقيقي بوضوح شديد."

وهزت محاولة الانقلاب وما أعقبها من حملة تطهير تركيا البالغ عدد سكانها 80 مليون نسمة وهي عضو بحلف شمال الاطلسي له حدود مع سوريا والعراق وإيران وحليف للغرب في قتال متشددي تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال إردوغان إن عدد القتلى ارتفع إلى 246 شخصا بخلاف مدبري الانقلاب وإن عدد المصابين 2185. وقالت السلطات إنها ستطلب تسليم كولن الذي ندد بمحاولة الانقلاب ونفي أي تورط مشيرا إلى أن إردوغان ربما نظمها كذريعة لشن حملة على حركته الدينية.

وقال الرئيس التركي إن خفضا لتصنيف قدرة تركيا على سداد الالتزامات الخارجية بالعملة الصعبة من جانب مؤسسة ستاندرد أند بورز كان قرارا سياسيا ويظهر أن وكالة التصنيفات الائتمانية "تنحاز للانقلاب وليس الديمقراطية."


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.