ما أن مرت ساعات قليلة على هجوم دام شهدته مدينة ميونيخ الألمانية، حتى بدأت تتكشف تفاصيل عدة عنه وعن منفذه ذي الـ18 عاما، الذي يعاني من اكتئاب "وخلل عقلي"، وتسلح بـ 300 طلقة نارية، ليهاجم المارة بمركز تسوق كبير.
وبعدما صرحت مصادر أمنية، الجمعة، بأن شهود عيان رأوا 3 مسلحين يطوفون المركز التجاري الذي شهد الهجوم، أعلنت الشرطة رسميا، في وقت متأخر من اليوم ذاته، أن الاعتداء فردي، نفذه شاب ألماني الجنسية من أصل إيراني.
وحتى ظهيرة السبت لم يتم الإعلان رسميا عن اسم مطلق النار الذي ولد في ميونيخ، وارتاد مدرسة في ذات المدينة. وقرر أن يطلق النار على مارة بالقرب من، وداخل مركز "أولمبيا" التجاري، ما أدى إلى سقوط 9 قتلى وإصابة آخرين، قبل إقدامه على الانتحار برصاصة من مسدسه.
وقال قائد شرطة ميونيخ، هوبرتوس أندري، في مؤتمر صحفي السبت: "وجدنا دلائل تشير إلى أنه (مطلق النار في ميونيخ) مهتم بقضايا مرتبطة بالمختلين عقليا" الذين ارتكبوا عمليات قتل.
ووفقا لأندري فقد كان بحوزة منفذ الهجوم قرابة 300 طلقة نارية، لكن "لا دلائل على وجود شركاء له".
ونفى أندري وجود صلة بين منفذ الهجوم وتنظيم داعش، بعدما فتشت السلطات غرفته. وأضاف أن الهجوم لا علاقة له أيضا باللاجئين.
"الارتباط" بسفاح النرويج
وخلال المؤتمر ذاته أعلن قائد شرطة ميونيخ أن المحققين كشفوا "رابطا واضحا" بين مطلق النار في ميونيخ والقاتل النروجي أندريس بيرينغ بريفيك، الذي اشتهر باسم "سفاح النرويج".
وقال أندري أن "الرابط واضح"، بين الاعتداء الذي أوقع تسعة قتلى في ميونيخ، و"مجزرة" شهدتها النرويج قبل 5 أعوام تماما، (في 22 يوليو 2011)، راح ضحيتها 77 شخصا، نفذها اليميني المتطرف بريفيك.
ولم يوضح أندري بدقة "الرابط" بين منفذ هجوم ميونيخ وبريفيك، فبينما قال إن منفذ اعتداء الجمعة كان يخضع لعلاج نفسي من الاكتئاب، ولا يعتنق مذهبا سياسيا، نفذ بريفيك، الذي يقضي عقوبته في السجن الآن، "مجزرته" بناء على أفكار سياسية ودينية يعتنقها ويؤمن بها.
فقد فجّر بريفيك سيارة مفخخة في مبنى الحكومة النرويجية في أوسلو فقتل 8 أشخاص، ثم توجه حاملا بندقيته الرشاشة إلى جزيرة أوتويا في النرويج، وفتح النار على مخيم صيفي للشباب، فقتل منهم 69 شخصا.
وينتمي بريفيك إلى اليمين النرويجي المتطرف المعادي للإسلام والمهاجرين، وقال بعد تنفيذ الهجوم إنه تصرف بدافع شخصي، وحكم عليه عام 2012 بالسجن لمدة 21 عاما.