الأقباط متحدون - عالفيس .. لوك لوك .. صويت صويت .. طب وبعدين !!؟
أخر تحديث ٠٠:٣٩ | السبت ٢٣ يوليو ٢٠١٦ | ١٦ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

عالفيس .. لوك لوك .. صويت صويت .. طب وبعدين !!؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نبيل المقدس
       في الأشهر الأخيرة كثرت ٍالإضطهادات وظهرت الكراهية والحقد عمدا من خفافيش الظلام ودعاة الرجعية ضد مسيحيي مصر, بل أنا في نظري ضد الشعب المصري .. هذا النبذ هو السبب الرئيسي في عرقلة التقدم وتدهور الحالة الإقتصادية وتفشي الفساد في مصر, لأن هؤلاء الخفافيش من ذوي العقول المتحجرة .. ليس أمامه في الحياة إلاّ الجهاد من أجل نشر ما يؤمن به ومأمورا من كتبهم وشيوخهم السلفيين .. لذلك دائما يفتعلون سبوبة مع جيرانهم وأخيهم في الوطن , لكي يثيرون غبار الفتنة , ويأتون بمصر إلي الحضيض, وتسليم مصر لأيادي دول قذرة أو عصابات مرتزقة يهمها تفتيت مصر إلي دويلات صغيرة , مما يسهل علي كسرالدول التي ذاقت الربيع العربي المُر في تكوين الخلافة العظمي . فمصر هي الدولة الوحيدة التي تقف عقبة في تحقيق هذا المأرب . فإستخدموا الإرهاب في طول البلاد من شمالها إلي جنوبها , ومن شرقها إلي غربها , لكنهم فشلوا أمام جيش مصر القوي تحت قيادة رجل حكيم , وهبه الله لمصر لكي يستخدمه في الحفاظ علي أمنها . وبعد ما عرفوا قوة مصر العسكرية , بدأوا إستخدام إشعال الفتنة بين المسلمين بقيادة السلفيين , والمسيحيين .

      بأقل الأسباب وأتفهها بدأوا يضخمون المشكلة , فأصبح بعد أن كان في الزمن الماضي , إستخدام صالة أو حوش في بيت المسيحي كصلاة للمؤمنين أمر عادي .. أصبح الأن عاملا من العوامل التي تسبب في التقليل من شان ديانتهم التي وعلي حسب قولهم أنه دين السماحة والحب . لكن في الحقيقة ما نلمسه من بعضهم هو الحقد والنبذ , وإجبار المسيحيين علي الهجر أو إطاعتهم إطاعة عمياء علي أساس أنهم أصحاب دين الحق في نظرهم. وأحب اقول أن تواجد الجماعات السلفية فجأة في منتصف السبعينيات في مصر وممارسة ما تعلموه من الطائفة الوهابية عندما كانوا وما يزالوا يعملون بالأراضي السعودية هم الذين قللوا من شأن ديانتهم , ومحوا كل كلمة تدل علي السماحة في كتبهم.

     مثل هذه الفتن , لا علاج لها إلا من الأقلية نفسها .. فقد تهاون الأقباط في أخذ حقوقهم من بداية هذه الفتن .. تحت وصية الحب والغفران لأخيه الإنسان مهما كانت عقيدته أو جنسيته أو مركزه الإجتماعي . لم يتم تواصل وتنمية الكيان المسيحي الذي كانت في الإربعينات حتي اواخر الستينات .. لا اعرف بالظبط اسباب إختفاء هذا الكيان القبطي العظيم .. كان لدينا رموز شديدة الوطنية , وكان لهم دور كبير في وضع السياسة العامة للبلاد , في جميع النواحي .. كانت هذه الشخصيات صد رد لأي فتنة تبرز من حين إلي حين أخر ..

     ظهرت بعض الشخصيات وفشلت فشلا سريعا لأنهم أطلقوا علي انفسهم " مفكرون مسيحييون" .. ومجموعة مسيحية أخري جاءت بعد إنتصار أكتوبر 73 من الخارج واقامت مشاريع ضخمة .. وتمنينا أن يحلوا مكان الشخصيات القبطية التي رحلت .. لكن طمع المال أعمتهم عن أقل واجب يقومون به نحو وطنهم وإخوتهم المسيحيين في حالة ظهور اي فتنة .. فقد كانوا يتعمدون السفر إلي الخارج للتهرب من أي واجب ممكن أن يقوموا به . ولا اقصد هنا ان يقوموا بعمليات عدوانية ضد الدولة , بل بقوة شخصيتهم , وكثرة خدماتهم نحو الوطن بدون مقابل , تجعلهم أن يتدخلوا بالحب والسياسة لوأد اي فتنة تظهر.
     نحن نرفض الجمعيات القبطية التي تظهر وتختفي عند ظهور أي فتنة حسب ما يترائي لها .. نرفض تدخل هؤلاء المحامين الذين يرمون إلي الشهرة , ولا نري منهم إلا نقط ضعف عند كتابة المحاضر , تجعل القاضي يحكم بالبراءة . ليس من المعقول ونحن حوالي 20 – 30 مليون قبطي لا نجد منهم مجموعات لهم شخصية سياسية كبيرة , قلوبهم اولا علي مصر وإستقرار مصر .. ليس من المعقول أن لا نجد 5 شحصيات في كل محافظة تكوّن فيما بعضهم كيانا قبطيا كل همهم جعل المسيحيين والمسلمين في تواصل دائم .. إما عن طريق الزيارات في المناسبات السعيدة والحزينة .. عندما كنت صبيا صغيرا اسمع دائما من صديق لي من العائلات الكبيرة باسيوط  أن والده الباشا " ؟؟ " سافر إلي قرية ما لتعزية الحاج " ؟؟ " .

    تعشمنا في وجود أكثر من 38 نائبا مسيحيا .. ولم يفلحوا ’ تعشمنا في بيت العائلة .. وفشل فشلا سريعا , تعشمنا في جمعية حقوق الإنسان بمصر .. ولم يلتفت إلي شكوي الأقباط ... كما أحب ان اقول أي وقفات داخل الكنائس أو خارجها .. ستفشل ايضا . ليس أمامنا إلا من وجود كيان مسيحي وطني مدني .. يعمل علي تواصل وإلتحام الطوائف .. لكن في نفس الوقت لا يحل مشكلة تكون علي حساب الأقباط .

      سوف اسرد حدث حقيقي حصل سنة 1911 يظهر مدي إيجابية الكيان المسيحي في حفظ حقوق المسيحيين بطريقة غير عنيفة بل بقوة وشخصيات الذين قاموا بها :

     فى 1911م أحس بعض الأقباط الغيورين على أمتهم أن أخوتهم المسلمين بدأوا فى عدائهم فعقدوا مؤتمر للأقباط لبحث مشاكل الأقباط وتم ذلك فى مدينة أسيوط فى الفترة ما بين 5 مارس إلى 8 مارس .. فقد دعا مطران أسيوط لعقد المؤتمر ومعه كبار وعظماء القبط مثل "توفيق دوس ومرقص حنا واخنوخ فانوس" وقد طالبوا :-

**أن يكون يوم الأحد عطلة رسمية للأقباط .

**أن تكون قاعدة التوظيف هى الكفائة وحدها .

**إدخال الديانة المسيحية فى برامج التعليم لتعليم الطلبة الأقباط .

**وضع نظام يكفل تمثيل عنصرى الأمة فى المجالس النيابية .

    وقد حضر هذا المؤتمر ألف شخص وكان هذا العدد يعتبر عدداً كبيراً لبلدة فى الصعيد فى ذلك الوقت .

أثارت مطالب الأقباط خوفاً من المسلمين فحاول المسلمون أن يغطوا على فشلهم فى حل مشاكل القبط وأحتواء غضبهم وقراراتهم التى خرجوا بها فعقدوا مؤتمر أسلامى فى 29ابريل 1911م  أسموه "المؤتمر المصرى" وقد راس هذا المؤتمر رياض باشا رئيس الوزراء الأسبق وعقدوه فى واحة عين شمس وهى هليوبوليس الآن وحضرة ما يقرب 5 الآف شخص  وخرجت قراراته بأن :-

**لا يمكن قسمة الحقوق السياسية فى مصر بين طوائفها الدينية .

**تظل العطلة الرسمية يوم الجمعة فقط .

**قاعدة التعيين فى وظائف الحكومة هى الكفائة .

**عدم تعديل قانون الأنتخابات بما يجعل لكل طائفة فى مصر دائرة أنتخابية .

فلنترك الكلام علي الفيس بوك .. فالإستعانة به يظهر ضعف حجتنا .. بل نكون إيجابيين ونبدأ في البحث عن رجال عظيمة أمثال عظماء القرون التي مضت ليصير لنا كيان مسيحي قبطي قوي وطني .

صدق ما قاله الإمام الشافعي : 
ما يحك ظهرك إلاّ ظفرك .. فَتَوَلَّ أنْتَ جَميعَ أمرك

وإذا قصدْتَ لحاجَـــــــة .. فاقْصِدْ لمعترفٍ بقدْرِكْ  


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع