الأقباط متحدون - فساد الأزهر.. «عبدالسلام» و«الإخوان» (11)
أخر تحديث ١٤:٣٧ | الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦ | ١٤ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

فساد الأزهر.. «عبدالسلام» و«الإخوان» (11)

 أحمد الخطيب
أحمد الخطيب

 منذ شروعى فى كتابة سلسلة الفساد داخل مؤسسة الأزهر الإدارية وأنا أتلقى عشرات الاتصالات اليومية من قيادات «معتبرة» داخل المشيخة وجامعة الأزهر تحكى عن الكثير من وقائع التجاوز الفجّ الذى ينتهجه محمد عبدالسلام، مستشار شيخ الأزهر، باعتباره المدير الحقيقى للأزهر، الذى تدين له رقاب الجميع بلا استثناء بالطاعة والتذلل والتذلف رغم كونه لا يحتل موقعاً إدارياً يخول له إدارة كل هذه الهيئات والقطاعات بتفرّد مطلق دون مراجعة أو محاسبة.

ما أغرانى بأن يكون الفضح والتشهير هو سبيلى للحد من ارتكاب كل هذه الآثام والمحرمات «الموثقة» صوتاً وصورة بحق المؤسسة العريقة هو كم التجاوزات التى تعوم عليها المشيخة والجامعة فى ظل إدارة «عبدالسلام» المنفردة، بعد أن باتت أحاديث «ضرورة الحفاظ على سمعة الأزهر وعدم تلطيخ صورة قياداته» صكاً صريحاً، لأن تصل التجاوزات إلى حد الركب، وتسويغاً كاملاً لارتكاب الجرائم الإدارية والأخلاقية، الأمر الذى جعل سمعة الأزهر المالية والأخلاقية تتدهور لأول مرة فى تاريخه على يد مجموعة من أصحاب المنافع.

يطلب منى الكثير الحديث عن تقصير الأزهر فى مواجهة جماعات التطرّف وتجديد الخطاب الدينى، والحقيقة أن الإدارة الحالية للمؤسسة التى يقودها «عبدالسلام» وشركاه ليسوا علماء أو مفكرين أو مجتهدين أو أى شىء من هذا القبيل، وإنما مجموعة موظفين يبحثون عن أسهل الطرق، للحصول على أكبر مكاسب، فهم لا علاقة لهم بعلم أو فكر أو أى شىء!

«عبدالسلام» الذى يجتهد الآن فى الدفع عن نفسه اتهامه بالانتماء إلى تنظيم الإخوان، هو الذى مكّن الإخوان من تولى مناصب مهمة داخل مؤسسة الأزهر بعد ثورة يناير عندما أتى بالداعية الإخوانى السفاح يوسف القرضاوى، وأقنع شيخ الأزهر الدكتور الطيب بضرورة ضمه إلى هيئة كبار العلماء، بعد أن مرّر مع مكتب الإرشاد عودة هيئة كبار العلماء إلى الأزهر عبر إصدار قانون بإنشائها، وهو الذى دعا «القرضاوى» إلى اعتلاء منبر الجامع الأزهر ثلاث مرات خطيباً دعا خلالها إلى ضرورة تصدير الثورة لكل الدول العربية، خصوصاً دول الخليج التى تُنافح الثورات، فى إشارة منه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما قال به صراحة فى عدة تصريحات مباشرة فى ما بعد عزل «مرسى».

«عبدالسلام» هو من كان وراء اختيار الإخوانى حسن الشافعى والإخوانى محمد عمارة داخل هيئة كبار العلماء، وهما المعروف موقفهما من عزل «مرسى»، باعتباره انقلاباً عسكرياً، وهو الذى اختار د. عبدالرحمن البر، مفتى تنظيم الإخوان قيادياً فى لجنة تطوير وقوانين الأزهر بعد أن طلب منه ضرورة الترشّح لعمادة كلية أصول الدين بالمنصورة (مسقط رأس «عبدالسلام») لانتخابه عميداً، بعدما أكدت الأجهزة الأمنية والرقابية خطورة ترشّح «البر» للعمادة.

ولعلى أذيع سراً بأن الأجهزة الرقابية هى التى كانت وراء تسريح أكثر من 100 إخوانى جاء بهم «عبدالسلام» من بعد ثورة يناير، وأثناء اعتلاء الإخوان السلطة، ليبذرهم داخل قطاعات الأزهر المتعددة، وكان من بينهم ما قامت وسائل الإعلام بنشره قبل شهور بتسريح 41 من العاملين بالمركز الإعلامى لمشيخة الأزهر، الذى يخضع لإدارته المباشرة، وكان على رأسهم إعلامى إخوانى شهير متهم حالياً فى عدة قضايا لها علاقة بالعنف والإرهاب، ولا تزال تلك الأجهزة تطلب تسريح آخرين يحتلون مناصب قيادية، منهم من هو داخل مرصد الأزهر، أحدهم مدير لقسم الطلبة بتنظيم الإخوان، وهو المسئول عن ملف طلبة الإخوان بجامعة الأزهر.

لقد كانت أول زيارة لمرشد الإخوان الإرهابى محمد بديع بعد رحيل «مبارك» إلى مؤسسة بالدولة المصرية كانت لمشيخة الأزهر على رأس وفد جمع فى عضويته محمد مهدى عاكف وعصام العريان وآخرين للقاء الدكتور الطيب بترتيب مع محمد عبدالسلام، ومن ذلك الوقت وتوافد الإخوان على الأزهر للدرجة التى جعلته مناط اختيار الإخوان له، ليكون مقرراً للجنة صياغة دستور الإخوان، وهم الذين لا يثقون فى أحد، ولا يؤمنون بأى تخصُّص سوى كوادرهم وقياداتهم، ولعلى لا أذيع سراً بأن «عبدالسلام» وقف حجر عثرة أمام دعوات ضرورة إقالة «القرضاوى» من هيئة كبار العلماء بعد تطاوله على الجيش المصرى والأمة بأكملها والرئيس السيسى ودولة الإمارات العربية، الأمر الذى جعل «القرضاوى» يوجّه لطمة إلى مصر والأزهر بتقديمه استقالته، ثم كتب بياناً هال التراب فيه على مصر والأزهر والدكتور الطيب نفسه، كما أنه يقف بـ«السلام» حجر عثرة أيضاً ضد ضرورة خروج «الشافعى» و«عمارة» من هيئة كبار العلماء الذين يرون «السيسى» حاكماً غير شرعى!
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع