بقلم : عبد القادر شهيب | الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦ -
٠٦:
٠١ م +02:00 EET
أردوغان
كل الكتابات التي تناولت تركيا من قبل وحكم رجب طيب أردوغان وحزبه تشير إلى أنه حقق معجزة اقتصادية حينما انتشل تركيا من أزمة اقتصادية حادة، وحقق معدلا مرتفعا للنمو الاقتصادي، وقفز بتركيا إلى موقع اقتصادي متقدم حتى العام الماضي، الذي بدأ يشهد تراجعا اقتصاديا وهبوطا في معدل النمو الاقتصادي التركي.
وهذا صحيح ولكنه يمثل فقط نصف الحقيقة فقط.. فما حققته تركيا تحت حكم أردوغان في عشر سنوات مضت ما كان يمكن أن يتحقق بدون دعم دولي، وتحديدا دعم أمريكي وأوروبي غربي.. فقد تولي أردوغان الحكم بتركيا في وقت كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد استقرت على دعم جماعات الإسلام السياسي التي تعتبرها أو تراها معتدلة حتى تصل إلى الحكم، وقد وجدت في حكم أردوغان الذي استفاد من أخطاء أستاذه أربكان نموذجا يمكن الترويج له في المنطقة، حتى تحاكيه جماعات الإسلام السياسي التي تصل إلى الحكم، أو عملت أمريكا على وصولها للحكم في بعض بلاد المنطقة ومنها مصر..
وحتى يصبح نظام أردوغان نموذجا في هذا الإطار عمل الأمريكان والأوروبيون على تقديم الدعم والمساندة له وهو يسعي لإصلاح أوضاع الاقتصاد التركي وينتشله من أزماته.
ولعلنا نتذكر كيف فعل ذات الشيء الأمريكان مع «نمور آسيا» لتقديمها كنموذج للدول في مناطق شتي من العالم، خاصة في أوروبا الشرقية حتى تنطلق لتحقيق اقتصاد السوق وتترك نظام الاقتصاد المخطط.. كما لعلنا نتذكر أيضا كيف قاوم وعرقل الأمريكان خطط عبدالناصر لإنجاز تنمية اقتصادية لأنهم كانوا لا يريدون نظامه أن يصبح نموذجا يحتذي به في أفريقيا وآسيا وكل العالم الثالث.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع