كتب : نادر شكرى
طرح نبيل عزمى عضو مجلس الشورى السابق عدد من الاسئلة حول تكرار الاحداث بالمنيا وقال "خلال الأسابيع الماضية كنت أراقب الأحداث كمراقب لا أكثر ولا أقل بما يحدث بإمارة المنيا تحت حكم الدواعش، وكنت انتظر من وقت لآخر أن يكون هناك رداً من الدولة المدنية الحديثة إلا أن غياب الدولة قد استفزنى وتجاهلها زاد عمق الحزن والألم، فلم يصبح لدى سوى تساؤلات عدة.
التساؤل الأول: للأحزاب المدنية فى مصر ومنها حزب الجيل، المصريين الأحرار، الوفد، الغد، المصرى الديمقراطى، وحقوق الإنسان والمواطنة، المؤتمر، الريادة، مستقبل وطن، المستقبل، حماة الوطن وجميعهم يتشدقون بالليبرالية وحتى الاشتراكية أيضاً والثوريين ويدعون جميعهم أنهم مع دولة المواطنة وحقوق الإنسان والمساواة كلمات... كلمات... كلمات... ألم يستفز هذه الأحزاب ما يجرى على أرض مصر من سفك للدماء وإذلال للمصريين وحرق بيوت وكنائس، ألم نجد نخوى وحماية حقيقية نحو حماية الوطن، ألم نجد مستنيرين أرواحهم تتجه لحماية الوطن بدلاً من إنشقاق الصف، ألم يتوحدوا قبل 30/6 لإزالة أهل الشر، وكان الوقود الأعظم فى هذه المعركة هم المصريين الأقباط حتى قال الأنبا تاوضروس وطن بلا كناس أفضل من كنائس بلا وطن وهذه ليست مداعبة لقداسة البابا فالكل يعلم القاسى والدانى أننى غير طائفى ولكننى مهموماً بحقوق الإنسان أياً كان دينى أو لونى أو شكلى أو معتقدى وهو شغلى الشاغل، أين أنتم يا من تدعون بالديمقراطية وحرية العقيدة، ألم تخجلون من أنفسكم فكنت شاهد على لهث الأحزاب فى جلب الأقباط للقوائم من أجل الأصوات والتحصيل الانتخابى وليس إيماناً بفكر الديمقراطية واملواطنة من أجل الفكرة والمبدأ، مما جعلنى أفكر فى الأمر كثيراً ولا أخفى عليكم سراً، فلقد ترددت كثيراً فى كتابة هذه الكلمات إلا أن الحزن قد ملئ قلبى مما جعلنى أرسل لكل الأحزاب والمهتمين بالشأن العام جرس أو ناقوس الخطر من أجل الإفاقة من أجل الوطن وإحباط المخطط الإخوانى بجعل فاصل عازل بين الشعب وقيادته.
بهذه الكلمات لن تجدوا الأقباط فى صفوفكم فى أى استحقاق انتخابى قادم، فقد يأسوا منكم ومن الكلمات المعسولة والتى لا تجد لها صدى فى أرض الواقع، فهذه الأحزاب شاركت فى هدم البنية التحتية للمجتمع المدنى القوى الذى كنا ننتظره.
التساؤل الثانى:الذى أفزعنى هو جمود نواب البرلمان الأقباط وشل حركتهم والتصاقهم بالكرسى وبعدهم عن النداءات الشعبية والتحرك الفعال الذى يعبر عن من اختروهم لتمثيلهم إلا عدد من النواب لا يتعدى أصابع اليد الواحدة حتى نكون منصفين.
والغريب والعجيب أن السادة النواب الأفاضل أغلبيتهم اكتفى بتعليق بوستات على الفيس بوك كالنشطاء السياسيون وتنازلوا عن أدواتهم البرلمانية قد يكون لعدم المعرفة أو استعمال لنظرية الموائمة السياسية أو بالولاء لمن جعلهم نواباً وفى المجمل وهنا ليس للتعميم إنما فى المجمل صورة غير حقيقية لمن انتخبوهم، وبالشئ يذكر فى مجلس الإخوان كنا أربعة عشر نائباً فى التيار المدنى وقد أوقفنا قانون السلطة القضائية، وقانون التظاهر، والعديد من القوانين وكنا أقلية الأقلية، واستطعنا فى مجلس الإخوان تشكيل أربعة لجان تقصى حقائق لأحداث المنيا، أحداث بنى سويف، أحداث ليبيا الأولى والثانية، وهذا ليس بالتباهى ولكن حينما تجد الإرادة وتستخدم أدواتك البرلمانية تستطيع أن تفعل رغم الاتهامات والشتائم والسباب لم تهتز الإرادة حتى وصل الأمر إلى مقاومة الرئيس المعزول بلباس مطلوب رئيس جديد وانتهاء بتقديم استقالات للتيار المدنى داخل المجلس.
فهذا النداء لكم اجتمعوا على قولاً واحداً، أنظروا إلى ناخبيكم ألم تشعروا بالخجل لعدم تحقيق الهدف المنشود من اختيار ثمانية وثلاثون نائباً فى البرلمان كان يكفينا نائباً أو اثنين يستطيعوا استخدام الأدوات البرلمانية للتعبير عن ناخبيهم.
بعيدا عن الولاءات فمصر هى الأبقى والأهم، فإن كنتم تحبون مصر حافظوا على الوحدة الوطنية، قاوموا أهل الشر، اثبتوا للعالم أن لدينا برلمان يحمى الدستور والقانون.
التساؤل الثالث:أما باقى نواب البرلمان بالكامل أنقذوا مصر حافظوا على القسم فكلنا مصريين همنا واحد، طبقوا القانون، اعملوا الشفافية اجعلونا نشعر أن لدينا برلمان، اعلم مسبقاً أن هذه الكلمات قد تزعج البعض، ولكن هى الحقيقة يا سادة.
التساؤل الرابع: السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى
أزعم أنك رئيس لكل المصرين وأننا معك قد قدمنا أنفسنا فداء للوطن وأننا نعلم أيضاً أن حجم المشاكل الخارجية والداخلية كثيرة وخطيرة، ولكن حجم شق الصف المصرى أخطر من كل تلك المؤامرات.
سيدى الرئيسى
ما نكتبه الآن هو ناقوس خطر على الوحدة الوطنية واللحمة الأساسية للمجتمع المصرى ما كان مقبولاً أمس ليس مقبولاً اليوم، ما كان مقبولاً من إذلال وقهر المصريين بالأمس ليس مقبولاً ا ليوم، وهذا ليس من عندياتنا فهذه بضاعتكم ردت إليكم، فقد وعدتم المصريين بالكرامة والعدالة ودولة المواطنة وسيادتكم قولتم أن هذا الشعب لم يجد من يحنوا عليه.
أين نحن من تلك الكلمات؟ أن نحن من تلك الوعود؟ألم يترامى إلى مسامعكم الاستغاثات والنداءات..؟ ألم يصل إلى الجهات السيادية المسئولة عن أمن الوطن ما يحدث فى المنيا وأهالينا (أقصد المصريين المسلمين والمسحيين)؟ألم يترامى إلى مسامعكم الهجمة الشرسة التى تساق بكل حماسة لشق الصف الوطنى وهو حجر الأساس لثورة 30/6؟
وهى الأمانة التى سلمت إليه، بل استطيع القول أن هى النداءات التى طالبت المشير عبد الفتاح السيسى بتولى السلطة.أرجو منك باعتبارى مواطن مصرى التدخل السريع قبل فوات الأوان لإنقاذ الوطن من أهل الشر فهناك من يعبث بأمن البلاد وهو أخطر من العدو الخارجى المرئى والواضح، ولكنها شعب سرطانية تنخر فى عضدد الوطن.