بقلم : صبري الباجا
تداول المشكلة خارج الوطن: عليه ملاحظات ! ولا يقبل بها المواطن المسيحي قبل المواطن المسلم ، وينظر علي أنها نوعا من الاستقواء بالخارج .
أمن وسلامة المواطن المصري( مسيحي أو مسلم ) قضية أمن قومي وليست قضية طائفية !! وحمايته مسئولية الدولة المصرية .
مبتدأ :
التاريخ المصري يفصح وبوضوح أن كلا من المسيحية والإسلام حين وفدا إلي مصر لم يأتيا إلي فراغ، بل جـاءو إلي كيان له مقوماته التاريخية المستقرة، ومؤدي هذه الحقيقة أن ثمة جدلا قام بين الدين الأتي ومقومات الكيان القائم ، ومن ثم أفرز بديلا ثالثا ــ غير الاستيعاب والاستبعاد ــ . إنه الرضا بحضور المطلق الآخر والوحدة بين المنتمين إلي الدينين ! ( وليم سليمان قلاده المواطنه المصرية حركة المحكومين نحو المساواه والمشاركة ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 2015 )
كما يري الكثير من الباحثين أن "ألأقباط المسيحيين " في مصر متميزين بأصالة عروقهم التاريخية وولائهم للوطن عبر السنين . وبهذا هم مختلفون عن باقي الاقليات في البلدان العربية . لانهم لم ينزحوا من بلاد اخري بل هم أهل البلد الاصليين والذين واكبوا عصوراً وحضارات عدة قبل وبعد الفتح الاسلامي . وهم لا يشكلون «جماعة مستقلة» أو «كتلة مغلقة متجانسة» ، فالأقباط المسيحيين غير متماثلين من حيث الانتماء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والتعليمي ، فهم منتشرون في المجتمع رأسياً، منهم العامل والفلاح والمهني والحرفي ورجال الأعمال والتجار والغني والفقير ، ولا يربط بينهم سوى الانتماء إلى مصر من جانب، والانتماء الديني من جانب آخر.
غير أنه :
لوحظ وفي الفترة الأخيرة تزايد إعتداءات متطرفين من ( أدعياء الإسلام) ضد الإخوة "الأقباط المسيحيين " وخاصة بمحافظة المنيا ، ودون تحرك حاسم من أجهزة الأمن أو حتي من عقلاء " الأقباط المسلمين " عامة والمحافظة خاصة مكتفين بعبارات الاستنكار والتعاطف مع المجني عليهم ، وهو غير كاف لمواجهة جرائم من هذا النوع ، لها من المخاطر الشديده علي وحدة وتماسك النسيج الوطني المصري ، وتمد هذا التيار واستفحاله خطر يهدد الوطن بأكمله .
تداعيات الموقف غير المتسم بالحسم :
أدي إلي تزايد الاعتداءات من المتطرفين وأعوان الإخوان علي " الأقباط المسيحيين " تحت دعاوي بناء كنائس دون ترخيص أو إقامة شعائر الصلارة في مساكنهم ، وهي أمور ليست من شأنهم ولا تقع باي شكل من الأشكال في دائرة إختصاصهم ، بل إتيانها يؤثمه القانون ويوجب توقيع العقاب المشدد علي مرتكبه ،وهو الأمر الذي يعني إغتصاب سلطة الدولة وقوانينها ، وتفسيرها وفقا لمفاهيم مغلوطه تثير الفتنه ، لخدمة ايدلوجيات معينة لا تضع الوطن والمواطنة في إعتبارها ، وتقاعس الدولة وسلطاتها عن وئـد هذا الاغتصاب ، قد يشي بـ " ضعف " سلطة الدولة ، إذا أحسنا الظن ،أو " رضاها " في حالة استخدام سؤ الظن ، وكلاهما خطير .!!
أما الأخطر :
وكرد فعل ، هو دعوة بعض الإخوة المسيحين بالولايات المتحدة ، لمظاهرة حاشدة للمسيحيين بالولايات المتحدة أمام البيت الأبيض . !! مشاعر الغضب و المشاعر الإنسانية والوقوف في جانب المجني عليه ، والدعوة للقصاص من الجناه ومحاسبة المقصرين والمتواطئين ، أمور محل التقدير والاحترام ، لكن بشرط أن يتم ذلك داخل حدود الوطن وبسلطاته ، دون الاستقواء بالخارج، فبجانب ما في ذلك من جرح المشاعر الوطنية ، فيه تقليص وحصر القضية في إطار الطائفية الضيقه ، والأخطر الاستقواء بالخارج بدلا من معالجتها كقضية مواطنه محلية .
إن الأثار السلبية السيئة التي قد تنجم عن تلك الدعوة ، تسيء للمواطن القبطي المسيحي وتحمله تهمة الاستعانة بالخارج وهو منها براء ، كما أنها محاكاة لما يفعله الإخوان في حملتهم ضد الوطن، وإذا ما كان الإخوان لا يقيمون وزنا للوطن وترابه وحدوده ، ويستعدون الخارج عليه ، فاعتقادي أن أقباط مصر المسيحين علي عكسهم يقدسون ويحترمون تراب هذا الوطن ، فلماذا إذن إتباع المنهج الإخواني في الستقواء بالخارج ؟؟؟؟
لماذا " الأقباط المسيحيين " الأن ؟
علي الرغم من مظهر مرتكبي العدوان علي الأقباط المسيحيين اكتسي بالزي الإسلامي ، والإدعاء بأن دوافعهم دينية ، إلا علينا أن ننتبه إلي أن هذه الفئة المجرمة في اعتقادها أنهم يتقربون إلي الله بأفعالهم الإجرامية، وهو فكر مجرم قتل بسببه مسلمين ومسيحين، والحوادث التاريخية خير شاهد ، إلا أن بعدا آخر ظهر بعد ثورة 30 يونية والتي كان للأقباط المسيحيين فيها دور بارز بجانب الأقباط المسلمين ، وهو ما استمر بعد ذلك ، مما أدي لنجاح الثورة واستمرار مسيرتها رغم لجؤ أعداء 30 يونية وهم الإخوان المجرمين وأعوانهم من سلفيين ومتطرفين لمحاولات عديده( فشلت) في كسر أو اختراق الجدار الصلب لمؤيدي ثورة 30 يونية سواء كانت هذه المحاولات سياسية أو اقتصادية ، فلم يعد أمامهم الأن سوي محاولة شق صف الوحدة الوطنية ، بممارسة أنواع من العنف علي " الأقباط المسيحيين " لفك إرتباطهم الوثيق بـ ( القضايا الوطنية ) وبثورة 30 يونية وقائدها ، وتحويل أنظارهم واهتمامهم لقضاياهم ( الطائفية) ، وبهذا يتم الانقضاض علي ثورة 30 يونية وانجازاتها ، ، ولنا أن نتخيل مصير مصر إذا ما كان قد استمر حكمهم الفاشي ، أو لاقدر الله عودتهم !!
فضـــلا إنتبهـــوا .