تزاحُم على الـ«أوبن بوفيه»، ملابس منشورة على الشرفات، أطعمة متعفّنة فى الغرف الفندقية، نزول البحر بالملابس الداخلية والتجول على الشاطئ بـ«الجلاليب والعباءات».. مشاهد يومية للمصريين الذين اتّخذوا من مدينة الغردقة مكاناً ترفيهياً لقضاء إجازات العيد والإجازة السنوية استجابة لحملة «إجازتك فى مصر»، التى أطلقتها شركة «مصر للطيران»، لتنشيط السياحة الداخلية.
معاناة كبيرة يتكبدها العاملون فى السياحة بسبب سلوكيات تسىء إلى المظهر الحضارى للمدينة: السائح المصرى يكلف إدارة الفندق أضعاف الأجنبى
ورغم النشاط السياحى خلال تلك الفترة، فإن العاملين فى السياحة تكبّدوا معاناة كبيرة بسبب سلوكيات المصريين التى لا تتفق مع المظهر الحضارى للمدينة التى كانت قبل الركود السياحى قبلة السائحين من مختلف دول العالم. مدير أحد الفنادق عبّر عن استيائه من الطريقة التى يتعامل بها المصريون: «سواق ميكروباص وصّل مجموعة من النزلاء، واحد منهم أعطاه (البراسليت) الخاصة به، دخل بها المطعم واتغدى وراح البار وشرب قهوة وأخد زجاجتين مياه معدنية، وهو خارج اتقبض عليه، لأنه من الأول تحت الملاحظة، والنزيل قال أنا اديته (البراسليت) علشان يدخل الحمام مش علشان يستخدمها فى البوفيه والبار».
أحمد محمود، أحد العاملين بالقطاع السياحى، قال إن هناك تصرفات تصدر من بعض المصريين غير متحضّرة، وتلفت انتباه السائحين الموجودين، منها تزاحمهم على البوفيه وأخذ كميات كبيرة بشكل مبالغ فيه، فضلاً عن المشادات حول أسبقية الدور، وكأنهم يقفون فى طابور جمعية استهلاكية: «كل التصرفات دى تضر بالسياحة خصوصاً لما الأجانب يشوفوا ناس بتتخانق على الأكل، ولّا واحد ماسك طبق مليان أكل وبيسلك سنانه وهو ماشى»، لافتاً إلى أن السائح المصرى يُكلف الفندق أضعاف السائح الأجنبى، لكن فى النهاية «أحسن من مفيش».
على العكس من ذلك الرأى يرى عصام على، المتحدث باسم رابطة البازارات السياحية، أن السياحة الداخلية لن تكون عوضاً عن السياحة الوافدة من الخارج، لأن الأولى موسمية ومرتبطة بالإجازات، والثانية توفر العملة الصعبة: «القوة الشرائية للمصريين، ضعيفة جداً، وتكاد تكون منعدمة»، بينما أكد مدير أحد الفنادق بالغردقة أن المصريين هم أهلنا، وإذا تصرّف البعض بصورة غير لائقة فيُحسب لهم أنهم أسهموا فى تنشيط السياحة الداخلية.
وهو الرأى الذى يدعمه مجدى صادق، خبير سياحى، الذى يرى أن السياحة الداخلية ليست سيئة كما يصوّرها البعض، لكن السائح المصرى بالطبع ليس كالأجنبى: «الفنادق نفسها جزء من المشكلة، لأنها فى حاجة إلى معاملة السائح المصرى معاملة جيّدة، كتلك المعاملة التى يحظى بها الأجنبى». وتساءل «صادق»: «كيف نريد من المصريين أن يدعموا السياحة، وفى الوقت نفسه نهاجمهم ونقول إن تصرفاتهم لا تليق بالأماكن السياحية».
واعترف شبراوى الإمام، أحد العاملين فى القطاع السياحى، بأهمية السياحة الداخلية بعد توقف الوفود الأجنبية إلى مصر، لكنه طالب وزارة السياحة بنشر الوعى السياحى بين المصريين وتعليمهم كيفية الحفاظ على الأماكن السياحية والشُّعَب المرجانية كتراث سياحى، مطالباً فى الوقت نفسه بتدريب العمالة الفندقية على التعامل اللائق مع السائح المصرى: «السائح المصرى الذى ينقل صورة سيئة عن مصر يُفسد 29 ألف سائح آخر. أما الذى ينقل صورة صحيحة وإيجابية فهو يجلب 14 ألف سائح إلى مصر».