الاثنين ١٨ يوليو ٢٠١٦ -
٠٧:
٠٦ م +02:00 EET
ماذا تفعل الكنيسة عند تعرض الأقباط للفتن الطائفية؟
المركز الإعلامي يصدر بيانات سريعة للتوضيح.. والأساقفة في موقع الحادث
كتب - نعيم يوسف
منذ خمسة سنوات، وتزامنًا مع الانفلات الأمني الذي ساد مصر في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير، ازدادت الأحداث والفتن الطائفية، وبعد ثورة الثلاثين من يونيو تم استهداف الأقباط بشكل خاص من قبل المتشددين والمتطرفين، وكثرت في الأسابيع والشهور الأخيرة في محافظة المنيا بشكل خاص هذه الأحداث، ونظرًا للعلاقة الأبوية التي تجمع الكنيسة وقياداتها بشعبها، فلابد أن الكنيسة كان لها دورًا في هذه الأحداث.
البابا والمركز الإعلامي
في الفترة الأخيرة، بات المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عبر موقعه الالكتروني، وصفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، نشطًا وسريعًا في متابعة الأحداث، حيث يقوم بإصدار بيانات توضيحية لحقيقة الأحداث خلال ساعات فقط من وقوعها، مع مراعاة تهدئة مشاعر المواطنين، كما فعل البابا تواضروس الثاني، رأس الكنيسة عقب حادثة تجريد سيدة الكرم -في المنيا- من ملابسها، حيث دعا الجميع إلى مزيد من الوعي، و غلق الطريق على محاولي إثارة الفتنة.
الأنبا مكاريوس.. أسد الصعيد
"أسد الصعيد".. هكذا يُطلق الكثيرون من الأقباط على الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، الذي رفض عقد جلسات صلح عرفية لحل قضية سيدة الكرم، مشددًا على أن يأخذ القانون مجراه، وحينها أطلق النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي "هاشتاج" لدعمه تحت اسم "ادعم الأنبا مكاريوس"، و"مصر اتعرت".
يتحرك الأنبا مكاريوس، بسرعة شديدة لتثبيت أبنائه الأقباط ودعمهم نفسيًا، فقد قام باستضافة سيدة المنيا، كما قام بالصلاة في خيمة تعرضت للاحتراق في قرية الاسماعيلية بالمنيا، منتصف شهر مايو الماضي، بعد أيام قليلة من حرقها، وهي تقع بجوار كنيسة العذراء المغلقة بأوامر الأمن، وقام أمس الأحد بزيارة مصابي حادث الاعتداء الذي تعرضت له عائلتا اثنين من كهنة المنيا.
الأنبا يوساب.. والمدامود
على خُطى الأنبا مكاريوس، ترأس الأنبا يوساب أسقف عام إيبارشية الأقصر، الصلاة في كنيسة الملاك ميخائيل والتي تعرضت لحريق في نفس اليوم، حيث صلى العشية في الكنيسة المحترقة بمشاركة مجمع كهنة إيبارشية الأقصر وجموع غفيرة من شعب قرية المدامود والقرى المحيطة بها.
موقف المواطنين من دور الكنيسة
رغم محاولة البعض للنيل من دور الكنيسة، إلا أن نبض الشارع القبطي كان مؤيدًا بشدة لمواقف الأساقفة من رفض الجلسات العرفية، وسيادة دولة القانون، وقد نال هذا الموقف إعجابًا شعبيًا وإعلاميًا كبيرًا، رغم أن هناك من يرى الأحداث الطائفية المتلاحقة هي عبارة عن "تأديب" لهم على مواقفهم.
هذا، وتحظى تدوينات وتعليقات الأنبا مكاريوس على الأحداث بمشاركات واسعة جدًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها تدوينه منسوبه له اليوم، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تعليقًا على الأحداث الأخيرة، والتي قال فيها: "للتذكرة فقط.. سيادة الرئيس: #الأقباط_مصريون #المنيا_محافظة_مصرية".