• احتفظت بأسباب الرحيل احترامًا لـ«العشرة والعيش والملح».. وكنت أثق أن الله سيرزقنى مناخًا أفضل
• شعرت أن جزءًا منى ينتهك عندما تحولت on tv إلى قناة رياضية.. ورفضت طريقة إعلان بيعها وليس اسم المشترى
• الشهرة لم تزدنى إلا تواضعًا.. وتلقيت 2212 مكالمة من المواطنين بعد توقف برنامجى
• إدارة on ظلمت مروة جاد الله بإسناد «مانشيت» لها بنفس الاسم والديكور.. وعليهم استغلال ثقافتها وإطلاعها على الصحافة الأجنبية بمنحها وقتًا أطول
• لن أتخلى عن «الشو» فى برنامجى الجديد.. و«مانشيت القرموطى» اسم مقترح
• معارضتى دائمًا تكون على أرضية وطنية.. ولم أتعرض لضغوط على الشاشة إلا مرة واحدة من نجيب ساويرس عام 2012
• أرفض السخرية وليس النقد.. وأحد الوزراء شتمنى داخل اجتماع الحكومة
• ساويرس كان متحفظًا على تقديمى لـ«مانشيت» وقال لألبرت: «جابر بيخاف من خياله ولا يصلح».. والقناة أرادتنى نسخة من المسلمانى
ساعات قليلة تفصل الإعلامى جابر القرموطى عن حسم قراره بالعودة إلى الشاشة، من خلال برنامج جديد لا يختلف مضمونه كثيرا عن «مانشيت» الذى استمر فى تقديمه 7 سنوات متواصلة.
«الشروق» التقت جابر القرموطى لتسأله عن أسباب رحيله عن on tv رغم حبه الشديد لها، وهل بيعها لرجل الأعمال أحمد أبوهشيمة علاقة بذلك، كما يكشف عن رأيه فى المذيعة مروة جاد الله التى تقدم «مانشيت» بدلا منه، وطبيعة برنامجه الجديد، وسر «الشو» الذى يؤديه فى بداية كل حلقة، وتفاصيل أخرى عن بدايات عمله كمذيع يحكيها للمرة الأولى.
• ما هى طبيعة البرنامج الذى تعود به إلى الشاشة؟
- برنامجى الجديد لن يختلف فى المضمون كثيرا عما قدمته من قبل فى «مانشيت»، وانما سيختلف كثيرا فى الشكل.
سيتناول فى جزء منه ما تتناوله الصحافة المصرية، أما الجزء الأكبر فسيكون للناس، سواء بالمداخلات المداخلات الهاتفية، أو بنزولى أنا وفريق العمل لحل مشاكلهم مع المسئولين، حاملين الكاميرا التى نعتبرها مثل القاضى.
أما بالنسبة للاسم، فأنا أفكر فى «مانشيت القرموطى»، لأن هذا الاسم عزيز على جدا، لذلك أفكر فى أن يكون اسم البرنامج مشتقا منه، لكن ربما أجد مع القناة الجديدة اسم آخر يكون أفضل، هذا لم يحسم حتى الآن.
• هل ستحرص على استمرار «الشو» الذى كنت تقدمه فى الإنترو؟
- بالفعل سأحرص على «الشو»، ولكن مع بعض التعديلات، أولها ألا يتجاوز 5 دقائق، حتى يقل الكلام و«الرغى»، فعندما راجعت نفسى فى فترة التوقف، اكتشفت أن طول فترة «الشو» لـ 45 دقيقة، لم يكن من الصواب.
وأنا اتمسك باستمرار هذا «الشو»، رغم انه مرهق لأنه يساعد على تثبيت المعلومة فى دماغ المشاهد.
لمن لا يعلم، أفكار الإنترو التى قدمتها على on tv عادة كنت أستقر عليها مع فريق العمل فى الواحدة ظهرا، أى قبل موعد الحلقة بـ 5 ساعات تقريبا، ثم أرسل السائق الخاص بى ليبحث عن الملابس والاكسسوارات وكل ما أحتاج اليه على نفقتى الخاصة.
• هل كانت لديك عروض من فضائيات أخرى عندما اتخذت قرار الرحيل عن on tv؟
- لم تكن لدى عروض عندما اتخذت القرار، ولكننى كنت أعرف منذ اللحظة الأولى أن الله سيرزقنى بمناخ أفضل أعمل به.
ولا أخفى سرا، أننى جلست فى بيتى 9 أيام لم يتصل بى أحد بعد رحيلى عن on tv، فسألتنى زوجتى ماذا سنفعل، فأجبتها: «معانا فلوس تكفينا كام شهر، وربنا أكيد هيكرمنا»، والحمد لله بعد هذا الحوار بـ8 ساعات فقط، تلقيت عرضا من قناة كبيرة، وتوالت العروض حتى وصلت إلى 5 فضائيات محترمة فاضلت بينها.
• بصراحة.. هل أنت حزين لرحيلك عن on tv؟
ـ لم أغضب من رحيلى، ولكنى حزين لخروجى من القناة بهذه الطريقة، وأنا أتحفظ على أسباب الرحيل للحفاظ على «العشرة والعيش والملح».
وأحب توضيح أن البيان الذى أصدرته القناة لا يعبر عن رحيلى بصورة صحيحة، ودون ذكر تفاصيل، كان يجب أن يكون هناك صدق فى التعامل، لكن فى النهاية ربنا يكافئهم، ويعطيهم على قدر نيتهم.
• هذا يعنى أنك لم ترد الرحيل؟
ـ آخر قرار كان يمكن أن أتخذه فى حياتى هو الرحيل عن on tv، وانما اضطررت إلى ذلك، ولن أقول أسباب، فهذا القرار اتخذته فى ضوء معطيات لم تعجبنى.
ورغم أنها الآن صفحة طويت، الا اننى لم أكن أريد مغادرتها، لأنها بيتى، الذى شاركت فى بنائه طوبة طوبة، فأنا أول برنامج على شاشة on tv، وعمرى ما أخذت إجازة، ولا طالبت بزيادة راتبى، وكل من يعمل فى القناة يعلم ذلك، وكان يكفينى دائما أن أسير بين جدران القناة.
لكن بعد رحيلى، يمكن أن أقول بأننى لا ولن أتمنى العودة مرة أخرى إلى هذه القناة، ويكفينى فخرا أننى رحلت منها ورأسى مرفوعة.
والخلاصة كما قالت أنغام «طيبة القلب بقت بتتعيب»، وبالتالى أنصح كل انسان قلبه طيب، بأن يراجع نفسه مرة أخرى، وهذا ليس معناه أن تكون قاسيا، ولكن أقصد بأن طيبة قلبك لا تمنعك من أن تطالب بحقك دائما.
• هل رحيلك مرتبط بشراء رجل الأعمال أحمد ابوهشيمة للقناة؟
ـ بداية تفكيرى فى الرحيل عن on tv بدأ يناير الماضى، عندما تغيرت شاشة القناة من السياسية إلى الرياضية، شعرت حينها أن جزءا منى يتم انتهاكه، وحقى يسلب.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد موافقتنا على العمل فى on live، أخذت الإدارة الجديدة ترددها لقناة مسلسلات، ونقلت البرامج على تردد جديد.
وفيما يتعلق بغضبى عند بيع القناة لرجل الأعمال أحمد ابوهشيمة، فكان سببه أننا لم نكن نعرف وليس اعتراضا على شخص المشترى، فأنا ليس لى حق الاعتراض على بيع القناة، لأن مالكها له الحرية الكاملة فى بيعها لمن يريد.
• إلى أى مدى جابر القرموطى يميل إلى المعارضة؟
ـ دائما كنت أعارض وأنتقد على أرضية وطنية، فأنا أحب الدولة وأموت فى ترابها، وليس معنى اختلافى فى بعض الأمور، أننى ضدها.
أعرف أن هناك من يتهمنى بأنى «عامل زعيم»، «أشخط وأزعق فى البرنامج»، لكننى بالفعل لست معارضا، والدولة فى كيانى، فمثلا الكثير ينتقد الداخلية، لكنى أحبها، ونفس الكلام ينطبق على الجيش والرئاسة، ولكن المختلف فى شخصيتى أننى أحاول تنفيذ وصية والدى رحمه الله بأن أكون «حقانى»، فمثلا أنا اختلفت مع الدولة فى التعامل مع قضايا كثيرة مثل «تيران وصنافير» التى رفضت التنازل عنها، كما رفضت معالجة قضية «سد النهضة»، وكذلك رفضت بناء عاصمة جديدة، وانتقدت الدولة لسجن كثير من الأشخاص ظلما، كل ذلك اعترضت عليه، فأنا من حقى الاعتراض على بعض القرارات والتصرفات، لكنى فى نفس الوقت لست ضد الدولة المصرية.
كما أن اعتراضى على بعض الأمور، لا يعطينى سلطة اتهام أى مسئول فى الدولة بأنه خائن أو لا يفهم.
وعلى المستوى الشخصى، لم أتعرض لأى ضغوط منذ أن ظهرت على الشاشة، الا مرة واحدة تحدثت فيها عن الجيش فى 2012، فكلمنى المهندس نجيب ساويرس.
• هل تغضب من النقد الذى تتعرض له فى كثير من الأحيان؟
ـ بشكل عام أنا أتقبل الانتقاد، لكنى لا أتقبل السخرية والشتائم، فأحدهم قال «جابر قصير»، هذا أمر لا يليق، وهناك أحد المهاويس قال «حمار مين اللى خلى جابر مذيع»، ورددت على هذا الشخص وقلت له «لازم تذهب إلى مستشفى الأمراض العقلية للعلاج».
ولن يصدق الكثير أن أحد الوزراء شتمنى داخل اجتماع مجلس الوزراء، وعندما اتصلت به، قلت له لماذا فعلت ذلك، وأنا ليس لى مصلحة الا الدولة، فقال لى «ولكنك قاسى، والمصيبة يا جابر انك متشاف والمصيبة الأكبر ان مراتى تصدقك» وحكى له أنه كان يجلس فى اجتماع مهم ووجد زوجته تتصل به وتقول له جابر القرموطى مقطعك، عملت ايه؟، وتابع قائلا«كان ناقص تقولى انت عملت ايه يا منيل؟».
• ما الذى غيرته النجومية فى جابر القرموطى؟
ـ الشهرة جعلتنى أكثر حرصا على أن أكون مؤدبا، وأكثر حرصا على حب الناس، والتعامل معهم بتواضع فى الشارع، وأن أحرص على استغلال ذلك فى حل مشاكل المواطن على الهواء.
فأنا تقريبا المذيع الوحيد الذى يتمسك بحل مشاكل المواطنين على الهواء مباشرة حتى لو استمرت فترة طويلة.
والحمد لله أن هذا تمت ترجمته لمظاهرة حب بعد رحيلى عن on tv، ولن يصدق الكثير أننى استقبلت 2212 مكالمة على تليفونى، وأكتب فى أجندتى الخاصة كل من اتصل وماذا قال لى خلال الأزمة، وهناك من جاءنى إلى المنزل فى القاهرة، وآخرون ذهبوا إلى قريتى فى البلد، بالإضافة إلى مجموعة تقريبا 600 شخص من البحيرة ذهبوا إلى مدينة الإنتاج الإعلامى يتظاهرون من أجل عودة جابر القرموطى.
• هل تكتب بالفعل ماذا يقول لك كل شخص؟
ـ اكتب كل ما يمر به اليوم فى أجندات سنوية منذ أن دخلت عالم الصحافة عام 1992، وقبل أن اتخذ قرار الانتقال إلى تجربتى الجديدة، قرأت يومياتى والمواقف التى تعرضت لها منذ ان التحقت بقناة on tv عام 2009 وحتى رحيلى الشهر الماضى.
وقررت أن أقرأ كل سنوات تجربتى على الشاشة حتى لا أتعرض للظلم مرة أخرى، فأنا دائما أكثر انسان يقال عنه «كلام زى الفل»، وأقل ما يحصل على حقوقه.
• على ذكر توثيق تجربتك فى on tv هل تتذكر كيف كانت البدايات؟
ـ الفضل بعد ربنا سبحانه وتعالى يعود إلى البرت شفيق رئيس قنوات on tv فى هذا الوقت، والنهار حاليا.
لا أخفى، أن المهندس نجيب ساويرس كان متحفظا على عملى مذيعا فى البداية، وقال لألبرت إنه يعرفنى منذ فترة طويلة، ولا يرانى مذيعا، مبررا موقفة بأننى أخاف من خيالى، وحيائى سيمنعنى من اجادة التحدث إلى المشاهدين، ولكن فى النهاية ألبرت شفيق نجح فى اقناعه.
وعندما التحقت بالعمل فى on tv كان لأتولى رئاسة تحرير برنامج، ولكن عندما فشلنا فى ايجاد شخص مناسب لطبيعة البرنامج، طلب منى مخرج البرنامج أن أخضع لاختبار مذيع، ومن هنا بدأت حكايتى مع «مانشيت»، وكانت أول حلقة يوم 14 ــ 6 ــ 2009.
وعندما بدأت العمل فى on tv طلب منى أن أكون نسخة من أحمد المسلمانى، فذاكرت 13 حلقة من برنامجه «الطبعة الأولى» ولم أفهم شيئا، لأن المسلمانى متعمق أكثر فى الأمور السياسية، فوجدت من الظلم أن أقارن نفسى بالمسلمانى لأننى صحفى اقتصادى وليس سياسيا.
وبالصدفة التقيت المسلمانى فى جريدة الأهرام، وقلت له إن قناة on tv طلبت منى أن أقلده، فنصحنى بأن أتمسك على الظهور بشخصيتى.
• أخيرا.. كيف تابعت «مانشيت» بعد عودته بدونك؟
ـ مروة جاد الله مذيعة مثقفة أكثر منى، ومطلعة على الصحافة العالمية أكثر، ولكن ظلمتها إدارة القناة بأن أسندت لها البرنامج بنفس الاسم والديكور الذى كنت أعانى منه شخصيا، وطالبت كثيرا بتغييره قبل رحيلى.
لذلك أستغل هذه الفرصة، وأطالب القناة بأن تغير لها الديكور، وأن يمنحوها وقتا أطول.