هل اعتذرت الضحية
إنه رجل صادق، شبه اضطهاد الأقباط بـ"مصر"والاعتداء الدائم عليهم" بإنسان فتوه يعتدي على إنسان ضعيف، يكيل له لكمات وضربات موجعة، فنظر الضعيف يمينًا ويسارًا، ولكنه لم يجد من يسعفه، ولذلك انهال علية الفتوة بضربات أكثر ألامًا، فلم يحتمل المسكين فاخذ يصرخ بصوت عالي، فإذ بفتوة آخر قادم، نظر المسكين يصرخ ويبكى ألمًا، فما كان من الفتوة الجديد بدلاً من مساعدة المسكين وإيقاف دمائه، إلا أن انهال علية بضربات موجعة ليصمت بدلاً من إنقاذه .
" هذا هو حال الأقباط على ارض المحروسة، لم يجدوا صدر حنون يستجيب لآلامهم ويحل مشاكلهم ويزيل الغبن عنهم .
بلا شك أن المصريون مضطهدين، ولكن الأقباط لهم نصيب مضاعف اضطهادهم الطبيعي كجزء من الشعب المصري، واضطهادهم لكونهم مختلفي الديانة، فالكل يعرف ذلك، فوقوف الكثيرين أمام شاشات الكاميرا يهونون من الاضطهاد، ويطلقون عليها مشاكل طبيعية وأحداث فردية، ولكن الواقع أثبت انه اضطهاد رسمي تشارك فيه كل مؤسسات الدولة، فنرى منذ أسبوعين قيام الغوغاء في مركز أبو تشت قرية النواهض، بالهجوم عليهم وحرق 20 منزلاً وكل محتوياتهم وسط صرخات الغلابة طالبين الأمن ولكن: أين الأمن؟!..
وبعدها بأسبوعين خرجت قوات أمنية بعربات مدرعة، بقرار من محافظ ومدير امن الجيزة لسحق الأقباط في موقعة العمرانية، لأنهم تجرؤوا تحت الحاجة، لبناء كنيستهم وذلك بتحويل دار خدمات إلى مبنى كنيسة، وهنا ظهر الأمن المدجج بالسلاح ليسحق الأقباط اللذين لم يجدوا بدًا سوى الاعتراض أمام مبنى محافظة الجيزة، وهناك استباح الأمن حياتهم وأطلق عليهم الطلقات الحية وقتل منهم 3 ومازال محتجز 157 تحت التحقيق، لينالوا جزائهم الرادع .. لأنهم صرخوا وضوى صوتهم عاليًا .
وتزيد الصورة قتامه بمن يطلق عليهم المعتدلين، مثل"مصطفى الفقي" الذي قال في التليفزيون بعد تصريح رئيس أثيوبيا، أن"مصر"تساعد المتطرفين معللاً ذلك أن الكنيسة تشكو للأثيوبيين ... ربما لإلصاق تهمة الخيانة العظمى للكنيسة القبطية ولأقباط مصر، وتهديد مياه النيل معتقدًا أن ما يحدث من اضطهاد منظم ضد أقباط مصر لم ينشر ولم تتحدث عنه وكالات الإنباء العالمية، فأراد الانتقام من الأقباط بالزج بهم في قضايا مصيرية .
وسار الإعلام المصري على نفس الوتيرة في اعتذار"الأنبا ثيودسيوس" أسقف الجيزة وهو ليس اعتذار، بل هو عدم تمنية أن تتصاعد الأمور بهذه الدرجة، وكان يجب على محافظ الجيزة أتباع القانون بإخطار المبنى المخالف والانتظار خمسة عشر يومًا .. ولكن هيهات، لابد من سحقهم ربما للتغطية على التزوير فالتضحية بالأقباط في التاريخ المصري الحديث، معروف للكل كما ذكر صديق لي قريب جدًا من لجنة السياسات، إننا في الثمانينات والتسعينات ضحينا بالأقباط للجماعات المتطرفة من إخوان وجماعات ليستقر لتستقر أمور النظام بعد حادث المنصة ..
إن فكرة الاعتذار فكرة خاطئة، وتجعل الفتوة يزداد تنكيلاً وسحقًا للضعيف، فلابد أن يحاكم محافظ الجيزة ومدير الأمن ووزير الداخلية على إطلاق الرصاص الحي على متظاهرين، ذهبوا ليعبروا عن غضبهم من تعنت محافظ وتواطؤ امني، فإذ بوابل من الرصاص يطلق عليهم، فالاعتداء على البوليس بالمولوتوف ليس من خصال الأقباط بل كان يجب أن يحاكم من اندس بينهم، فربما أتباع الأمن فعلوا ذلك لإلصاق التهمة على الأقباط ..
يا سادة إن الأقباط شعب مسالم لا يعرف سوى الحب ودينه دين الحب وليس الكراهية، فلابد أن يحاسب المسئول ويحاسب الأمن على الاضطهاد والتنكيل على المحتجزين والاعتداء عليهم وأصابت بعضهم بالعجز ...
أخيرًا التحدث عن"اعتذار".. يكون بمثابة اعتذار الضحية لناحرها ، فالأفضل طلب لجنة محايدة في التحقيق فليس من العدل إن يكون الجاني هو القاضي ..
شكر خاص لكل من صرح بأعلى صوته من الإخوة المسلمين لا للظلم، شكر لكل من رفع صوته بحقوق الأقباط، شكر خاص للأستاذة" فاطمة ناعوت" التي بكتاباتها تفضح المتطرفين والمتخاذلين شكرًا لكل مصري صادق أمين .
أما من يقال أنهم معتدلون فقد فضحتهم غزوة البوليس المصري فى العمرانية .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :