الأقباط متحدون - أردوغان رئيس انقلابي
أخر تحديث ١٧:٣٠ | الاثنين ١٨ يوليو ٢٠١٦ | ١١ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

أردوغان رئيس انقلابي

ارشيفية اردوغان
ارشيفية اردوغان
بقلم د. مينا ملاك عازر
لست ألقي التهم جزافاً، لا أقولها من باب المكايدة السياسية، فهي الحقيقة المطلقة، رئيس تركيا اليوم هو رئيس انقلابي، ليس لأنه عاد للحكم بعد الانقلاب عليه بانقلاب على الانقلاب فحسب لكن لأن الانقلاب الفاشل في حد ذاته اعطاه شرعية، وأضاف له قوة فوق قواته وقدراته وسلطاته المعتادة لأي رئيس، فصار رئيساً انقلابياً على القضاء التركي الذي عزل من قضاته قرابة الثلاثة آلاف قاضي بتهمة أنهم انقلابين، ونكل بقادة جيشه الذين اتهموا بأنهم انقلابين وما فعله في المحكمة الإدارية التركية دليل على كونه انقلابي وانقلابيته لا تعطيه شرعية جديدة ولكنه تعطيه شرعية التنكيل بمعارضيه بحجة الانقلاب.
 
ما تقدم دليل على أن المستفيد الأكبر من الانقلابويا للعجب هو أردوغانبل أنني أستطيع أن أجزم بأنه المستفيد الوحيد منه. ومن ثمة، فلا مانع أن أصدق ما ذهب له فيسك وغيره من المحللين الغربيين من أن ما حدث في تركيا محض تمثيلية ليجني ثمارها السلطان العثماني أردوغان الذي يحلم بالوثب على أرث يظن أن الدولة العثمانية الغابرة تركته له ولأمثاله من المتطرفين المهاويس بحلم السلطة والتوسع والإمبريالية بستار الدين، وكأنه يرسخ للعالم في القرن الواحد والعشرين هتلرية جديدة أو فاشية حديثة.
 
أردوغان نموذج فريد من الرؤساء الحالمين بالتوسع بقواته المسلحة أو بقواته الغير نظامية المتمثلة في تنظيمات إرهابية يرعاها هو في دول الجوار وحتى في دول ليست جوار، كليبيا وسوريا والعراق وما خفي كان أعظم،أردوغان يداعبه حلم التسلط ويجننه حلم الوثب على تركة الأتراك القدامى، ولهذا لا أستبعد عنه أن يخرج تلك التمثيلية الهابطة ويضحي بعدد من رجاله المطيعين الأغبياء الذين صدقوه في تنفيذهم لانقلابه الذي أراده على نفسه لكي يرسخ سلطته الدستورية الجديدة، سلطة الرجل الواحد الكاره للغرب.
 
لكن هل تغفر له أفريقيا وأمريكا اللاتينية سبه لهما أثناء خطاباته المتلفزة؟ أثناء حثه الشعب لصد الانقلاب، هل هذا لن يؤثر على استثمارات بلاده في تلك البلاد؟ هل سيعرف يعيد هيبة جيشه المنكل به على مرأى ومسمع من كاميرات التلفاز؟ هل سيعوض خسائره بعدأن أظهر جيشه منشقاً على ذاته؟ هل سيلملم شتات بلاده بعد أن مزقها تكريساً لطموحات بل أطماع استعمارية في مضمونها.
 
أردوغان في كل لأحوال باتت شرعيته شرعية انقلابية، إما ترتكز على محاولته قمعه الانقلاب الذي كاد ينجح إن كان صادق أو على الانقلاب الذي أعاده بعد العزل بأيدي الانقلاب، في كل الأحوال إذا كان الانقلاب عليه صحيحاً أو غير ذلك فلم يعد أردوغان موجود في سدة الحكم إلا لكونه انقلابي، إما بالمكافحة للانقلاب أو استناداً على شرعية الانقلاب الذي أعاده، ولا عزاء له ولإخوانه الإخوان.
 
المختصر المفيد كل مملكة تنقسم على ذاته تخرب.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter