شهدت تركيا بالأمس محاولة "فاشلة" للانقلاب العسكري ضد النظام القائم برئاسة رجب طيب أردوغان الممثل لحزب العدالة والتنمية، وبالعودة لتاريخ تركيا تجد أنه ليس الانقلاب الأول بل حفلت اسطنبول بتاريخ كبير مع الانقلابات العسكرية، نرصد أبرزها بالسطور المقبلة.

 

خلال فترة حكم مصطفى كمال أتاتورك (1923ــ 1938م) تم إلغاء نظام الخلافة وتأسيس النظام الجمهوري، وهذه الفترة لم تشهد أي تدخلات من الجيش في الحكم، ولكن في عام 1960، حدث أول انقلاب في التاريخ الحديث بتركيا، وذلك بعد اتهامات للقيادة السياسية بأنها خرجت على علمانية الدولة.

 

حيث قام 38 ضابطًا برئاسة الجنرال "جمال جورسيل" بالسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، وأحال الانقلابيون وقتها 235 جنرالا و5000 ضابط بينهم رئيس هيئة الأركان إلى التقاعد، كما تم وقف نشاط الحزب الديمقراطي واعتقل رئيس الوزراء "عدنان مندريس" ورئيس البلاد آنذاك "جلال بايار" مع عدد من الوزراء وأرسلوا إلى سجن في جزيرة "يصي أدا".

وتم آنذاك محاكمة شكلية للرئيس والحكومة، وسجن رئيس الجمهورية مدى الحياة فيما حكم بالإعدام على "مندريس"، ووزيري الخارجية "فطين رشدي زورلو"، والمالية "حسن بلاتقان" وجرى التنفيذ في سبتمبر 1960.

 

 

عُرف هذا الانقلاب باسم "انقلاب المذكّرة"، حيث قام الجيش بتوجيه تحذيرًا للحكومة بضرورة استعادة الأمن بعد أشهر من الإضرابات والاشتباكات في الشوارع بين اليساريين والقوميين.

وعليه تنحى رئيس الوزراء آنذاك سليمان ديمريل عن السلطة، وأعلنت الأحكام العرفية التي استمرت حتى سبتمبر 1973، وتأسس تحالف سياسي لقيادة البلاد تحت إشراف الجيش.

 

هو من أشهر الانقلابات في التاريخ التركي، حيث نفذ الجيش برئاسة الجنرال كنعان إفرين، وكان الأكثر دموية حيث سادت حالة من الفوضى، وبالاستفتاء في نوفمبر 1982، أصبح "إيفرين" رسميًا الرئيس السابع للجمهورية التركية، وفي عام 2014 صدر على "إيفرين" حكم بالسجن مدى الحياة مع قائد القوات الجوية الأسبق "تحسين شاهين كايا" لدورهما في انقلاب 1980، وذلك بتهمة "قلب النظام الدستوري". 

 

في 1997 حدث ما سمي بالانقلاب الأبيض على حكومة "نجم الدين أربكان" حيث وصل الإسلامي الراحل "أربكان" رئيسًا للوزراء، وكان أول رجل ذو توجّه إسلامي صريح يصل إلى السلطة، وهو الأمر الذي أغضب العلمانيين ودعاهم إلى تحريك الأذرع العسكرية ضد الحكومة المنتخبة.

فقام الأميرال التركي سالم درفيسوجلو، بإجبار أربكان على الاستقالة، وأنهى حكومته الائتلافية، كما أجبرت الحكومة على الخروج دون حل البرلمان أو تعليق الدستور، فقد وصف الحدث بأنه "انقلاب ما بعد الحداثة".

إرغينيكون

ظهر اسم مجموعة إرغينيكون للمرة الأولى عام 2007 حين اكتشفت كمية من المتفجرات في عملية مداهمة نفذتها الشرطة لمنزل في إسطنبول، وتردد آنذاك أنها محاولة انقلاب ضد الرئيس رجب طيب أردوغان وأدين 275 ضابطًا وصحفيًا ومحاميًا، ونقضت جميع الأحكام في ذلك العام بعد أن خلصت محكمة الاستئناف لعدم وجود ما يسمى بشبكة إرغينيكون.

يذكر أن هذا الانقلاب نُسب إلى فتح الله كولن المقيم بولاية بنسلفانيا بأمريكا.

 

وأخيرًا انقلاب الساعات الأخيرة أمس الجمعة 15 يوليو 2016 والذي استمر نحو 5 ساعات وانتهى بالفشل وقُبض على قادته وقتل البعض الآخر منهم.