اتضح في الآونة الاخيرة أن التكامل integral هو العدو الرئيس للنساء في ترقيهن العلمي لأن دورة أساسيات حساب التفاضل والتكامل تجعلهن يتخلين عن مواصلة دراسة الهندسة والعلوم الدقيقة.
وقد أعرب الكثير من النسويات (أعضاء نصرة المرأة) وأنصار المساواة بين الجنسين عن قلقهم من قلة عدد النساء اللواتي يستطعن الترقي في مجال العلوم الطبيعية. وعلى الرغم من تكافؤ اهتمام كل من الشبان والفتيات بالانضمام إلى كليات العلوم الطبيعية في الجامعات، فإن أقل من ربع خريجي تلك الكليات من النساء. أما بعض المجالات مثل الرياضيات وعلم الفلك فتكون حصة النساء فيها ضئيلة جداً.
ويعزو البعض عدم التوازن هذا إلى هيمنة الرجال في تلك المجالات وسياسة التفرقة والتمييز التي يمارسونها إزاء النساء. أما خصومهم فيعتقدون أن سبب غياب النساء عن العلوم الدقيقة ليس يكمن في التمييز والإجحاف بل في أن النساء كثيرا ما يتركن الدراسة والبحوث الجدية ليشغلن أنفسهن بالعائلة والأطفال، ناهيك عن الاختلاف في تربية كل من الصبيان والفتيات.
وقد بيّن استفتاء للرأي أن أساسيات التفاضل والتكامل وغيرها من أساسيات الرياضيات جعلت الطلاب والطالبات كثيرا ما يتخلون عن مواصلة البحوث في مجال العلوم الطبيعية ويفضلون الانتقال إلى مهن أخرى. لكن حصة النساء ضمن الذين قرروا ترك العلم بعد التعرف على الرياضيات تزيد بمقدار 1.5 مرة عن حصة الرجال.
وترى الباحثة في جامعة كولورادو الأمريكية بايلي فوسديك أن سبب ذلك يكمن ليس في تأخر النساء في مجال دراسة الرياضيات، بل في عدم ثقتهن بإمكاناتهن والخوف من ارتكاب أخطاء. وقالت الباحثة إن الأساتذة وإدارة الجامعات يجب أن يبذلوا المزيد من الجهود من أجل رفع ثقة الطلاب والطالبات بالنفس ومساعدتهم على التخلص من رُهاب الرياضيات.