كما كان الرهبان بالدير، قد قبلوا فى مارس الماضى، بالاتفاقية التى جرت بين الأنبا آرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، والمهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، لشق طريق دولى يربط بين الواحات والفيوم.
وكان النائب البرلمانى عماد جاد قد أعلن انتهاء الأزمة بعد قبول عرض المهندس محلب، وأوضح جاد فى تصريحات سابقة لـ«الشروق»: «وافق الجميع على عرض محلب، الأرض مساحتها 13 ألف فدان، سيتم إقامة الدير على 3500 فدان، وهناك مزرعة ستقام على مساحة ألف فدان للدير، والباقى محمية طبيعية على أن يمر طريق الواحات ــ الفيوم خلالها».
وإلى نص الحوار:
* مر شهران على إسناد مهمة الإشراف على الدير لكم، ما الجديد فى الملف من حيث علاقته بالكنيسة وبالدولة؟
ــ العلاقة الآن بين الدير والكنيسة سوية جدا وطبيعية، وهناك اتجاه حالى لدى الكنيسة وقداسة البابا تواضروس لتقنين وضع الدير، والبابا بصدد تشكيل لجنة لتقنين الوضع؛ وهى لجنة ستكون مشكلة من رؤساء الأديرة غالبا، وسيصدر خلال أيام قرار بتشكيلها، وهى سوف تكون ــ غالبا ــ لجنة خماسية، والمدى الزمنى للاعتراف بالدير مرهون باستيفائه الطلبات.
ومن جهة الدولة فمشروع الطريق، بدأ العمل فيه بالفعل، وقاربوا على الانتهاء من عمل السور المحيط بالمساحة التى خصصتها الدولة للدير، والأمور شبه مستقرة، والمساحة المخصصة للدير، عبارة عن قطعتين إحداهما 3500 فدان، وقطعة 1000 فدان، وهناك مساحات باقية أثرية ويجب على الدولة الحفاظ عليها؛ لأنها تنتمى للقرنين السادس والعاشر الميلاديين، بغض النظر عن الخلاف حول المساحات.
* لماذا تأخر التدخل فى قضية الراهب بولس الريانى، المحبوس حاليا فى سجن المنيا، على خلفية اتهامه بالتعدى على موظف بوزارة البيئة؟
ــ ما جرى بشأنه، أنه كان هناك اتفاق بالتصالح بين وزارة البيئة والراهب، ولم نتمكن من تجميع الشهود الثلاثة فى محكمة جنايات الفيوم، وكنا نأمل أن يؤجل القاضى الحُكم لفترة ثانية وليكن شهرا مثلا، لكن ما جرى أن القاضى أصدر حكمه، وتم ترحيل الراهب لسجن المنيا، إلا أنه جارٍ الآن إجراءات نقض الحكم.
* هل تم مناقشة قضية الدير فى جلسة المجمع المقدس السنوية الأخيرة؟
ــ تقدمنا بطلب للمجمع المقدس وللبابا تواضروس لتقنين الدير، والاعتراف به خلال الجلسة.
* لكن هل الموقف السابق من الدير متعلق بشكل واضح بموقف الكنيسة من أبناء الأب متى المسكين وفكره، خاصة أن بعض رهبان الدير من تلاميذه؟
ــ لم يكن هذا السبب الحقيقى، السبب أن أى مكان كى يكون له حياة رهبانية، ويُحسب كدير ضمن أديرة الكنيسة، لابد من إجراءات تتم، والكنيسة لم ترد أن تقوم بالتوسع حتى تقنين المكان، وهناك أماكن كثيرة فى انتظار التقنين، منها نحو 10 أديرة فى صحارى أخرى داخل مصر.
* فى كتابك عن الرهبنة فى مصر، ذكرت شروط الرهبنة فى كل دير، وأن هناك أديرة تتساهل فى قبول طالبى الرهبنة، فهل هناك شروط جديدة تسعى الكنيسة فى الوقت الحالى لتطبيقها، وهل طالبو الرهبنة فى دير وادى الريان تخطوا الكنيسة فى رهبنتهم؟
ــ هناك معايير وشروط خاصة لطالب الرهبنة، منها الرجوع للكنيسة التابع لها، بالحصول على تزكية أو موافقة، وأن يتوفر فى الدير مرافق كافية مناسبة للإقامة المستمرة ومساكن، ولابد أن يتوفر عدم الفشل فى طالب الرهبنة، فضلا عن موافقة أسرته، وألا يكون هاربا من أزمة نفسية أو من حالة أو ابتلاء، والسن المناسبة للرهبنة، من 25 إلى 30 للشاب، ومن 20 إلى 25 للفتاة.
والأديرة تتردد فى قبول الشخص الذى يكون وحيد أسرته، وهناك فترة تسمى «فترة» التردد، يتم خلالها اختبار طالب الرهبنة فى الإقامة، وتوافقه مع الدير، والحياة الجديدة، فحياة الرهبنة غير تقليدية وشروطها صعبة، وغير منطقية، فهو يموت عن العالم، وينقطع عن أسرته ويعيش فى الصحراء، ويتعرض لمتاعب كثيرة.
* تبرأت اللجنة المجمعية لشئون الرهبنة والأديرة ولجنة سكرتارية المجمع المقدس فى 2015، من رهبان الدير ومنهم الأب بولس الريانى، ودانيال الريانى، وتيموثاوس الريانى، وأثناسيوس الريانى، ومارتيروس الريانى، وجريجوريوس الريانى، ما هو الموقف الحالى لهم؟
ــ تقدموا بالتماس لقداسة البابا منذ 3 أسابيع للعفو عنهم ووعد بالنظر فى هذا القرار ومناقشته، والتبرؤ يعنى أنهم كرهبان لا يعترف بهم، لكن هم لن يٌرسموا مرة أخرى، فالراهب طالما رٌسم لا يتكرر الأمر مرة ثانية، وهناك اشتراطات لقبول وضع الراهب، هل تم رسمه بطريقة طبيعة أم لا.
وبشكل عام، مصر بحاجة لتقنين زى رجال الدين المسيحى، والكنيسة منذ سبعينيات القرن العشرين، وهى تطالب بتسجيل الزى الكهنوتى لكن الدولة لم توافق حتى الآن، ونحاول تجديد الطلب مرة أخرى.