د. مينا ملاك عازر
ينتقل العالم جرياً من جيل لجيل من الحروب، ونرى حروب الجيل الرابع التي يفزعنا منها المحللين الإستراتيجين، والطائرات من الجيل الرابع والخامس التي تشتريها مصر من روسيا وفرنسا، وتوقف إيطاليا عن تصدير قطع غيارها لنا، ومن جيل لجيل مصر تسعى دائماً لتقديم جيل جديد من اللاعبين يسعى لتنفيذ حلم الوصول لنهائيات كأس العالم، ومنذ جيل تسعين لم نرى جيل وصل لكأس العالم.
لكننا بدأنا الآن نكون جيل جديد من حديد، جيل تحالف مع الإخوان في سلطانهم وقت أن كانوا في السلطة، وسافر بالطائرة الرئاسية للصين، وتحالف مع السيسي في سلطته واشترى له القنوات المعارضة منفذ المعارضين وباب الإعلامين المختلفين مع نظامه، ودجن من دجن، وطرد من طرد، ورحل من رحل لأجل عيون النظام الجديد، وكله لأجل عيون الحديد والجيل الحديد.
ولا أعيب على من أشترى، ولكن ألوم على من باع، لماذا لم يصمد؟ لماذا لم يقاوم؟ لماذا يصر على المساهمة في إخراج جيل جديد من حديد صلب الرقبة غليظ العقل لا يفكر لينفذ وفقط يأمر فيطاع، هذه هي مواصفات الجيل الحديد القادم، جيل عقله حديد قلبه حديد، لا يتعاطف مع المعتقلين، مع المسجونين في زنزانات انفرادية، لا يرون فيها النور، لا يفتح للنور مسار لقلوب وعقول الناس، ويختار خطف عقولهم بالكرة وأمواله تساعده على ذلك وأكثر من ذلك، وفي كل العصور السلطة تحتاج لممول يحميها، والممول يحتاج لسلطة يحميه، ومن شراء عز الأصوات لشراء أبو هشيمة العقول والقلوب، ومن لا يشترى يرحل ويسجن ويطرد، مصر تنتقل بين الأجيال تبحث عن جيل حديد جيل جديد بجد يحبها ويعمل لها وليس لأجل رجال أعمالها.
مصر بحاجة لجيل إرادته من حديد، لا يسيره أحد، لا يمشيه أحد، لا يوجهه أحد، لا يخضع لأحد، لا يحني رقابه للمال، ولا يسلم عقله لرجال أعمال، مصر بحاجة لجيل جديد ليس من صناع الحديد، فكلهم أوجه لعلمة واحدة، عملة فاسدة، وتفسد السلطة، وتعمل لها ومن أجلها لكن ما تحتاجه مصر جيل لا يتواءم مع من في السلطة أياً كانت هيأتهم أو مظهرهم، جيل لا يستبدل الذقن الإخواني بالذقن السلفي ويتواطء معها ليرضيها، جيل ليس صناعة الإعلانات، ولكنه يصنع الإعلام الحر القادر على توعية الناس وإفهامهم أن المصريين كلهم من حديد وليسوا لحاجة لجيل جديد من الحديد، فالحديد واحد من مبارك للآن، فقط ينتقل من يد السلطة هذه ليد السلطة هذه، وكله في سبيل أموالهم وحمايتها، والعيب مش عليهم العيب على السطلة الليبتتحالفمعاهم.
المختصر المفيد كفاية حديد لغاية هنا وخلينا نجرب الشعب المصري فهو الأقدر على حماية بلده وسلطة بلده وأرض بلده.