الأقباط متحدون - الحاخام «بكار»
أخر تحديث ٠٤:٣٠ | الجمعة ١٥ يوليو ٢٠١٦ | ٨ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الحاخام «بكار»

د. محمود خليل
د. محمود خليل

وقعت مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979، ومنذ ذلك التاريخ وهناك تطبيع رسمى فى العلاقات بين الطرفين، تصعد وتهبط تبعاً للظروف العامة التى تحكم المنطقة، ومواقف إسرائيل من دول الجوار، اختلف الأمر اختلافاً كلياً على المستوى الشعبى، فالكثير من المؤسسات والقوى الوطنية ترفض التطبيع، والسبب فى ذلك الحروب المتلاحقة التى شنتها إسرائيل على غزة، والاعتداءات المستمرة من جانب المستوطنين على المسجد الأقصى، بالإضافة إلى عرقلة حل إقامة الدولة الفلسطينية. لعلك تذكر حالة الرفض التى قوبل بها لقاء النائب البرلمانى السابق توفيق عكاشة بالسفير الإسرائيلى بالقاهرة، وهو اللقاء الذى يمثل السبب الحقيقى لفصل «عكاشة» من مجلس النواب.

التطبيع مع إسرائيل مسألة مستهجنة على المستوى الشعبى، وقد نأت الأحزاب السياسية -على اختلاف توجهاتها- بنفسها عن السقوط فى هذا الفخ، استرضاء للرأى العام المصرى. ولا أذكر أن هناك حزباً سياسياً أو مسئولاً حزبياً جازف فالتقى مسئولين إسرائيليين سابقين أو حاليين، تواصل هذا الأمر فى الحياة السياسية المصرية حتى التقى مساعد رئيس حزب النور، نادر بكار، مع تسيبى ليفنى، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، وزعيمة حزب كاديما، وعضو الكنيست، فى جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية. اللافت فى الأمر أن اللقاء جاء بناء على طلب «بكار» نفسه، كان اللقاء مغلقاً وبعيداً عن المحاضرة التى ألقتها «ليفنى» فى الجامعة حول «الصراع الإسرائيلى الفلسطينى»!.

اعترف حزب النور باللقاء، فلم يكن فى مكنته إنكار ما أصبح معلوماً لدى الجميع بالضرورة، وموثقاً بصورة تجمع بين «بكار» و«ليفنى»، يكاد وجهه فيها أن يتفلق من الابتسام!. ذكر بيان الحزب أن هذا اللقاء يأتى فى إطار الأنشطة الدراسية التى يقوم بها «بكار» كطالب علم يجتهد، وليس بصفته الحزبية، وهو كلام مضحك لا يخرج إلا عن عقلية ساذجة، لأن من يصدق هذا الكلام عليه أن يسلم بأن «ليفنى» تقابل كل طالب يرغب فى ذلك، ولم تأخذ بالها أن «بكار» مسئول داخل حزب النور السلفى، من الوارد أن تلتقيه كزعيمة لحزب كاديما» ناهيك عن أن «بكار» طلب اجتماعاً مغلقاً مع السيدة، ولست أدرى ما علاقة ذلك بالنشاط الدراسى لنادر بكار، إلا إذا كانت «ليفنى» بصدد إعطائه دروساً خصوصية فى أصول الحاخامية!. وحزب كاديما تأسس على يد «شارون»، ويؤمن بالقدس الكاملة عاصمة لإسرائيل، والحفاظ على المستوطنات، والحفاظ على إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية!.

لست أدرى هل سبق وشارك «بكار» فى واحدة من مظاهرات السلفيين -ومن بينهم حزب النور- التى كانوا يهتفون فيها: «خيبر.. خيبر.. يا يهود» أم لا؟، وهل ما زال حزب النور يؤمن بهذا الشعار؟. لقد ذكرت لك قبل يومين أن رافعى شعارات التأسلم أقدموا على اغتيال الرئيس السادات لأنه عقد معاهدة سلام مع إسرائيل، وزعموا أنهم يدافعون بذلك عن الإسلام، وهم فى الحقيقة يتاجرون بدين الله من أجل تحقيق مآرب دنيوية، ويبدو أن بعضهم لا يمانع فى ارتداء ملابس الحاخامات من أجل الوصول إلى السلطة.. ويا ريتهم بيفلحوا لما يوصلوا!.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع