الجمعة ١٥ يوليو ٢٠١٦ -
٥٠:
١١ ص +02:00 EET
ارشيفية
شاهد رئيس المخابرات الألمانية الراقصة المصرية حكمت فهمي،وهى ترقص فى أحد ملاهى العاصمة النمساوية"فيينا "،فدعاها إلى الرقص أمام هتلر ووزير دعايته جوبلز فى ألمانيا، وعندما شاهدها "جوبلز "أعطى تعليماته بتجنيدها لصالح الألمان ضد الإنجليز فى مصر لتبدأ بذلك قصتها مع عالم الجاسوسية ،وتكون ضمن شبكة تجسس لصالح الألمان فى مصر،وذاع صيت"الشبكة "بعد القبض على أعضائها فى مثل هذا اليوم"15 يوليو 1942 ".
انت"الراقصة الجاسوسة "تنتقل كالملكة،وحسب مذكرات"حكمت فهمى _أسرار العلاقة بين السادات والمخابرات الألمانية"للكاتب الناقد حسين عيد،فإن معارفها أسطورة،وكانت جميلة جدا ونموذجا للجمال العربي،وذات جسد رائع،وحركات متجانسة،وأعين نجلاء ،وملامح مصرية أصيلة،وراقصة ممتازة،وفوق كل هذا تكره الانجليز بقوة،وكان ذلك مفتاحا ذهبيا لدى الألمان لتجنيدها للعمل ضد الإنجليز الذين تكرههم .فى التعريف بها أيضا،يذكر الكاتب الصحفى محمود صلاح فى سلسلة حلقاته"مذكرات السادات فى السجن"المنشورة بجريدة "الراى الكويتية "مايو 2013 :"لم تكن مجرد راقصة جميلة بل كانت أيضا فنانة عملت بالتمثيل مع فرق مسرحية شهيرة مثل فرقة على الكسار ، وفرقة جورج أبيض،وفرقة فاطمة رشدي،وقامت فى السينما ببطولة فيلم "المتشردة "، ويضيف:"كانت رائعة الجمال حتى أن الشاعر أحمد رامى كتب فيها ربع ديوانه الأول،وأيامها كان لكل راقصة لقب،وكان لقبها"سلطانة الغرام "وأطلقه أحمد رامى نفسه عليها ".أوقعها فى شباك الجاسوسية"جون إيبلر"المولد فى ألمانيا،وكان صغيرا عندما انتقلت والدته إلى الإسكندرية ثم تزوجت من المصرى صلاح جعفر،فتبناه ورباه مسلما،وحسب كتاب"القاهرة فى الحرب العالمية الثانية "للكاتبة البريطانية "ارتيميس كوبر":"
أعطى صلاح جعفر اسمه إلى ابن زوجته ليصبح "حسين جعفر "،وأرسله إلى مدارس فى أوربا فى حين ظلت الإسكندرية وطنه ،وبفضل المصروف السخى الذى كان يتلقاه من زوج أمه،أصبح"إيبلر "أو جعفر واحد من كثير من الشباب العاطل والجذاب الذى يغشى منتديات المدينة حتى عام 1937 الذى اقترب فيه من المخابرات الألمانية،وكان وقتها فى منتصف عشريناته وتعرف على حكمت فهمى "، وتشير "كوبر "إلى أن كل ما اجتذب المخابرات الألمانية فيه هو أنه رغم كونه من ألمانيا إلا أن معظم الناس عرفوه كمصري،وفى عام 1937 أجرى اتصالات مع ثلاث جماعات فى مصر وجميعها كانت على استعداد للعمل لحسابه وهي،جماعة الإخوان المسلمين بزعامة حسن البنا،و"مصر الفتاة"بزعامة أحمد حسين،وأعضاء "القبضة الحديدية"التابعين ل"عزيز المصرى "فى الجيش المصرى. عاد"إيبلر"من ألمانيا عام 1942 بعد تدريبه على الجاسوسية،وعاود الاتصال بصديقته القديمة حكمت،وفى ملهي"الكيت كات"التى ترقص فيه تعددت لقاءاتهما،وفى كل مرة كانت تجدد التأكيد له على كراهيتها للإنجليز بالرغم من ترددهم على الملهي،فتشجع على مفاتحتها بمهمته وعرض عليها التعاون معه فوافقت على الفور،واستأجرت له عوامة بجوار عوامتها،ومنها بدأ يمارس عملياته الجاسوسية بالمعلومات التى تحصل عليها من الضباط الإنجليز الذين يسهرون معها،ثم تنقلها إليه ،لينقلها هو برسائل عبر شفرة مأخوذة من رواية "ربيكا"تأليف"دافنى دى مورييه ".
وفى مثل هذا اليوم"15 يوليو 1942"،وفى ساعات الصباح الأولى أفاق"إيبلر"أو"حسين جعفر "على جرس إنذار،واقتحم رجال الشرطة العوامة،للقبض عليه ،بعد القبض على حكمت فهمى وأنور السادات الضابط فى سلاح الإشارة والذى بدأت علاقته بالشبكة منذ إصلاحه لجهاز لاسلكى كان يستخدمه "إيبلر "فى تجسسه ،وجاءت هذه التعاون بواسطة "حكمت"التى تؤكد فى مذكراتها أن المحققين لم يحصلوا منها على شئ،وأضربت عن الطعام لمدة أسبوع فى شهر سبتمبر،وعندما ساءت حالتها انتقلت مستشفى الدمرداش للعلاج،وصدرت الأوامر بنقلها إلى معتقل النساء فى المنصورة،وفى السجن قضت فترة مثيرة للقرف حسب قولها،وخرجت محطمة عجوزا فى سن الشباب،بعد أن دفعت رشوة مائتى جنيه،وتوفيت فى 28 يونيو 1974..!!