الأقباط متحدون - استاذ الدين المقارن بالمنيا : كثيرون لا يعرفون لماذا يجرون والى اين يذهبون ولماذا يتسابقون
أخر تحديث ٠١:١٠ | الخميس ١٤ يوليو ٢٠١٦ | ٧ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

استاذ الدين المقارن بالمنيا : كثيرون لا يعرفون لماذا يجرون والى اين يذهبون ولماذا يتسابقون

ارشيفية استاذ الدين المقارن بالمنيا
ارشيفية استاذ الدين المقارن بالمنيا
 كتب - محرر المنيا 
قال القس يوساب عزت استاذ القانون الكنسي والدين المقارن بالكلية الاكليريكية بالمنيا وراعي كنيسة السيدة العذراء مريم والملاك روفائيل بالمنيا الجديدة ان عصرنا عصر السرعة ، كل شيء يجري ، الناس حولنا تجري ، الاشياء تجري ، الاحداث تجري ، الكل يجري ، الكل يتسابق ، الكل يلهث ، الصدور ترتفع وتنخفض ، القلوب تنبض بعنف . الحياة تفرض على الجميع السرعة ، الارض تدور بسرعة ، الايام تمر بسرعة . عقارب الساعة تلف بسرعة . ويجد الانسان نفسه وسط كل ذلك يجري بسرعة ، لو تباطأ تدوسه الاقدام ويسبقه الجارون 
 
اضاف عزت يندفع الانسان بعمله يعمل بجد وجهد . لو وقف ليلتقط انفاسه يضيع ويجد نفسه ملقى عاطلا ً . في علاقاته باخوته من البشر يتحرك بسرعة . ما ان يلقي بنظره على غيره ، تتحول نظراته بسرعه . ما ان يبدأ الحديث بعجل ٍ وكلمات ٍ قليلة مبتورة حتى يسرع بالابتعاد حتى قبل ان يسمع جواب . وفي السرعة والجري كثيرون لا يعرفون لماذا يجرون والى اين يذهبون ولماذا يتسابقون .
 
كشف استاذ الاكليركية انه  قد يمر هذا السؤال في اذهانهم : لماذا يجرون ؟ الى اين يذهبون ؟ لكن السرعة تقتل السؤال ، يموت قبل ان يولد . يموت السؤال جنينا ً في ذهن ٍ تدور تروسه في دوامة ٍ متعجلة ، ويفقد الانسان لذة التمتع بالحياة ، لا يرى الجمال حوله ، لا يتلقى نعمة الله وبركاته في خليقته ..
 
ضرب راعي الكنيسة مثالا ارسل ابراهيم عبده ليبحث عن زوجة لاسحق ابنه في أرض آبائه ، وذهب العبد الى ناحور . وقف عند البشر الذي تستقي منها بنات آرام ، وصلى للرب ووضع علامة ليستدل على الفتاة التي يريدها الله لاسحق .. قال : " فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: أَمِيلِي جَرَّتَكِ لأَشْرَبَ، فَتَقُولَ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا، هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسْحَاقَ. (تكوين 24 : 14 ) : وهكذا فعلت رفقة فدخل بيتها وخطبها من اسرتها واخذها معه عائدا ً الى ارض سيده . وكان اسحق ينتظر ، خرج في المساء ليتأمل في الحقل حين هدأ ضوء الشمس ، تأمل في الحقل . في هدوء ، وضوء النهار ينسحب نحو الافق ويذوب في الليل ، والطيور تعود مغردة ً الى اعشاشها ، والاشجار ترخي اغصانها وتطوي فروعها والحيوان يزحف نحو بيته يغمض عينيه وينام ، وقوافل العاملين ومواشيهم تسير في مواكب العودة والراحة بعد يوم عمل ٍ شاق . خرج اسحق وتأمل ، يتأمل السماء وضوء الشمس الذهبية يخبو واشعة القمر الفضية تظهر . التقى اسحق برفقة هدية الله له وزوجته التي اختارها له وارسلها مع عبده ...
 
اختتم الكاهن لا تدع السرعة تجرفك معها وتحملك على جناحيها فيذوب نظرك ويتشتت . لا تسمح للجري ان يلهيك عن التأمل الهادئ في لله وفي بركاته لك . اختلي بالله ، اسكن ، اسكت ، اهدأ ، تأمل واسترح في حظرته . عش هدوء ً رائعا ً مع الله ، استرح وتمتع به.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter