إضراب مرشحات لمجلس الشعب عن الطعام، والقبض العشوائي على (45) من مثيري الشغب
كتب: صفوت سمعان
أضربت سيدتان من المرشحات لمجلس الشعب لمقعد كوتة المرأة عن دائرة محافظة "الأقصر" صباح أمس الاول الاثنين عن الطعام؛ احتجاجًا على التزوير في الانتخابات.
وقالت "سيدة راشد عبد الله"- احدى المضربات- وهى تبكي بمرارة: إنها حصلت على آلاف الأصوات، حيث أن قرى بأكملها قد أعطتها أصواتها. مشيرةً إلى أنها كانت تتابع مندوبيها في اللجان، وأن هناك إهدار لحقها في الإعادة وظلم بيِّن، حيث وجد بعض مندوبيها أوراق التصويت فى الجبل في "العديسات"، مما يدل على تبديل الأوراق، وقد أرسلت تلغرافات للجنة العليا للانتخابات والمحامى العام ومدير الأمن بذلك.
أما "مديحة حسين"، والشهيرة بـ"راوية الصحابي" حيث تعمل مراسلة لجريدة "المساء" ورئيسة جمعية سيدات الأقصر، ومرشَّحة حزب الأحرار، فقد أوضحت أن هناك تجارب مريرة لها فيما يتعلق بتزوير الانتخابات منذ ترشحها في المجلس المحلي الذى رفض وجودها به، وتم إسقاطها بالتزوير. مشيرةً إلى ما حدث معها في انتخابات مجلس الشعب، من تغيير للنتيجة، وإدخال مرشحة لها علاقة بكبار مسئولي "الأقصر" وبعض أشباه الصحفيين الذين لهم علاقات كبيرة. مضيفةً أنهم منعوا وكلائها من الحضور داخل اللجان، ومنعوا الأشخاص المؤيدين لها من الإدلاء بأصواتهم، وحجبوا إعلان الأصوات الحقيقية التي تتعدى أكثر من خمسة عشرة ألف صوت. وقالت: "هناك بعض من كشوف الفرز تم تصليحها أكثر من مرة، وواضحة بكشوف الأقصر وأرمنت وإسنا، مما يؤكد أنه لا وجود لنزاهة الانتخابات، ولا ضمان لوجود عمل سياسي حقيقي محترم".
ومن ناحية أخرى، فإن سوء اختيار رؤساء اللجان الانتخابية ومساعديهم، والفوضى وتزاحم الناخبين، قد انعكس بالأثر السلبي على دقة حصر الأصوات والتعداد. هذا بالإضافة إلى مخالفات الدعاية داخل مقرات اللجان، ووجود مندوبي المرشحين مع الناخب خلف الستارة، وأحيانًا وضع الصناديق خلف الستائر.
هذا وقد شهدت محافظة "الأقصر" ليل الأحد الثامن والعشرين من نوفمبر الماضى، أحداث عنف وشغب كبيرين، واحتجاجات واسعة النطاق، بدأت في تمام الساعة الحادية عشر، تمثَّلت في إحراق وتكسير عشرة سيارات خاصة وسيارت يشرطة. مما أدى إلى قيام قوات الشرطة ومباحث أمن الدولة صباح الاثنين، بمداهمة ومحاصرة عشرات المنازل المملوكة لأقارب المرشَّح المستقل "رضوان أبو قرين"، وإلقاء القبض على (45) شابًا، واحتجازهم داخل أقسام شرطة "الأقصر"، حيث ذكر "أسامة شمس الدين"- مراسل صحفي- أنهم تعرَّضوا لعمليات تعذيب بشعة، مورست خلالها أشد وسائل التعذيب التى نتج عنها كدمات وسحجات بوجه كل من "عبد القادر" و"فتحي قرين" و"ثروت محمد فتح الله" و"محمد رضوان- 14 سنة"، كما تم إلقاء القبض على "جمال عبيد"- عضو مجلس محلي قرية الزنيية- والذي يعاني من مرض الكبد والسكر، وتم رفض دخول أدوية له. بالإضافة إلى رفض دخول طعام أو شراب للمحتجزين جميعًا لأكثر من (30) ساعة، إلى أن عرضوا على النيابة فجر الثلاثاء، وقد طالبوا رئيس النيابة بتوقيع الكشف الطبي عليهم، واتهموا رجال الشرطة بتعذيبهم ومنع الطعام عنهم، ومنع المحامين من مقابلتهم.
وفى سياق متصل، جرى التحقيق مع كل من "طارق العادلي" و"محمد أبو الوفا" و"أحمد موسى قرين"- طالب بالسنة الأولى حقوق 21 سنة، تم احتجازه من أمام مقر اللجنة العامة للفرز، حيث تعرّض للتعذيب والضرب المبرح على حد قول والده. وقد قرَّرت النيابة استمرار حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق، وتوجيه تهم إتلاف ممتلكات الغير، وتكدير الأمن والسلم العام.
ومن جانبهم، طالب أقارب المحتجزين، وزير العدل ورئيس اللجنة العامة للانتخابات ومؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان، بالتدخل للإفراج عن المقبوض عليهم، والتحقيق في ملابسات الحادث، والقبض العشوائي على المحتجزين.
جدير بالذكر، إن أسباب اندلاع هذه الأحداث المؤسفة، والتي أدت إلى إعلان رئيس اللجنة العليا للانتخابات نتيجة الإعادة لعدد أربعة مرشحين كلهم من الحزب وطني، تمثلت فى انقطاع الكهرباء نحو الساعة الحادية عشرة إلا الربع وحتى الحادية عشرة ليلة الأحد، ودخول عربة إسعاف محمَّلة بصناديق انتخابية، مما أوحى بتزوير الصناديق، وأشعل الموقف برمته لكل المرشحين.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :