بقلم - نبيل النقدس
في يوم 11- 7 – 2016 سمعت المذيعة المتألقة دائما " الأستاذة نجوي الحوفي " من برنامجها [ هنا مصــر] والمحبوب من الكثيرين .. بأنها قَرأتْ في جريدة " الإنديبندانت " حوار ما بين صحفي يتبعها و بين المترجم الخاص لعصابة الدواعش . يقول هذا الحوار بإختصار شديد , أن هذا المترجم أحمد يحيي أو "حلمي " نسيت اسم والده .. انه من مواليد أحدي دول الإتحاد السوفيتي بعد تفكيكها .. سافر منها إلي القاهرة طلبا للدراسة والتوسع في الدين الإسلامي من جامعة الأزهر . لكنه أدمن سماع مناهج الشيخ محمد حسّان الذي كان يلقيها في حرم الجامعة , ويؤكد أن خُطب هذا الشيخ كانت تدور حول الجهاد من أجل سوريا وعليهم الرحيل إليها لإنقاذ المسلمين من ذبحهم وقتلهم وطردهم من وطنهم علي يد بشار الأسد .. ّ!
ما أحزنني عندما سمعت منها وبناء عن كلام هذا المترجم الإرهابي .. أن الشيخ حسّان كان يقوم بعد الإنتهاء من كل محاضرة ,إعطاء كل مَنْ يحضر هذه المحاضرات مبلغ 100 دولار في كل مرة . هنا الخبر غريب .. كيف يحدث هذا الموضوع علنا وعلي أرض مصرية .. وفي أعرق الجامعات الدينية في العالم وهي الأزهر .. وفي وجود المخابرات المصرية المشهود لها عالميا بالعمل المضني الدائم .. وأمام الأمن الوطني المعروف له بدقة تحصيل المعلومات . هل هذا الصمت كان متعمدا أم تقصيرا أم تراخيا ؟؟ ... ما زلت أسأل وانا متؤكد أنني سوف لا أستطيع أن أتحصل علي أي جواب شافي .
ونتيجة لهذا الصمت من قِبل المسئولين , فليّ الحق أن أتخيل ما يستطيع فكري أن يصل بي , فأنا أقولها صراحة أن مثل هؤلاء الشيوخ المتطرفون ,أو كما يسمون أنفسهم بالسلفيين , يزدادون قوة وإنتشارا في ربوع مصر .. فهم يبثون السم للشباب ضد النظام .. فهذا الحَسّان وأمثاله , هم دائبون في العمل بوقف مسيرة التقدم .. هم سبب الفتنة في البلاد .. هم رواد إرجاع مصر إلي ما قبل التاريخ الإنساني .. هم عورة في مصر التي عاشت طيلة ايامها في خير وسعادة ونقاء وتقدم .. هذه الحركات الدينية المتطرفة تستلهم نهجها من الوهابية التي طورها في القرن الثامن عشر رجل الدين محمد بن عبد الوهاب. وقد تبنى ودعم هذا المذهب المتصلب والرجعي "محمد بن سعود" ، سلف العائلة المالكة الحالية في العربية السعودية. وأصبحت السلفية بالتالي مذهبا رسميا وأداة أيديولوجية تستعمل لممارسة "تأثير" على العالم الإسلامي العربي ، كما أنها تستعمل حاليا "حجابا" تختفي وراءه جماعات عنيفـــة وعصابات أكثر دموية . لتحقيق ما في فكرهم من تغيير هوية الشعوب المصرية والشامية وأهل الرافدين .
منذ ما يقرب من 150 سنة كان الأقباط لهم التأثير المباشر في إثراء الحياة السياسية و البرلمانية المصرية ، إلا أنه منذ ما يقرب من 60 سنة تقريبًا بدأ هذا الأثراء يقل تدريحيا حتي 30 سنة الأخيرة , كاد تأثير الأقباط في الحياة السياسية والبرلمانية يختفي، بسبب ظهور الحركات الإسلامية المتطرفة الوهابية على السطح وتحول الخطاب الديني المعتدل أو الوسطي كما يلقبهُ مشايخ الأزهر , إلي خطاب فتنة وإستبعاد الأقباط ونبذهم من المسرح السياسي , ونجحوا في هدم الكيان القبطي طيلة 60 سنة .. هكذا ما إتبعته هذه الحركات الأسلامية الأرهابية تجاه أقباط مصر ... !
وفى أثناء فترة تولى المجلس العسكري , رئاسة الجمهورية، بدأ الأقباط مشاركتهم في إنتخابات مجلس الشعب بقوة كبيرة عن الفترة السابقة وحصلوا على 6 مقاعد بالانتخاب و5 بالاختيار، وبالرغم من ذلك لم تزداد نسبة تمثيلهم في البرلمان إلي النسبة المعقولة , ويرجع ذلك لفقدانهم الخبرة لانسحابهم من الحياة السياسية لفترة طويلة، وكذلك بعض الدعايات الدينية المتشددة من الجماعات الإخوانية والجماعات السلفية التي كانت تُستخدم ضدهم، واستمر وجودهم بالمجلس حتى صدر أمر بتاريخ 14 يونية2012 من المحكمة الدستورية العليا بحل المجلس.
نحن أقباط مصـــر نُصـــر علي حل الأحزاب الدينية طبقا للدستور .. ونريد أن نعرف ما السر أو السبب في وجودهم حتي الأن في المجتمع علنا , وفي مجلس النواب رسميا ؟؟ !.. ونحن كأقباط لا نقبل الفتاوى التي أجمع عليها أعضاء الدعوة السلفية , بأنه لا يجوز للمسيحي أن يتولى الولايات العامة مثل قيادة الجيش ولا حتى سرية من سراياه، ولا يجوز أن يشتركوا في القتال ولا يتولوا الشرطة ولا أي منصب في القضاء ولا أي وزارة، وأن المساواة المطلقة بين مواطنى البلد الواحد قول يناقض "الكتاب والسنة"بالإجماع. وهو ما عبرت عنه الكثير من الفتاوى التي أصدرها مشايخ السلفية، أمثال برهامى، والحوينى ، مستندين في فتاواهم إلى إصدارات ابن القيم وابن تيمية، ومشايخ السلفية السعودية الذين تبنوا الفكر الوهابى .
ولا نقبل بأي حال من الأحوال التضييق علي الأقباط، في جوانب كثيرة سواء بناء دور العبادة , وبناء عليه يتم تأجيل البت في قانون دور العبادة الجديد .. خوفا من إنقلاب وهياج السلفيين علي النظام .. كما تطاولوا وأعلنوا جهرا عدم تهنئة الأقباط بأعيادهم، ودفعهم للجزية وهم صاغرون ، وإلقاء السلام، وغيرها من الفتاوى التي تنافى سماحة الدين الإسلامى كما يدعون .
ويذهب قادة السلفية إلى تحريم بناء الكنائس بشكل قاطع، وفى هذا المعنى يقول أبو إسحاق الحويني: أنه إذا هدمت كنيسة وسقطت لا ينبغى لها أن تجدد، ويسخر ممن يقول إن من حق النصارى التبشير بدينهم في الفضائيات ويقول إن هذا من علامات آخر الزمان . ولم تقتصر فتاوى السلفيين على ذلك، بل وصلت إلى وجوب قتال الأقباط حتى يعلنوا أن الدين الإسلامي دينا لهم "يسلموا "، وذلك حسب ما ورد في كتاب «فقه الجهاد» لنائب رئيس الدعوة السلفية: «إن اليهود والنصارى والمجوس يجب قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون»، وأكد على ذلك قول «الحويني» عن الجزية، في خطبته عن «الولاء والبراء»، وبكلمات لا استطيع أن أصفها إلاّ بقلة الأدب حيث قال "يجب أن يدفعها المسيحى وهو مدلدل ودانه" .
رئيسنا السيسي .. سوف لا تجد فصيلا يقف وراءك إلا اقبـــاط مصر .. فهم أكثر الفصائل حبا لمصر .. وهم أكثر الجماعات تاييدا لكم ..! لذلك نطلب من سيادتكم إتحاذ القانون اداة لكل مَنْ يقوم أوتسول نفسه في إشعال نار الفتنة .. فالضغط علي اقباط مصر من جهة هؤلاء السلفيين , وتجاهلك ما يحدث سوف يوقف مسيرة التقدم التي تنشدها لمصر.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع