الأقباط متحدون - التقليد المبهر
أخر تحديث ٠٥:١٧ | الاربعاء ١٣ يوليو ٢٠١٦ | ٦ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

التقليد المبهر

 مسلسل جراند أوتيل
مسلسل جراند أوتيل

د. مينا ملاك عازر
لا يمكنني اعتبار مسلسل جراند أوتيل هو أول المسلسلات المقلدة والمقتبسة عن قصة اجنبية،وعلي سبيل المثال مسلسل هبة رجل الغراب الذى نجح  كثيراً في الحقيقة اللهم إلا بعض الهفوات، بيد أن ذلك لن يمنعني عن فرد مساحة تليق بمسلسل جراند أوتيل وبطله عمرو يوسف الذي يستحق عن جدارة البطل الأفضل هذا الموسم، وآخذاًتلك الصدارة من الفنان يوسف الشريف الذي كاد يحتكرها لسنوات بمسلسلاته المشوقة التي احترف واعتاد تقديمها، لكنه في هذه السنة نستطيع أن نقول أنها جلت منه قليلاً، ومع حرفية عمرو يوسف ونجوم عمل جراند أوتيل انتزعوا الصدارة كأحسن ممثلين، وأحسن عمل في وجهة نظري.

مسلسل جراند أوتيل عمل قدم خليط رائع بين الانتقال لمكان جديد غير المعتاد التمثيل فيه كالقاهرة والمنتجعات وشارم وغيرها ليصل لأسوان ليس في صورتها الصعيدية التي احترف الأستاذ صفاء عامر ومجدي صابر تقديمه، لكن في شكلها السياحي المحبب للكثيرين ونقلنا عبر الزمن دون أن نشعر لزمن جميل رائق بعيداً عن ضوضاء زماننا المؤسف.

خليط جراند أوتيل بين الحب والإثارة، قدم لنا المتعة بشكل جديد، فمن قفزنا لنعرف من القاتل في عدة جرائم قتل متسلسل ومترابط بشكل واع جعل هذا كله يمشي في خط متوازي بديع مع قصة حب علي ونازلي في رائعة رومانسية افتقدناها طويلاًعلى شاشاتنا التي صحيح يوجد الحب عليها لكن ليس بتلك الرومانسية الخلابة التي تجعلك تشتاق لأيام  الحب وتحاول إحيائه أو تقويته وتثبيته.

أبطال عمل جراند أوتيل كانوا رائعين أيضاً في تقديم شكل جديد غير معتاد، فقد رأينا النسمة البريئة أنوشكا في تقديم دور شر مبهر لعلك لاحظت تعاطفك معها حينما تمكن منطقها من أن يتملك رأسك وعقلك، ولكن هذا كله لا يمكن أن ينسيك دور الصديق الرائع المبهج المفكر المدبر المخطط كم كان رائعفي حبه الناضج للست سكينةالتي برعت في تقديمها العملاقة سوسن بدر.

بينما أنا أنهي مقالي هذا، لا يفوتني أن أشير إلى جودة التقليد الذي يرقى لمستوى المحاكاة بما يناسب ظروف العمل وتقديمه في بلادنا،ما يجعله متميز وغير متأثر بثقافات العمل الأصلي المنقول منه وهي براعة يحسد عليها مقدمي الأعمال المقلِدة  حتى أنهم أنسونا التقليد والمحاكاة، وجعلونا نتيم بأبطال الأعمال الدرامية هذه.

صيقي القارئ، أتمنى ألا أرى في رمضانالقادم أعمال تكرس لقتل القانون، وتكرس للبلطجي العادل، فلا يوجد بلطجي عادل كما لا يوجد مستبد مستنير، ولا يوجد سوبرمان ولكن يوجد شعب قادر على تفعيل القانون ومحاكمة الديكتاتوريين وقتل الإرهابيين، وكل ذلك بالقانون الذي يعمل على الكل وليس على ناس ناس.
المختصر المفيد شكراً لأبطال جراند أوتيل.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter