الأقباط متحدون - من هو المعلم إبراهيم الجوهري الذي بنى الكنائس والأديرة وتولى رئاسة وزراء مصر؟
أخر تحديث ٠٧:٠٥ | الاثنين ١١ يوليو ٢٠١٦ | ٤ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

من هو المعلم إبراهيم الجوهري الذي بنى الكنائس والأديرة وتولى رئاسة وزراء مصر؟

 من هو المعلم إبراهيم الجوهري الذي بنى الكنائس والأديرة وتولى رئاسة وزراء مصر؟
من هو المعلم إبراهيم الجوهري الذي بنى الكنائس والأديرة وتولى رئاسة وزراء مصر؟
كتبت – أماني موسى
نورد بسطورنا اليوم بعض سطور من نور لحياة مصري كان صاحب علم وجاه وأخلاق، تحكي عنها الأجيال، وهو المعلم إبراهيم الجوهري، وكلمة معلم من الألقاب القديمة التي كانت تطلق على طائفة من أصحاب المناصب العليا والمراكز الاجتماعية، ولم يكن يجرؤ أحد على استخدام هذا اللقب، وهو مشتق من كلمة "العلم" للتدليل على أن حامله من المتعلمين أو من الذين يمارسون التعليم، وذلك قبل أن يتطور اللقب ليطلق على أصحاب الحرف ثم مرتلي الكنائس.
 
1- ولد إبراهيم الجوهري في القرن الثامن عشر من أبوين متواضعين فقيرين تقيين، والده يسمى يوسف الجوهري وكان يعمل في الحياكة بقليوب، وتعلم في كتّاب قريته القراءة والكتابة، وكان يقوم بنسخ بعض الكتب الدينية ويقدمها للبابا يؤانس الثامن عشر (البابا 107)، وكان البابا يدعو له دائمًا بقوله "ليرفع الرب اسمك، ويبارك عملك، وليقم ذكراك إلى الأبد".
 
2- بدأ عمله ككاتب لدى أحد أمراء المماليك، توسط له البابا لدى المعلم رزق رئيس كتّاب علي بك الكبير، فأتخذه كاتبًا خاصًا له، واستمر في هذه الوظيفة إلى آخر أيام علي بك الكبير الذي ألحقه بخدمته، ولما تولى محمد بك أبو الذهب مشيخة البلد اعتزل المعلم رزق من رئاسة الديوان وحلّ المعلم إبراهيم محله، فبدأ نجمه يتألق في مصر، حتى صار رئيس كتاب القطر المصري في عهد إبراهيم بك، وهي تعادل رتبة رئاسة الوزارة حاليًا.
 
3- كان له ابن يدعى يوسف وابنة تسمى دميانة، مات الأول بعد ما أعد له منزلًا بكل إمكانياته ليزوجه، وشكل هذا الحادث ألمًا كبيرًا في نفس الجوهري، حتى أنه سمّر الباب بمسامير وكسر السلم كي لا يدخل أحد البيت، وكان هذا الحادث مفترق طرق، زاد من عطاء المعلم إبراهيم الجوهري للأرامل والأيتام.
 
4- أطلق عليه الناس لقب سلطان الأقباط كما دل على ذلك نقش قديم على حجاب أحد هياكل كنائس دير الأنبا بولا بالجبل الشرقي، والكتابة المدونة على القطمارس المحفوظ في هذا الدير أيضًا.
 
5- قال عنه المؤرخ الجبرتي: "إنه أدرك بمصر من العظمة ونفاذ الكلمة وعظمة الصيت والشهرة ـ مع طول المدة ـ ما لم يسبق لمثله من أبناء جنسه، وكان في الكليات والجزئيات، وكان من ساسة العالم ودهاتهم، لا يغرب عن ذهنه شيء من دقائق الأمور، ويدارى كل إنسان بما يليق به من المداراة، ويفعل ما يوجِب انجذاب القلوب والمحبة إليه وعند حلول شهر رمضان كان يُرسل إلى أرباب المظاهر ومن دونهم الشموع والهدايا، وعُمِّرت في أيامه الكنائس والأديرة وأوقف عليها الأوقاف الجليلة والأطيان، ورتَّب لها المرتبات العظيمة والأرزاق المستديمة والغلال ".
 
6- قال عنه الأنبا يوساب الشهير بابن الأبحّ أسقف جرجا وأخميم: "أنه كان من أكابر أهل زمانه وكان محبًا لله يوزع كل ما يقتنيه على الفقراء والمساكين، مهتمًا بعمارة الكنائس. وكان محبًا لكافة الطوائف. يُسالم الكل ويحب الجميع ويقضي حوائج الكافة ولا يميز واحدًا عن الآخر في قضاء الحق".
 
7- مكَّن من استصدار الفتاوى الشرعية بالسماح للأقباط بإعادة ما تهدم من الكنائس والأديرة، وأوقف الأملاك الكثيرة والأراضي والأموال لإصلاح ما خرب منها وقد بلغت حجج تلك الأملاك 238 حجة مدونة في كشف قديم محفوظ بالدار البطريركية.
 
8- اشتهر بنسخ الكتب الثمينة النادرة، وإهدائها لجميع الكنائس والأديرة، فلا تخلو كنيسة من كتبه وآثاره.
 
9- أول من سـعى في إقامـة الكنيسـة الكبرى بالأزبكـية، وكان مُحرَّمًا على الأقباط أن يشيِّدوا كنائس جديدة أو يقوموا بإصلاح القديم منها، إلا بإذن من الهيئة الحاكمة، فاتفق أن إحدى الأميرات قَدُمَت من الاستانة إلى مصر لقضاء مناسك الحج، فباشر المعلم إبراهيم بنفسه أداء الخدمات اللائقة بمقام هذه الأميرة، وأدى لها الواجبات اللازمة لراحتها وقدَّم لها هدايا نفيسة، فأرادت مكافأته وإظهار اسمه لدى السلطان فالتمس منها السعي لإصدار فرمان سلطاني بالترخيص له ببناء كنيسة بالأزبكية، حيث يوجد محل سكنه، وقدم لها بعض طلبات أخرى خاصة بالأقباط والاكليروس فأصدر السُّلطان أمراً بذلك. ولكن عاجلته المنيَّة قبل الشروع في بناء الكنيسة، فأتمها أخوه المعلم جرجس الجوهري.
 
10- قام بإنشاء كنيسة صغرى برسم الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بجوارها، حتى يتمكن موظفو الحكومة من حضور القداس معه فيها، بما يتفق مع مواعيد العمل في مصالحهم وقام بتجهيز أصناف الميرون ومواده على حسابه الخاص، وأرسلها بصحبه أخيه المعلم جرجس للبطريرك بالقلاية العامرة.
11- قام بتجديد مباني كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم في سنة 1508 ش (1792م)، وشيَّد كنيسة أبي سيفين بدير أنبا بولا في الجبل الشرقي، وشيَّد بدير البراموس وكنيسة أنبا أبللو وأنبا أبيـب (ولكنها هُدمت في سنة 1881م لتوسيع كنيسة مار يوحنا) وقصر السـيدة بالبراموس وقصر السيدة بالسريان، وأضاف إلى دير البراموس خارجة من الجهة القبلية، وبني حولها سورًا وبلغت مساحتها 2400 مترًا مربعًا.
 
12- توفي في 31 مايو سنة 1795م، وحزن عليه الجميع كما أسف على وفاته أمير البلاد "إبراهيم بك"، فسار في جنازته، ورثاه البابا يوأنس وقد دُفِنَ في المقبرة الخاصة التي بناها لنفسه بجوار كنيسة مار جرجس بمصر القديمة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter