رفعت يونان عزيز
عيد أستشهاد الرسولين بولس وبطرس \"تعرفون الحق والحق يحرركم\"(يوحنا 8: 32) تحتفل الكنيسة المصرية الأرثوذكسية بعيد استشهاد الرسولين بولس وبطرس ونسميه عيد الرسل كل عام الذي يسبقه صوم ويوافق العيد هذا العام الثلاثاء 12/7/2016 معلنة أن ثقتنا في المسيح المخلص وقوة الإيمان ومعرفتنا الحق فالحق يحررنا .
منذ أن أحس الشيطان بأن الله ينفذ خطته من أجل خلاص البشرية بالمسيح الفادي أرتبك وبدأ يشن حروبه وخاصة أنه يعلم أن بالحق يحرر الإنسان وإن كلام الله لا يزول وبدأ الأستشهاد حين قتل هيرودس أطفال بيت لحم عندما علم بميلاد الملك المخلص ظننا أنه ملك أرضي لكن الشيطان خاف من ميلاد المسيح المخلص وكذلك نجد عندما صرخ يوحنا المعمدان بالحق في وجه هيرودس الملك ( لا يحل لك أن تأخذ أمرأة اخيك زوجة لك ) فهاج الشيطان عليه ودبر خطته وقطعت رأس يوحنا فالشهادة في المسيحية تعني الإيمان الثابت الراسخ لا يتزعزع لأن الحق يحرره والثقة والرجاء بالحياة الباقية الدائمة التي فيها السعادة والفرح والتهليل ففي احتفالنا بعيد استشهاد القديسين بولس وبطرس فلأبد أن نعرف أن بولس هو شاول الطرسوسي مضهد المسيح الذي كان يجاهد ليحصل علي لقب كبير وخلافة وعظمة أرضية فكم كان يشكل حالة من القلق للمسيحيين لفداحة بغضه وإضهاده للمسيحية فكم كان يتفنن في ذلك ولد بطرسوس قبل ميلاد المسيح بسنتين، يهودي الجنس من سبط فريسي ابن فريسى عالما خبيرا بشريعة التوراة شديد الغيرة عليها مضطهدا المسيحيين.
كان حارس ثياب الراجمين للشهيد اسطفانوس وأخذ رسائل من قيافا إلى اليهود المتوطنين في دمشق للقبض علي المسيحيين. وبينما هو في طريقه إلى دمشق أشرق عليه نور من السماء فسقط علي الأرض وسمع صوتا قائلا له: \"شاول شاول لماذا تضطهدني (أع 9: 4) \" فقال: \"من أنت يا سيد\".
فقال الرب \" أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس \"، ثم أمره أن يذهب إلى حنانيا بدمشق وهذا عمده وللحال فتحت عيناه وامتلأ من نعمة المعزي، وجاهر بالإيمان وجال في العالم وبشر بالمصلوب وناله كثير من الضرب \" الحبس والقيود وذكر بعضها في كتاب أعمال الرسل وفي رسائله ثم دخل رومية ونادي بالإيمان فأمن علي يديه جمهور كثير. وكتب لهم الرسالة إلى أهل رومية وهي أولي الرسائل الأربع عشرة التي له.
وأخيرا قبض عليه نيرون وعذبه كثيرا وأمر بقطع رأسه. وبينما هو ذاهب مع السياف التقت به شابه من أقرباء نيرون الملك كانت قد آمنت علي يديه فسارت معه وهي باكية إلى حيث ينفذ الحكم. فعزاها ثم طلب منها القناع ولف به وجهه وأمرها بالرجوع وقطع السياف رقبته وتركه وكان ذلك في سنة 67 م. فقابلت الشابة السياف أثناء عودته إلى الملك وسألته عن بولس فأجابها: \"أنه ملقي حيث تركته. ورأسه ملفوف بقناعك \" فقالت له: \"كذبت لقد عبر هو وبطرس وعليهما ثياب ملكية وعلي رأسيهما تاجان مرصعان باللآلئ وناولني القناع. وها هو \" وأرته إياه ولمن كان معه فتعجبوا من ذلك وأمنوا بالسيد المسيح. والرسول بطرس أستشهد في روما حوالي سنة 67م في عهد نيرون...
وكثير من المؤرخين يذكرون أنه قبض عليه في مكان آخر بعيد عن روما باعتباره من قادة المسيحيين، وسيق إلي روما لمحاكمته، علي نحو ما حدث مع القديس أغناطيوس الشهيد أسقف إنطاكية الذي سيق من إنطاكية إلي روما ليلقي للوحوش سنة 107 م. وهذا يتفق مع رواية يوسابيوس -نقلًا عن العلامة أوريجينوس- الذي قال عن بطرس \"وإذ أتي أخيرًا إلي روما صلب منكس الرأس\". لماذا وضعت الكنيسة عيد القديسين بطرس وبولس في يوم واحد هو 29 حزيران؟ كي تجعل الناس ينسون مؤسسَي روما في الفترة الوثنية وهما الأخوان ريموس ورومولوس اللذين أرضعتها ذئبة بحسب الأسطورة وأسسا روما عام 753 ق.م.، ووضعت بدلا عنهما القديسين بطرس وبولس دعامتي الكنيسة ومؤسسي روما في الفترة المسيحية كي ينسى المؤمنون مؤسسي روما في الفترة الوثنية