الأقباط متحدون - لم أت لأدعو أبرارا ، بل خطاة الى التوبة
أخر تحديث ١٤:٢٢ | السبت ٩ يوليو ٢٠١٦ | ٢ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

لم أت لأدعو أبرارا ، بل خطاة الى التوبة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عرض/ سامية عياد
تعاليم الرب ليست بالشىء العسير ، وطريق التوبة مفتوح لمن يريد ، فالله يسعى وراء الخطاة ويطلبهم ويجذبهم إليه ليكون لهم نصيب فى ملكوته ، لأنه لا يريد موت الخاطىء حتى يرجع ويحيا ..

المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى مقاله "سهل لنا طريق التقوى" يتعجب ممن يعقدون طريق التوبة أمام الناس فى حين أن طريق الرب سهل ويسر ، كان السيد المسيح يعامل الخطاة بلطف فكان يجلس مع الخطاة العشارين لكى يجذبهم إليه والى حياة البر وعندما تذمر الكتبة والفريسيون على ذلك قال لهم "لا يحتاج الأصحاء الى طبيب بل المرضى" ، بل نجده يوبخهم قائلا لهم"ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون! لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس ، فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون" .

والأمثلة كثيرة على لطف الرب يسوع مع الخطاة ، منها لطف الرب يسوع مع المرأة السامرية فلم يقس عليها فى سرد اعترافها بل حدثها عن الماء الحى حتى آمنت أنه هو يسوع  وذهبت لتبشر به بين أهل مدينتها ، وبنفس اللطف عامل الرسول بطرس الذى أنكره ثلاث مرات وقال له "إرع غنمى .. إرع خرافى" ، ونجده ايضا مع توما الرسول الذى شك فى قيامته يستخدم نفس اللطف فظهر له وكشف له جراحه ليلمسها وقال له "لا تكن غير مؤمن بل مؤمنا" ، وغيرها من الأمثلة ، وبنفس النهج ساروا التلاميذ فى استخدام اللطف مع الخطاة ، كانوا يسهلون الطريق أمامهم ، وبقليل من التعاليم كانوا يجذبون النفوس الضالة ، فالقديس يوحنا الحبيب فى رسالته الأولى يقول "فإن هذه هى محبة الله أن نحفظ وصاياه ، ووصاياه ليست ثقيلة ، لأن كل من ولد من الله يغلب العالم".

اللص اليمين بجملة واحدة خرجت من عمق قلبه نال المغفرة "اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك" وللحال سمع قول الرب "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معى فى الفردوس" ، والعشار الذى قرع على صدره قائلا "اللهم ارحمنى أنا الخاطىء" سمع الرب لتوبته وتحنن إليه وتبرر ، أحيانا ليس بالكلام إنما بالدموع ننال الغفران ، فالمرأة الخاطئة التى بللت قدمى الرب بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها لم تقل كلمة واحدة ولكن دموعها كانت تتكلم فغفر لها الرب وقال "غفرت خطاياها الكثيرة ، لأنها أحبت كثيرا ".

إن كنت مغلوبا ، فلا تيأس من انغلابك ، وإن كنت غير قادر على خلاص نفسك ، فالله قادر أن يخلصك ، إن وضعت نفسك فى يديه ، وقلت له "توبنى يارب فأتوب"..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter