الأقباط متحدون - حان الأن ......الكيان المسيحي
أخر تحديث ٠١:٠١ | الاربعاء ٦ يوليو ٢٠١٦ | ٢٩ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

حان الأن ......الكيان المسيحي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نبيل المقدس
جاء الوقت لكي نقيم كيانا مسيحيا .. فالمسيحية هي كيان مستقل بنفسه , مثلما أي طائفة اخري تعيش معنا , ويُعمل لها ألف حساب وحساب , لأ كونهم الأغلبية .. فليس معني أن الشعب المسيحي أقلية علي أرض مصر , يتم   محو هويتهم وشخصيتهم ( كيانهم ) وهيبتهم ..  فواجباتهم نحو الوطن مثلهم مثل الأخرين الذين هم الأكثرية في العدد وربما اكثر .. وهذا يُلزم  الحكومة أن تعطي حقوق  المسيحيين مثلهم مثل الإخوة المسلمين تماما في جميع نواحي الحياة.

       كثرت الحوادث التي وصلت إلي طرد ونبذ والقتل العمد للمسيحيين .. مع العلم نحن المسيحيون من أول الطوائف التي بادرت في تقويض النظام السابق الإخواني , الذي كان علي وشك أن يضع البلاد بين أحضان ما يسمون أنفسهم الدواعش .. ونحن أيضا المسيحيون الذين كنا أساسيا في إختيار السيسي  حاكما للبلاد .. لأننا وجدنا فيه الولد التي أنجبته البلد , الذي انتظرناه طويلا  , تقريبا منذ دخول العرب مصر الفرعونية.

        لم يقبل المسيحيون أن يقيموا رابطة بإسمهم طواعية .. وجعلت الكنيسة هي التي تتولي أمورهم .. مما جعل الكثير من حقوقنا تاهت وسط العنصرية والتمييز علي مر هذا الزمان حتي الأن بسبب ضعف الكنيسة أمام التيار الإسلامي .  كما إندمجنا في المجتمع , وجعلنا أنفسنا جزءُ من الوطن الذي هو في الأصل وطنا .. تنازلنا عن أمور حقيقية  مثل الأمور السياسية والحياتية , و فُرض علينا أن نكون تابعين للأخر .. وإن لم يكن ظاهرا أمام الدول لكنها  خفية .. مثل الوظائف العالية الحكومية  بجميع مؤسساتها أصبحت ملكا للأكثرية.. أرتضينا بهذا الوضع , من أجل  سلامة مصر , قبلنا أمور التقييد في بناء كنائسنا , حتي وصل الحال أن تركيب حنفية في كنيسة ما تحتاج موافقة المحافظ بعد التفتيش والمعاينة الذي يستغرق سنوات .. تقبلنا بمحبة تفوق أولاد الأكثرية في الجامعات علي ابنائنا قصرا وعمدا لكي لا يحصل أبنائنا علي الشهادات العالية .. ويبقي اولادنا وبناتنا في المستوي العادي .. مكتفين بنصيبهم .

        كل هذا الإضطهاد الذي كان يقع علينا كمسيحيين قبلناه من اجل أن نحيا في سلام وحرية , وان نتعبد إلي إلهنا بحرية .. لا نتقيد بقوانين الخط الهيموني الذي يُعتبر وصمة عار علي حكام مصر المسلمين .. كنا لا نريد إلا القليل , في سبيل أن نعيش حياة إنسانية .. حاولنا أن نندمج في المجتمع .. لكن كان الكره هو الأغلب من الأخرين .. ليس معني هذا كل المسلمين . لكن البعض منهم ضربوا الأمثلة العظيمة في تقبل الأخر . وعشنا مع هؤلاء النماذج حتي الأن حياة الأخوة في سلام وتراضي .

        لكن وصل الحال إلي القتل العمد للرموز المسيحية مثل القساوسة والراهبات .. هذا يعني أن البوصلة التي كانت تشير إلي قرب الإتجاه الصحيح للمسلمين , أصبحت تشير إلي الإنحراف عن التوجيه السليم . لكن من الخطورة نحن المسيحيون سوف نتخذ منحني أخر مُجبرين عليه لكي نحافظ علي كرامتنا وفي نفس الوقت نحمي مصر من خراب عظيم  . فقلوب المسيحيين  هي اكثر القلوب حبا  لمصر .. لكننا نتعمد تأجيل لأخذ هذا الموقف , متعشمين في أن الحكومة والأمن ان تُعجل وأد هذا التمييز الطائفي , والذي بدأ بقوة من خلال الجماعات السلفية , وأن تُعيد الحال كما هو ما قبل ثورة 23 يوليو 1952,, وتفاقمت أكثر بعد ثورة 25 يناير

      يعيش الشعب المصري المسيحي  عموما  في كيان واحد مع إخوتهم المسلمين , لكن تعايش علي حساب كرامة المسيحيين .. يُصاحبها الإهمال والنبذ الفاضح  للمسيحيين والذي برزت في كثير من الحوادث التي تمت في إقليم الصعيد أخيرا , ولا مجال لذكرها , فهي مسجلة في ذاكرة تاريخ مصر المخزي وخصوصا بعد ظهور خفافيش الظلام , ذوي الطبيعة الوهابية التي تكره كل ما يؤمن بالمسيحية , ويعملون علي نشر افكارهم الهدامة .. انا لا اعرف من اي مصدر جاءوا بهذه الأفكار .. لكن الدواعش والإرهاب مصممون أن هذه الأفكار من أم تراثهم .. وأن قتل الرموز المسيحية ما إلاّ واحدة من مجموعات أحاديث بينة في كتبهم التراثية التي تعتبر من أساسيات عقيدتهم . وفي نفس الوقت يخرج علينا شيوخهم ينكرون هذه الأفكار ومصادرها , وبنفس طريقتهم يلوون  الكلمات إلي معاني أخري تعاكس فكر الإرهابيين  , و تجعلهم أكثر الشعوب إيمانا وتقوي وأصحاب العقيدة المتسامحة ..

     نأتي إلي الكيان المسيحي .. سوف لا أتعمق فيه لأنني كتبت الكثير عنه في هذا الموقع .. والكيان المسيحي هو  إعتبار الشعب المسيحي  كيانا أو شخصا له شخصيته المستقلة بعقيدته , و يعمل مع أخيه الأخر الوسطي , من أجل وطنه اولا ثم ثانيا , ثم ثالثا ورابعا ... إلي منتهاه . يتكون هذا الكيان من اناس مسيحية لها دور عظيم وبارز في حياة المسيحيين وفي حياة الوطن علي مستوي المحافظات .. هذه المجموعات تعمل علي وقف هذه الموجات التي تؤذي المسيحيين .. وتحاول أن تدمجهم في المجتمع .. وتراقب مدي حرية المسيحي في وطنه .. فتصير قيادات هذه المجموعات حلقة الوصل بين المسيحيين وبين المؤسسات الحكومية , والتدخل السريع في حالات بداية الفتنة لوأدها في مهدها .. ولو تفاقمت الأزمة يطالب الكيان بتحويل والإبلاغ عن كل من هو متهم في إشعال هذه الفتنة  إلي  المحاكمة , ويأخذ القانون مجراه.

   ليس معني ذلك أن هذا الكيان سوف لا يكون له شغل إلا موضوع الفتنة .. لكن هناك امور صعبة تواجهه .. فهو يتولي ومسئول عن إسترداد حقوق المسيحيين في منطقتهم واعمالهم . وخصوصا في مشكلة بناء الكنائيس , فعلي هذا الكيان أن يتولي تجميع الطلبات الخاصة بالبناء , ويحاول ان يتم حلها , وإذا لم يستطع هذا الكيان حلها , عليه التوجه إلي الرئاسة مباشرة لحل هذه المشكلة.

     الكيان المسيحي يعمل علي خط موازي للمؤسسة الكنيسية  ..وله الحق أن يسحب سجادة قوانين الأحوال الشخصية ويجعلها مسئوليته .. وعلي ما أعتقد أن مندوبي الكنائس قد فشلوا في تحسين وضع المسيحيين في مكانة عالية في وضع الدستور وإبعاد شبح التقليل من شأن المسيحيين .. وقد صرخنا من قبل أن يستقيل رؤساء الكنيسة الثلاثة في وضع الدستور .. فنحن لدينا اشخاص عميقة وماهرة في مجالات الدستور. 

      هذه نبذة مختصرة جدا عن اقامة الكيان المسيحي .. فقد سبق من قبل تكوين جمعيات حقوقية قبطية وفشلت لأنها قامت علي شخصيات محدوده .. وأخر مشروع وفشل سريعا هو اقامة الإخوان المسيحيون .. وما أسفت أن حركة ماسبيرو قد فشلت , فقد كنا نأمل فيه أن يصير صد رد للأ عمال ضد المسيحيين بهدوء وبالإقتناع .. لكن ليس معني هذا اننا ننفصل عن الوطن ومؤسساتها والآخرين , بل نكون أول المبادرين في أي عمل يُطلب مننا .. علينا ان نشارك في تنميتها , وأن نشارك في الدفاع عن الوطن جنبا بجنب مع الأخرين لأن الوطن واحد والمصلحة واحدة ..

     هل يا تري : مصــر أصبحت لا تُفعل أي قانون إلا بعد موافقة السعودية والسلفيين .. تبقي مصيبة كبري.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع