العراق
سيول الدم المنهمرة
تعرب المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن عميق إدانتها للجرائم المتتابعة التي تسيل أنهار دماء المواطنين العراقيين الذين باتوا محشورين في ذروة الصراع المذهبي الإقليمي وعمليات الفك والتركيب الدولي لخرائط المنطقة.
وتدين المنظمة قصف طائرات التحالف الدولي ضد "داعش" لمنطقة السجون في الموصل يوم أول من أمس والذي نفذته طائرات أمريكية لاغتيال قياديين في "داعش"، وهو ما أسفر عن مقتل نحو 200 من المحتجزين وإصابة نحو 100 آخرين وغالبيتهم من المدنيين المحتجزين لمخالفات "شرعية" وفقا لقوانين "داعش" مثل التدخين أو الإفطار في رمضان، وذلك في واحدة من أكبر الجرائم دموية في البلاد.
كما تعبر المنظمة عن عميق إدانتها للتفجير ات الإرهابية التي وقعت يوم أمس في الكرادة بالعاصمة بغداد، والتي أسفرت عن مقتل نحو 210 شخصا في واحدة من أسوأ الاعتداءات الإرهابية بحق السكان.
يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الكارثة الإنسانية التي يرزح تحتها النازحون من مدينة الفلوجة وبلداتها، وسط ارتفاع لوتيرة المخاوف من الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها ميليشيات "الحشد الشعبي" التي يهيمن عليها "الحرس الثوري الإيراني"، وتراجع الآمال عن إمكانية عودة النازحين لمدنهم بعد تدميرها عمديا على يد كل من "داعش" و"الحشد" على نحو ما سبق وحذرت منه المنظمة.
وتطالب المنظمة الفاعلين الدوليين بالتوقف عن تأزيم الأوضاع في العراق، كما تطالب بسحب كافة الفاعلين غير العراقيين، مع تقديم الدعم لحكومة إنقاذ وطني جديدة تضم كافة الأطراف العراقية شريطة أن تستبعد المجرمين من مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الفساد.
وتشدد المنظمة على دور محوري لمجلس الأمن الدولي لتبني صيغة "حكومة الإنقاذ الوطني" لوقف التدهور الحاصل في عموم البلاد وانعكاساته على مناطق الجوار المتنوعة.
وتؤكد المنظمة مجددا أن الخروج من نفق الاحتراب المظلم في البلاد يستدعي بشكل مركزي اتخاذ تدابير جادة وفعالة لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب دون تمييز.