الأقباط متحدون - دراما الأستك ومسلسلات طويلة التيلة
أخر تحديث ١٣:٤١ | الثلاثاء ٥ يوليو ٢٠١٦ | ٢٨ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

دراما الأستك ومسلسلات طويلة التيلة

خالد منتصر
خالد منتصر

أحياناً أشك فى أن عدد حلقات الدراما المصرية الثلاثين قد نُص عليه فى الكتب المقدسة وأقسم المنتجون على المصحف والمسدس أن يحافظوا على هذا الرقم السرمدى!!، لماذا رقم الثلاثين؟، لماذا هذا العدد المقدس فى المسلسلات المصرية؟، هناك استثناءات عندما تحتمل الدراما هذا العدد من الحلقات، مثل ليالى الحلمية التى كتبها الرائع الراحل أسامة أنور عكاشة، إنها ملحمة تاريخية تحتمل الأجزاء، لكن معظم ما نشاهده من دراما الآن لا يحتمل أكثر من عشر حلقات فقط وأحياناً تمثيلية ساعة أو فيلم تليفزيونى،

وخير مثال دراما رمضان لهذا العام، لا يوجد مسلسل واحد باستثناء «جراند أوتيل» تحتمل أحداثه هذا المط والتطويل واللت والعجن، وحظ جراند أوتيل أنه مقتبس من عمل أجنبى ضخم عدد حلقاته ومدة حلقاته أكثر وأطول بمراحل من المسلسل المصرى، لذلك نجح ضغط المسلسل فى ضبط إيقاعه وزيادة جاذبيته، نحن فشلة فى الماراثون الرياضى والدرامى أيضاً، لا بد أن نعترف بذلك، لا نستطيع أداء عمل جماعى بنفس انطلاقة البداية ودرجة الحماس والحفاظ على درجة الانسجام طوال فترة العمل الذى للأسف يمتد إلى رمضان نفسه، تجد معظم النجوم فى اللوكيشن طوال شهر رمضان وكأنه شهر يباغتنا ويظهر هلاله فجأة بدون مقدمات، لتجد السربعة والسلق هما شعار المرحلة، المسلسل الممطوط كالأستك والدراما طويلة التيلة مرض مصرى صار مزمناً وقد يتطور إلى سرطان يلتهم صناعة الدراما نفسها، فنحن لن نخترع العجلة،

فقد عرفنا منذ بدايات التليفزيون التمثيلية، وعرفنا السباعية، وعرفنا المسلسل الـ13 حلقة، فالفن عماده وجوهره هو التكثيف والاختزال واختصار اليوم فى دقيقة وزحام الأحداث وركام المشاعر فى مشهد وأحياناً فى لقطة، منذ أن تضخمت سلطة بقرة الإعلانات المقدسة وصنم الدعاية الذى تقدم له الفضائيات وشركات الإنتاج القرابين، صار المسلسل جسداً مليئاً بالقروح والتشوهات، بداية من سيطرة النجم بحجة أن التسويق يتم باسمه وحتى صارت المسلسلات إعلانات تتخللها بعض المشاهد واللقطات الدرامية،

ولكى تبيع المسلسل بالدقيقة وتكسب لا بد من أن يتحرك الممثل ببطء ويقول صباح الخير فى ربع ساعة ويهبط من السرير فى ربع قرن ويفرك فى عينيه ويبربش حتى تنفجر مرارة المشاهد ويمكن بنكرياسه كمان!، ولا بد أيضاً لزيادة كم الملل والنكد والغيظ من إعادة نصف حلقة إمبارح فى حلقة النهارده حتى يثقل المسلسل ويوزن فى كفة الميزان الفضائى!، الدراما سيقتلها نظام الثلاثين، ولو ظلت بهذا الشكل سنقيم لها صواناً لتقبل العزاء فى الأربعين!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع