الأقباط متحدون - ما تِحْوِجونيش لحد!
أخر تحديث ١٢:٣٧ | الثلاثاء ٥ يوليو ٢٠١٦ | ٢٨ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ما تِحْوِجونيش لحد!

 حمدي رزق
حمدي رزق

طلبها الرئيس مجدداً، طلبها لمصر وليس لنفسه، لولا الملامة لقال أكثر مما قيل، قال فى رجاء باسم المحروسة: «مصر بتقول لكم: ما تِحْوِجونيش لحد!!».

مربط الفرس، الرسالة بعلم الوصول، مصر تناديكم أنتم، ما تِحْوِجونيش لحد!، لم تناد عربياً أو أجنبياً كان، مصر لا تنتظر ريالات النفط، ولا دولارات الثمانى الكبار، ولا معونات العم سام، معونات مسمومة، معونة يتبعها أذى، مصر تخاطب بنيها، أين أنتم، الكريم لا يُضام، لن تضام مصر ونفر من أبنائها مليارديرات، وفى حساباتهم المليارات، مليونيرات وفى خزائنهم الملايين، لن يضنّوا عليها أبدا، لحم أكتافهم من خيرها.

ما هم ولادها ولا يستحقون الحياة تحت سمائها ولا مشوا على ترابها إذا ضنّوا، وصاروا يكنزون، يراؤون ويمنعون الماعون، بأيكم المجنون، ماذا تنتظرون، ثورة جياع، والله لو ثار الجياع لأكلوكم ما تبقى منكم نتفة لحم على عظم، لو تضوّر الجياع لافترسوكم وأهلكم أجمعين.

ماذا أنتم فاعلون، أتتركون الجمل بما حمل من آلام وأحزان، برك الجمل، جمل الحمول، صابر وقانع، حذار من غضبة الجمل، غضبة الصامتين، أطعموا الجمل، أشبعوا الجياع، تبرعوا لأنفسكم، لأمنكم، لسلامتكم، طهروا ملياراتكم وملايينكم، واحفظوها من الزوال، إذا وقعت الواقعة ليس لها من دون الله كاشفة.

ما لكم تبخلون، تكنزون، قست قلوبكم على بلدكم فصارت كالحجارة أو أشد قسوة، لو طلبها السيسى من الفقير ما عزها عنه، لو طلبتها مصر لتبرعوا بالمال والولد، لأخرجوا اللقمة من أفواههم، القرش ما يهون إلا على الفقير، يتبرعون بجنيهاتهم كل صباح.. بيصبحوا على مصر.

تجوع الحرة ولا تمد يدها، ومصر حرة، من يقرض مصر قرضاً حسناً، يقرض بلده ووطنه وأهله وناسه، من يفك كرب المكروبين، وعسر المتعثرين، من يحمى شبابها ونساءها وشيوخها من الفاقة، من يوفر الحليب الساخن لأطفالها، ما لكم ماسكين فى الدنيا كده ليه، اللقم تزيح النقم، والنقم جمع نقمة وهى ثورة الجياع، أطعموهم لقيمات يقمن صلبهم، لا تدعوهم فى الطرقات يهيمون.

ملياراتكم التى بين أيديكم هى ملياراتنا، وملايينكم هى ملاييننا، ومصانعكم من كدنا وشقانا، وصروحكم الاقتصادية من عرق الجبين، لا نريد جزاءً ولا شكوراً، نريد ثمن الأرض أم دولار، والطاقة أم قرش، والعمالة أم عشرة جنيهات، لا نطلب حسنة يتبعها أذى، لا نريد مِنة ولا قرضاً، نريد ضريبة الوطن، حق مصر فيما كسبتم فى زمن كان الكسب بالساهل!!.

عجباً بلد المليارديرات يعانى شظفاً، مصر بعافية، دمتم بعافية، من يمد يد العون، من يغبّر الخطى، من يلبى النداء، وإن أتانى الوطن يمشى أتيته هرولة، من يتقدم الصفوف، ويقول أنا لها وما أملك، مالى هو مالها، مالى هو مهرها، كريمة يا مصر.

إلى متى تنتظرون، إلى متى تقفون على الحياد السلبى، إلى متى تتفرجون على الانهيار الاقتصادى، إلى متى تعاقبون شعباً إذا صلى فى محراب الحرية؟ لن يرحمكم الفقراء، لا منجاة اليوم من غضب الفقراء، الفقراء عند ربهم يرزقون، وستمر المحنة التى تنتظرون، لن نأتى إليكم ركعاً سجداً، نطلب صفحاً وغفراناً، لن نغادر بيوتنا الفقيرة إلى قصوركم خدماً وعبيداً، لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً.

وسارعوا إلى مغفرة من شعبكم، طهروا أموالكم، شعبكم ينظركم وينظر إليكم ولن يرحمكم، استحثوا الخطى إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، كفّونا ذل السؤال، السؤال لغير الله مذلة، والخليج والغرب يذلنا ويتأخر علينا، تشفياً، لن يمدوا أيديهم لمن فى عزتها وشموخها تكسر رقابهم، إنهم يثأرون من ماضٍ، ألا إن قدر الله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى، مصر تتحدث عن نفسها بأموال أبنائها، ليس بسؤال اللئيم.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع