بقلم : چاكلين جرجس
30 يونيو 2013 ، ،إنه ليوم رائع مجيد في حياة شعبنا المصري ، عندما احتشد بكل أطيافه السياسية والدينية والمذهبية والفكرية في كل ميادين المحروسة بالملايين ليقول " لا " رافعاً الكارت الأحمر صارخاً " يسقط يسقط حكم المرشد " بوعي فطري بمدى بشاعة حكم أهل الشر ، ومصححاً خطأ تاريخي تم ارتكابه عندما منح البسطاء من شعبنا برعاية نخبة خائنة أصواتهم لجماعة مجرمة عاشت بيننا أكثر من 80 سنة ترتكب باسم التدين الشكلي والمظهري أبشع الجرائم ، وتبث أبشع الأفكار المتطرفة التكفيرية الجاهلة لتتمكن من موارد البلاد وأدمغة أهالينا عبر المساجد والزوايا والجمعيات الدينية والمدارس الإخوانية والمشاريع الاقتصادية الضامنة لتمويل مخططاتهم للوصول إلى كراسي الحكم ...
كانت بداية التجهيز الوطني للاحتشاد المليوني العبقري باتفاق الأحزاب والقوى السياسية والحركات الوطنية يدعمها إعلام جرئ مناهض لحكم الإخوان لتشكيل ما أطلق عليه " جبهة الإنقاذ " ثم ظهور حركة شبابية فاعلة رائعة " تمرد " واستمارتها الوطنية التي وقع عليها ملايين المصريين بالموافقة على الحضور الجماهيري في 30 يونيه رفضاً لحكم الإخوان وإسقاطهم بتظاهرة شعبية رائعة ...
أتذكر ذلك اليوم جيداً حين احتشدنا جميعا مسلم ومسيحي ، شاب وكهل ، رجل وإمرأة ، يساري ويميني ـ فقير وغني ، معاق وسوي ، تغمرنا مشاعر الفرح و يحدونا الأمل فى غدّ أفضل نصطف فيه على رغبة عارمة لاستعادة هويتنا المصرية الجميلة مرة أخرى ..لم نكن فرقاً ولا أحزاب ولا طوائف ؛ فالكل تجمع تحت راية الأسرة المصرية الواحدة ..نسعى لإعلاء الحق ..نطالب بالحرية و الكرامة بلا تمييز أو اضطهاد فئة لأخرى لنصطف فى النهاية في تشكيل وطني واحد ، وننصهر في الميادين في بوتقة الوطن الواحد .
تلك كانت أمانينا وأحلامنا وشعاراتنا في 30 يونيو ، وكان خروجنا بالملايين للموافقة على بنود خارطة المستقبل ، ثم انتخاب الرئيس والبرلمان والدستور بحماس وطني رائع ، وتوافق بين الشعب ومطالبه مع مؤسسات الدولة السيادية والتنفيذية ، وكانت البداية باستعادة دور مصر السياسي والريادي إقليمياً وعربياً و أفريقياً وعالمياً ، ثم الذهاب لتحقيق إنجازات ومشاريع كبرى بتوافق وطني في أزمنة قياسية ...
ولكن للأسف ، ظل الرئيس يصرخ وينشد مؤسساتنا الدينية لتصويب وتطوير الخطاب الديني والإعلامي منذ 30 يونيو عندما قام بدعوتهم للمشاركة في وضع خارطة المستقبل وعلى مدى كل تلك الفترة وحتى تاريخه ، ولا استجابة حقيقية ، ليظل ظل التطرف والفكر الظلامي الدموي جاثما على صدور العباد ، وتتوالى حوادث اغتيال رجال الجيش والشرطة البواسل في مواجهات دامية في مواقعهم الدفاعية عن منشئات الوطن وأرواح البشر ، ثم في عمليات انتقامية بشعة في حجمها وتبعاتها وتطورها النوعي من كارثة طائفية إلى التي تليها يسقط أقباط مصر قتلى وجرحى ، ويضطرون للهجرة القسرية من بيوتهم وقراهم ومدنهم ، وتحرق كنائسهم وتسلب وتحرق بيوتهم ، وصولاً لحادث سحل وتعرية سيدة مسنة مسيحية في الشارع في قرية " الكرم" بالمنيا في حادث هي الأولى من نوعها ، وبالأمس القريب يتم اغتيال كاهن ويتبنى أمر قتله " داعش " .. وفي مواجهة كل تلك الكوارث والمجازر ؛ و لا حس ولا خبر ولا قصاص عادل لدماء عساكرنا وضباطنا وأقباطنا ، فلا إرادة سياسية جادة لتطبيق القوانين وبنود الدستور الأخير الرائع على الورق فقط !!!
فلم يتوانى أو يقصر الرئيس فى حماية شعبه أو بلده فلقد إستعاد دور مصر السياسى والريادى أقليميا و دوليا .
لكن لابد من ملاحقة الجناة الاصليين و معاقبتهم فى كل قضايا الفتن الطائفية،وعدم اعتماد جلسات الصلح العرفية كحل مهين للطرف المعتدى عليه بشروط إذعان ظالمة جائرة ...
وبقدر ما يطالب بإلحاح كل المصريين بضرورة الانتهاء من قانون بناء الكنائس فى أقرب وقت تجنباً لما يحدث من آن الى آخر من هجمات المتطرفين على الكنائس و دور العبادة .، إلا أنعدام وجود إرادة سياسية لتنفيذ القوانين وعقاب الجاني والإدارة التنفيذية الجادة لمتطلبات إقرارها على أرض الواقع ، فلا أمل في أي قوانين ، وستطل سيدة الكرم مرات ومرات من نوافذ الثورات باكية عدم تفعيل القوانين والحكم وفق مناخ دولة دينية رغم مايقال أن مصر قامت بثوراتها ليقدموا المئات من الشهداء والجرحى على مذابح الحرية من أجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة !!!