الأقباط متحدون - هل تراجعت تركيا عن مخططها، فاستبدلت روسيا التنسيق مع أميركا بتنسيق مع تركيا؟
أخر تحديث ٠١:٠٤ | الأحد ٣ يوليو ٢٠١٦ | ٢٦ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٧٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

هل تراجعت تركيا عن مخططها، فاستبدلت روسيا التنسيق مع أميركا بتنسيق مع تركيا؟

بقلم : ميشيل حنا الحاج 
 
كل شيء تبدل فجأة في الموقف التركي. ُ وكل شيء تبدل أيضا وبسرعة مستغربة في الموقف الروسي من تركيا. فبعد موقف روسي حازم متشدد منها، ظهرت مرونة تكاد تبلغ حد الليونة الغريبة والمفاجئة. فما هو السر الكامن وراء هذا التطور السريع والمفاجىء في الموقف الروسي؟
 
ولا يقصد بالتبدل في الموقف التركي، الصفقة التركية مع اسرائيل. فتلك الصفقة كانت تجري المفاوضات حولها منذ زمن بعيد. ولكن اللافت فعلا للنظر، كان ذاك التقارب المفاجىء مع روسيا في اليوم ذاته، او في اليوم التالي مباشرة لتلك الصفقة مع اسرائيل. وكانت الأنباء الأولية تشير بأن تركيا قد قدمت اعتذارا لروسيا الاتحادية عن حادثة اسقاط الطائرة الروسية في نهايات العام الماضي، الا أنه سرعان ما جرى نفي تركي لصدور اعتذار، وبأن تركيا قد اكتفت بالتعبير على لسان أروغان، عن أسف تركيا لما حدث وادى لاسقاط الطائرة الروسية.   
 
ورغم هذا التناقض في الموقف وعدم الوضوح فيما جرى فعلا، فقد سارع الرئيس بوتين، وبسرعة فائقة بل فورية ومذهلة،  الى اعلانه رفع الحصار الاقتصادي المفروض على تركيا، رغم المحاولات الروسية للتخفيف من حدة الغموض في موقفها، بمسارعتها القول بأن مكالمة هاتفية قد جرت بين بوتين وأردوغان، وأن المفاوضات لاستكمال التطبيع بين البلدين تحتاج لمزيد من الوقت وقد تستغرق شهرا، وأن لقاء مباشرا بين بوتين وأردوغان،  سوف يعقد في شهر أيلول (سبتمبر) القادم، وذلك أثناء قمة العشرين التي ستعقد هذه المرة في روسيا.
 
وقد يبدو لوهلة أن الهجوم الكبير الذي تعرض له مطار أتاتورك في اسطنبول وأسفر عن مقتل أربعين شخصا وجرح أكثر من 120،  كان وراء هذه السرعة المذهلة في ذاك التطور في الموقف التركي، وما أفرزه من تطور مقابل في الموقف الروسي. ولكن على أرض الواقع،  كان اعلان حصول التفاهم بين الدولتين والسعي لاعادة تطبيع العلاقات بينهما، قد بدأ قبل يوم واحد على الأقل من وقوع ذاك الهجوم الدامي الذي نفذته الدولة الاسلامية على مطار أتاتورك، وتبين لاحقا بعد عدة أيام، أن منفذيه الثلاثة كانوا من روسيا (يرجح من منطقة الشيشان) ، ومن أزبكستان وقرقيزستان المحيطتان بروسيا الاتحادية. فهذه كلها أمور لم تتضح الا لاحقا ليكون لها تأثير ما في الموقف الروسي السريع، والذي بدا لبعض المراقبين كعملية سلق البيض التي لا تستغرق وقتا طويلا.  
 
وفسر رئيس الوزراء التركي الجديد بن علي يلدرم ، ما يجري في تركيا، بأنه مسعى لكسب الأصدقاء عوضا عن الأعداء. وكانت تركيا قد  دخلت فعلا في حالة من العداء أو التوتر في العلاقات مع العديد من الدول، ولم تكن روسيا أولها. أذ كانت هناك حالة من العداء والتوتر الدائم والمتكرر بين تركيا والولايات المتحدة، وكذلك بين تركيا والاتحاد الأروبي، ومن قبلهم عداء واضح بين تركيا  ومصر ، مع حالة من العداء الواضح والمتميز في دمويته مع الجارة سوريا.  
 
فما هو اذن السر الغامض وراء هذا التطور المفاجىء بل والسريع جدا أيضا في الموقف الروسي؟  هل يكمن وراءه فتور في عملية التنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا، حول وجوب حل المسألة السورية حلا سياسيا؟ 
 
 ويعزز وجود استياء في الموقف الروسي، ما تشاهده روسيا من انجازات بات التحالف الأميركي يحققها يوما بعد آخر، ومنها تحرير الفلوجة، والتقدم نحو الموصل، بينما يتقدم جيش سوريا الدمقراطي في الشمال السوري ويحقق انجازا بعد الآخر وأبرزه محاصرة مدينة منبج الاستراتيجية... هذا في وقت بات فيه التحالف الروسي السوري الايراني، يواجه جمودا في موقفه العسكري، حيث تعاني القوات المتحالفة معه قوة نارية كبيرة في حلب، بل ورافقها انتزاع المعارضة المسلحة بقيادة جبهة النصرة وجيش الفتح،  بعض القرى والتلال الاستراتيجية  المحيطة بالعاصمة الاقتصادية السورية  (أو هكذا كانت) أي حلب، وسبقها تراجع القوات السورية عن المواقع التي سيطرت عليها داخل الحدود الادارية لمحافظة الرقة. 
 
وتجد الطائرات الروسية نفسها في وضع يكاد يشكل حالة من الشلل النسبي، لعجزها عن تسديد ضربات كافية لخصومها وخصوم حلفائها، نتيجة اتهامها باستمرار بقصف مجموعات تنتمي للمعارضة المعتدلة، وهي المجموعات المنضوية تحت جناح جيش الفتح، وبالتالي تحت جناح جبهة النصرة المصنفة دوليا بتنظيم ارهابي. ومن بين هذه المجموعات، كتائب أحرار الشام والفيلق الشامي، وكتائب من الجيش السوري الحر، اضافة الى كتائب الأقصى وغيرها من التنظيمات الاسلامية المنضوية تحت جناح الاخوان المسلمين.  
 
وكثيرا ما طالبت روسيا تلك الفصائل بالابتعاد بتشكيلاتها عن المواقع التي يتواجد فيها مقاتلو جبهة النصرة، لكن دون جدوى. بل وطالبت الولايات المتحدة بأن تمارس ضغوطا على هؤلاء باعتبارهم من حلفائها المنتمين للمعارضة المفروض فيها ان تكون معتدلة. لكن الولايات المتحدة لم تفعل الكثير في هذا الصدد، في وقت كانت فيه تركيا تنشط كثيرا في تقديم الدعم لجيش الفتح، سواء بتزويده بمزيد من الأسلحة، وبتسهيل مرور مزيد من المقاتلين لتعزيز موقفه. بل وبلغ الأمر في بعض الحالات، حد مشاركة المدفعية التركية بالقصف عن بعد، لتعزيز موقف الكتائب المقاتلة في صفوف جيش الفتح.
 
ففي الوقت الذي اكتشفت فيه تركيا، بل أردوغان بالذات لكونه صاحب القرار، أنها قد اكتسبت ما يكفي من الأعداء وبات عليها أن تستعيد صداقة بعضهم، لاحظت روسيا أيضا أن مفاتيح الحل الفعلية للمسألة السورية، في يد تركيا وليست في يد الولايات المتحدة كما يخيل للبعض  للوهلة الأولى. فتركيا هي المهيمن على الحدود مع سوريا، والتي عبرها يتدفق السلاح والمال والمقاتلون، سواء للمعارضة المسلحة او للدولة الاسلامية.
 
ولقد أدرك الرئيس أردوغان منذ زمن بعيد، أهمية موقعه الجغرافي، وقرر استغلاله استغلالا جيدا كخطوة نحو تحقيق طموحه بطرح تركيا كالدولة القائدة للعالمين العربي والاسلامي، خصوصا انه كان ينضوي تحت جناح اسلامي اخواني الاتجاه. فالصراع المحتدم على قيادة منطقة الشرق الأوسط بين السعودية وايران (بغياب مصر في الوقت الحالي عن الصراع نظرا لانشغالها بقضايا داخلية)، بات يمكن استغلاله لمصلحة تركيا، وذلك بتغذيته واشعال النيران فيه كلما كادت أن تهدأ. ومن هنا أشعل فتيل مخاطر الهلال الشيعي الذي أوهم الجميع بأنه بات خطرا حالا وملحا، وأن ايران سرعان ما ستنشر كامل هيمنتها على منطقة تمتد من حدودها مرورا بالعراق وسوريا، وصولا الى لبنان وشواطىء البحر الأبيض المتوسط. وكان التوجه التركي من وراء اذكاء الصراع بين دول الخليج، وبالذات المملكة السعودية.. أكبر وأقوى تلك الدول من ناحية، وايران من ناحية أخرى، هو اضعاف كافة الاطراف،  لتصبح تركيا بعد ذلك، هي الدولة الأقوى في المنطقة، وبالتالي الأجدر بقيادتها.
 
ولكن اذكاء الخلافات السياسية والطائفية وحدها، لم تكن كافية، سواء لاذكاء الصراع، أو لاضعاف الدول المنخرطة فيه.  فالصراع السياسي كان لا بد أن يتحول لصراع عسكري، تتقاتل في ساحته كل تلك الأطراف في حرب استنزافية طويلة المدى، على أن تبقى فيه تركيا خارج الصراع العسكري الظاهر ولونسبيا، مع الاحتفاظ بقدرتها على تحريك الصراع وتغذيته كلما كاد يهدأ او تخفت نيرانه. وكانت الحدود التركية المفتوحة، هي السلاح الأمثل لاستخدامه لتغذية هذا الصراع، فبدون هذه الحدود المفتوحة لمرور السلاح والمال والمقاتلين، كانت حرارة هذه الحرب مرشحة لأن تخبو سريعا.
 
والواقع، وكما توحي عشرات الدلائل الملموسة عبر السنوات الخمس الماضية، أثبت سلاح فتح الحدود التركية، بأنه فعلا كان الوسيلة الحقيقية الفاعلة، لابقاء الصراع المسلح قائما لسنوات طويلة. فدول الخليج وفي مقدمتها السعودية وقطر، كانت مستعدة لتمويل الحرب بدفع رواتب المقاتلين وشراء الأسلحة لهم بالكميات التي يريدونها، مع سيطرة أميركية ملموسة تحد من نوعية الأسلحة المشتراة لكن دون حد من كمياتها. غير أن هذه الأسلحة، وهذه الأموال، وهؤلاء المقاتلين وخصوصا المرتزقة منهم، ما كانوا قادرين  على الوصول الى ساحات  القتال في سوريا لو كانت الحدود التركية مغلقة في وجوههم.
 
وهذا يعني أن الحدود التركية قد استخدمت كسلاح حقيقي، لا يقل أهمية عن سلاح الرشاشات والمدافع والقذائف. وبسبب ابقاء هذه الحدود مفتوحة لمرور هؤلاء بحرية، استمرت الحرب لخمس سنوات، ودخلت الآن عامها السادس، وبلغ عدد ضحاياها أكثر من ثلاثمائة ألف قتيل سقطوا على الأرض السورية (وتقول صفوف المعارضة أن عددهم قد بلغ نصف مليون ضحية من الجانبين ومن المدنيين).  كما سقط 8500 ضحية من اللاجئين الذين طلبوا اللجوء هربا من الحرب... فقضوا غرقا في البحر خلال مساعيهم للوصول الى دول أوروبية ...  طلبا للأمان. وبذا يكون عد ضحايا الحرب الدائرة في سوريا، دون استخدام سلاح نووي أفرزته مواد كاليورانيوم والبلوتونيوم وغيرها من المواد الذرية المتفجرة القاتلة،  قد بلغ ثلاثة أضعاف من قضوا نحبهم في هيروشيما وناكازاكي نتيجة القنبلتين الأميركيتين النوويتين اللتين القيتا على هاتين المدينتين عام 1945 ، حيث بلغ عدد ضحاياهما 129 ألفا فقط نتيجة قنبلتين نوويتين حقيقيتين.
 
وهكذا تتجلى مدى المسؤولية التركية عن تلك الحرب التي  كان بوسعها أن تظل قائمة الى ما لا نهاية... أو بنهاية واضحة، هي اضعاف كل دول المنطقة بما فيها سوريا والعراق والسعودية وايران، لتبقى تركيا هي القوة الوحيدة القائمة والقادرة والمهيمنة بعد وقت قريب. 
 
 لكن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن. فالسفينة التركية قد بدأت مؤخرا تواجه رياحا عاتية تؤذيها وتهددها. اذ أنه نتيجة لتلك الحرب، وجدت تركيا نفسها تعاني من عدة سلبيات:
1) حالة عداء مع سوريا، وعلاقة متوترة مع مصر،وكذلك مع أميركا، وروسيا،  والاتحاد الأوروبي.
2) أنشغال تركيا بهذه المعضلات السياسية السابقة، فتح المجال أمام عودة التمرد الكردي الى الانبعاث مجددا، متسببا بالعديد من الخسائر البشرية، اضافة الى حالة من عدم الاستقرار الداخلي.
3) تواجد المقاتلين المعارضين على الأرض السورية،  وما رافقه من ورود الآلاف من المرتزقة والمقاتلين من دول لا تمت الى شعوب المنطقة، ادى الى ارتكاب عشرات الأعمال غير الانسانية وغير الحضارية. والأهم من ذلك، تحول تواجدهم الى ماكينة لتفريغ الارهابيين الذين ارتكبوا مزيدا من الأعمال الوحشية المنافية لحقوق الانسان، مما أحرج الدولة التركية.
4) انحرف الكثير من المقاتلين والتنظيمات عما كان يتوقع منهم.  وتدريجيا ظهرت داعش - الدولة الاسلامية التي سرعان ما بسطت نفوذها، ووسعت رقعة الأراضي التي تسيطر عليها،  لتشكل ثلث الأراضي السورية تقريبا. بل ووسعت نفوذها لتبسط سيطرتها على أجزاء كبيرة من الأراضي العراقية أيضا ، مما أدى الى اتساع رقعة الحرب التي سرعان ما امتدت أيضا الى اليمن.  ووجدت تركيا في البداية، في ظهور الدولة الاسلامية، عاملا مساعدا للمشروع الأردوغاني لاضعاف ومشاغلة كافة الأطراف تمهيدا للهيمنة التركية لاحقا على مقادير الأمور في المنطقة. وتحقيقا لذلك، دعمتها بالمال والسلاح وتسهيل مرور عناصرها عبر حدودها. كما اشترت منها النفط السوري والعراقي بأثمان بخسة. لكن السحر سرعان ما انقلب على الساحر، اذ أن الدولة الاسلامية،  كانت لديها تطلعاتها الخاصة التي تقتضي قيامها هي ببسط نفوذها واملاء قيادتها على كل دول المنطقة، مما حول تركيا من رفيق الى منافس. فبدأت بتنفيذ أعمال عدائية وتفجيرات داخل الأراضي التركية، وكان آخرها التفجير في المطار الدولي في اسطنبول.
5) ظهور جيش سوريا الدمقراطي المكون في غالبيته من الأكراد، شكل تهديدا آخر لتركيا، وخصوصا وقد بات هناك احتمال ازاء انتشاره السريع في الشمال السوري بمحاذاة الحدود التركية، بمؤازرة ومباركة أميركية...شكل احتمالا بأن يتحول الى خطر آخر على تركيا ذاتها، خصوصا بعد ظهور التوجه الكردي لاعلان اقليم كردي في شمال سوريا، سيشكل عاجلا أو آجلا نقطة انطلاق آمنة لأكراد تركيا في حربها ضد القوات التركية.
 
فاذا كانت التطورات المتسارعة بدأت تستدرج تركيا لاعادة النظر في مواقفها المتزمتة، ادراكا منها بأن حلمها بالهيمنة المطلقة على المنطقة، كما أرادته، قد لا يتحقق ، خصوصا بعد التدخل الروسي، وبعد ما بات يلوح معه في الأفق، بأن الدمار سيلحق أيضا بالدولة التركية ذاتها سواء عن طريق الأعمال الحربية لأكراد تركية، أو نتيجة الأعمال الارهابية الصادرة عن الدولة الاسلامية...  وجد أردوغان من الضروري أن يغلق واحدة من الجبهات العديدة التي اشعلها وآثار عداءها له، وأهمها العداء لروسيا.  فبادر بناء على ذلك، للاعراب عن أسفه لروسيا التي فاجأته بتقبل ذاك الأسف المتواضع، بل ايضا بسرعة خطواتها لتطبيع العلاقات مع تركيا، ادراكا منها، بأن تركيا قد تكون حليفا أقوى وأقدر من الولايات المتحدة، على ايجاد  وتنفيذ الحل السلمي للمسألة السورية التي تتوق روسيا الاتحادية الى التوصل اليه، بعد أن ضاق صدرها بالتباطوء الأميركي في فرض حلولها على المعارضة المسلحة، بدءا.. خصوصا ، بفرض فك ارتباط العديد من التنظيمات المندمجة في أو مع جبهة النصرة التي تقود جيش الفتح، والذي نتيجته بات حلفاؤها السوريون والايرانيون، يعانون منه الأمرين.
 
فتركيا قادرة على اغلاق حدودها ولو لفترة  زمنية ما، وبفعالية أكبر من قدرات جيش سوريا الدمقراطي على اغلاقها، حتى ولو تمكن من السيطرة على مدينة منبج القريبة من مدينة أعزاز الحدودية.  وهي .. أي تركيا، قادرة، والأرجح راغبة الآن في فعل ذلك، مقابل وعد روسي بعدم تقديم الدعم السياسي لجيش سوريا الدمقراطي المتوجه نحو اعلان منطقة حكم ذاتي في الشمال السوري. 
 
فاحباط المشروع الكردي الأميركي لاعلان منطقة الحكم الكردي الذاتي، بات أهم كثيرا لتركيا من السعي لاسقاط النظام السوري القائم الذي لم تعد لاسقاطه  تلك الأولية لدى الأتراك، خصوصا اذا كان السكوت عنه، سيضمن لتركيا افشال مشروع منطقة الحكم الذاتي الكردي الذي بات لاسقاطه، الأوليوية المطلقة لدى تركيا، حتى ولو أدى التخلي عن مشروع اسقاط النظام في سوريا، الى خلافات مع حلفاء تركيا من دول الخليج التي خاضت الحرب في سوريا ابتداء، سعيا لاسقاط نظام الحكم الممانع والموصوف بالعلوي، والمتحالف مع ايران ،كما  طالما قيل وردد.
 
وهنا تتجلى نقطة الالتقاء في المصالح الروسية التركية. وقد تكون نقطة التقاء أكثر نفعا وايجابية من نقطة الالتقاء الروسي مع الولايات المتحدة العاجزة عن فرض ارادتها، سواء على بعض دول الخليج المعارضة والمتشبثة بضرورة اسقاط نظام الرئيس الأسد قبل التوصل لحل ما، او بفرض رغبتها في وجوب فك بعض التنظيمات الموصوفة بالمعتدلة، ارتباطها بحلفائها في جيش الفتح  وجبهة النصرة.
 
فالحل اذن كما باتت روسيا تدركه وتقدره، لن يكون بوساطة أميركية، أو في مؤتمرات جنيف القادمة، سواء جنيف الثالثة، أوالرابعة أو حتى الخامسة، بل هو  بيد الرئيس أردوغان القادر فعلا على فرض الحل المبتغى، بمجرد اغلاق حدوده في وجه الجميع، سواء كانوا ينتمون للمعارضة المعتدلة، أو لجيش الفتح ولجبهة النصرة، وبكل تأكيد في وجه الدولة الاسلامية التي كشفت أخيرا عن وجهها الحقيقي كعدوة لتركيا، قدر عدائها لسوريا وللعراق ولدول اوروبا، بل وللعالم كله.
ميشيل حنا الحاج
مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب - برلين.
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي - واشنطن.
كاتب في صفحات الحوار المتمدن - ص. مواضيع وأبحاث سياسية.
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين - الصفحة الرسمية.
عضو في مجموعة صوت اللاجئين الفلسطينيين، ومجموعات أخرى.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع