بقلم : سامح جميل
انتخابات فى مصر لاختيار أعضاء الاتحاد القومى
تمت انتخابات فى مصر لاختيار أعضاء الاتحاد القومى الذى أصبح الحزب الوحيد المسموح به مصر بدلاً من ( حزب الأحرار )
و حددت مهمته بتحقيق أهداف الثورة و إقامة ديمقراطية اشتراكية تعاونية .
في 16 يناير 1956م أعلن جمال عبدالناصر نهاية المرحلة الانتقالية و طرح الدستور الجديد للاستفتاء، وفى ظل الدستور الجديد ظلت الأحزاب السياسية غير مصرح بها، كذلك نص الدستور الجديد على إنشاء تنظيم جديد هو الاتحاد القومي، ليكون البوتقة السياسية التى ينخرط فيها الشعب بكل طبقاته، ولم يكن الاتحاد القومي عند عبدالناصر و قادة الثورة مجرد هيئة سياسية لملء الفراغ الذى اوجده حل الأحزاب السياسية، إنما كان الاتحاد القومي كما قال عبدالناصر تعبيراً عن مصر كلها و يمثل الشعب كله .
وقد تشكلت اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد القومي بالقرار (1) لسنة 1957م وطبقاً للوثيقة الصادرة من اللجنة المذكورة، فقد تبلورت فكرة الاتحاد القومي فى إيجاد وحدة فى الفكر و العمل و الإدارة، ونصت على أنها وحدة الشعب العربي فى الوطن العربي المتحرر من كل أثر من آثار المستعمر، كما اوضحت الوثيقة أن المجتمع الجديد هو المجتمع الاشتراكي الديمقراطي التعاوني، وأن الهدف النهائي هو تحقيق الديـمـقراطية السليمة حتى يشعر الشعب أنه يحكم نفسه بنفسه .
وعن أهداف الاتحاد القومي يقول السادات:
الاتحاد القومي يهدف من بين ما يهدف إلى أن تبقى الشعلة مضيئة وموقده أيام المحن، وأن الاتحاد القومي وجـد بيننا فعلاً أيام العدوان الثلاثي الغاشم عام 1956م، وزاولناه أيام تأميم القناة و أيام الوحدة، فالاتحاد القومي وجـد لينطق باسم شعبنا العربي كله، وبالذات باسم مطالبه الأساسية التى تلتقى عندها كل فئاته و طوائفه و أفراده، ذلك هو الاتحاد القومي كما نريـده أن يظل موجوداً لا فى اوقات المحن والانتصارات فقط ولكن على الدوام ، فكيف يتم هذا، أنه لا يتم إلا بطريقة واحدة و هي أن يكون الاتحاد القومي اتحاداً قومياً حقيقياً، إن الاتحاد القومي هو الآناء الشفاف الذى يحوى كل الحائزين على ثقة شعبنا .
و الاتحاد القومي باختصار هو تنظيمنا جميعاً كأمه وكيان كل منا كفرد، أنه التنظيم الذى يستطيع أن يجمعنا فلاحين وعمال و طلبه و أساتذة جامعات و تجار و موظفين لنجد فيه شخصيتنا الواحدة ولنجد فيه الوحدة الحقيقية، إن قيام الاتحاد القومي ليس ضرورة حتمية فقط من ضرورات الثورة بل هو مسألة تخص حياتنا فى الحاضر و المستقبل .
وعن الاتحاد القومي كذلك يقول السادات فى إحدى خطبه فى بلدة التلين مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية أيام عمله سكرتيراً للاتحاد القومي فى 4 يونيو 1959م: إن الاشتراكية مأخوذة أصلاً من تقاليد ريفناو أنه كان لابد أن نجد النظام الذى يكفل للشعب أن يحكم نفسه بنفسه، و لذلك كان لزاماً أن نبتدئ بالقرية الصغيرة التى هي أصل البلاد، لأن الحياة فيها تقوم على التعاون و المجاملة فى السراء و الضراء وهو ما يسمونه فى الخارج بالاشتراكية، ونحن نريد أن يعم هذا النظام وهذه الروح التى هي أساس الحكم الديمقراطي السليم الذى يقوم على أن نعتبر أنفسنا عائلة واحدة يؤمن بعضنا بالبعض الاخر .
وهناك رأى اخر غير رأى السادات يرى، أن احترام حقوق الإنسان هو بعد هام من أبعاد عملية التحرر الوطني و لم يعد من المقبول الآن الدعوة إلى التضحية بحقوق الإنسان من أجل ضمان الوحدة الوطنية او التقدم الاجتماعي او التنمية الاقتصادية السريعة، فالتجربة أثبتت أن النظم التى رفعت مثل هذه الدعوة قد أخفقت فى كسب ولاء مواطنيها، ولم تنجح فى الوصول إلى تلك الغايات التى أدعت أنها تبرر إنكارها لحقوق الإنسان، وأن تعبير حقوق الإنسان لا يقتصر فقط على حق التعبير و التنظيم السياسي و لكنه يمتد أيضا إلى المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية .
وفى سياق متصل يقول السادات فى كتابه ( معنى الاتحاد القومي ) – أن هناك ثورات كثيرة فى أعوام 1936م ،1946م، 1951م ، فشلت، ولكننا نقول أنها فشلت مجازاً، فالثورة إذا قامت لابد أن تنجح، إن فشلها فى حد ذاته نجاحاً لأن الدروس التى يستخلصها الشعب منها هي نفسها العوامل التى تكتب النجاح لما يتلوها من ثورات، وعناصر الفشل فى أية ثورة ماضية هي نفسها عوامل النجاح فى أية ثورة قادمة، و تلك الثورات التى فشلت تركت فى ضمير الشعب المصري حقيقة كان قد بدأ يحسها و يدركها من تلك الضربات السابقة، لأن المنهج العلمي يـحتم على الإنسان إذا بدأ مشروعاً ما أن يدرس المشروعات المماثلة التى سبقته حتى لا يكرر نفس الأخطاء التى تم الوقوع فيها من قبل..
وفيما يختص بالاتحاد القومي فقد نص الدستور 1956م فى المادة 192 على ما يأتي :
يكون المواطنون اتحاداً قومياً، للعمل على تحقيق الأهداف التى قامت من أجلها الثورة، ولحث الجهود لبناء الأمه بناءً سليماً من النواحي السياسة و الاجتماعية و الاقتصادية، ويتولى الاتحاد القومي الترشيح لعضوية مجلس الأمه، وعن طريقة تكوين هذا الاتحاد فيتم ذلك بقرارٍ من رئيس الجمهورية .
وعن الاتحاد القومي يقول السادات :
أنه ليس حزبا وليس جبهة، وليس معنى إنشائياً مجرداً، أنه طريقنا للدفاع عن النفس و لا طريق سواه، أنه ليس وسيلة اختيارية بل هو ضرورة حتمية تمليها ظروفنا الجديدة و مسئولياتنا الجديدة، فإذا كان وجودنا بعد الثورة ضرورياً، فوجودنا..