الأقباط متحدون - ثورة اللسان على الانسان
أخر تحديث ١٣:٣٣ | السبت ٢ يوليو ٢٠١٦ | ٢٥ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٧٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ثورة اللسان على الانسان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

( خواطرتربوية  طريفة )
للأديب والشاعر فايز البهجورى
بعد مشاجرة حادة  قامت   بين  " اللسان"  و" الانسان " ،  بعد تناول  " الانسان " طبقا ساخنا  من الشوربة.

 قال اللسان للانسان: : أنت تقسو علىّ  وتؤلمنى كثيرا بما تتناوله من طعام  أو مشروبات ساخنة.

   أ و" أطعمة حرّاقة "  تحشوها بالفلفل والشطة  .  تتمتع أنت بها  ، وأتألم أنا. منها.

    متى ترحمنى من تناول السوائل الساخنة التى تلسعنى ؟ ومن الأغذية الحارقة  التى  تحرقنى ؟

ومتى ترحمنى من الكلمات الهابطة التى تنطقنى بها ؟

 قال الانسان  للسان : وأنا من يرحمنى من " التفكير الغبى ، "  الذى يمليه البشر على مخى  ، فاحيله الى كلمات وقحة وهابطة  و مستفذة ؟

 من يرحمنى من التربية المنحطة ؟ ومن العادات والتقاليد البالية ، والعقائد الفاسدة ؟

الى يفرضها علىّ البشر طول الوقت ؟

وهنا سكت اللسان ولم ينطق بكلمات أخرى .

وحوار آخر بين اللسان والأنف
وفى يوم من الأيام دار حوار آخر بين اللسان والأنف .

 قال اللسان للأنف : أنت  " جار سيئ " .  لا تراعى حقوق غيرك.ولا حقوق الجوار معه

 تصرّ ،  فى ليالى الشتاء الباردة  ، على أن تمطرنى مطرا  رائحته كريهة   وطعمه كريه .

 وتعطلنى عن القيام بدورى فى خدمة الانسان الذى يرعانى .

تعطلنى عن تحريك الطعام فى فمه ليسهل عليه بلعه .

 ليعطيه الطاقة التى تساعده على أن يعيش .

وتعطلنى عن النطق بالكلمات  التى يعبّر بها عن أفكاره.

   ويتواصل بها مع الآخرين . من بنى جنسه .

     علّق الأنف على كلام اللسان بقوله : 

 أنا معك فى بعض ما تقوله . ولكن ما يحدث منّى يحدث على غير ارادتى .

 البرد هو السبب .

 بدليل أن ذلك لا يحدث الا فى أيام  الشتاء . ولا يحدث فى الأيام الدافئة .

   وأضاف الأنف :

ولكن ألا تقوم أنت بالحاق الضرر بالانسان ، بأكثر مما أفعل أنا ؟

ألا يحدث منك أنك تقوم بالنطق بكلمات  تسبب أضرارا كبيرة للانسان  قد تصل الى فقده حياته ؟

    وكم من الألسنة الشريرة ثرثرت فى آذان جاهلة حوّلت أصحابها الى مجرمين وارهابيين وسافكى دماء . وسقط قتلى وجرحى أبرياء.. وقامت حرائق  وتفجيرات  مرافق وممتلكات فى كل مكان

 واحتارت قيادات الشعوب فى الخلاص منهم  ولم تعرف كيف تحاربهم  ؟

 وهنا تدخل العقل وقال :الارهاب ليس مسئولية الارهابى وحده . .فالارهابى نفسه ضحية .

فهو ضحية من خدعوه  وزرعوا فى عقله بذور الارهاب .

 وحشوا عقله بافكار مزيفة ووعود باطلة .

و"جنة " طريقها مفروش بالدماء وأشلاء البشر.

 وحوّلوه الى ارهابى .

    وعلاج ظاهرة الارهاب لا يبدأ بملاحقة الارهابى ومحاكمتة أو قتله

  ولكنه يبدأ بملاحقة ومحاكمة الذين خدعوه وحوّلوه الى ارهابى .

حتى ولو تستروا بعباءة دينية.  

والى هنا توقف الحوار بين  اللسان وألأنف والعقل .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع