«لا تذهب إلى أى مكان هذا المساء»، فعند التاسعة، مساء السبت، تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة صوب استاد «دى نوفو» بمدينة بوردو الفرنسية من أجل متابعة المباراة المرتقبة بين العملاقين المنتخب الإيطالى ونظيره المنتخب الألمانى فى مواجهة من العيار الثقيل بمثابة نهائى جديد للبطولة بعد النهائى السابق فى دور الستة عشر، والذى كان طرفه «الأزورى» أيضاً لكنه أطاح فيه بحامل اللقب المنتخب الإسبانى.
ويسعى المنتخب الإيطالى للفوز بلقب البطولة القارية للمرة الثانية فى تاريخه بعدما توج بها عام 1964، بينما يحلم المارد الألمانى بالفوز باللقب الرابع بعدما اقتنص الكأس من قبل 3 مرات آخرها قبل 20 عاماً.
ووقتها سجل مدير المنتخب الحالى أوليفر بيرهوف هدفاً تاريخياً (الهدف الذهبى) بعد نزوله كبديل ليؤمن لبلاده اللقب. وكان المنتخبان قد تصدراً مجموعتيهما فى الدور الأول حيث سيطر المنتخب الألمانى على المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط بفارق الأهداف عن سويسرا، بينما تصدرت إيطاليا المجموعة الخامسة بست نقاط.
وفى دور الستة عشر كان المنتخب الألمانى على موعد مع مواجهة سهلة أمام نظيره السلوفاكى الذى اكتسحه بثلاثية نظيفة، بينما عبر المنتخب الإيطالى «الماتادور» بثنائية ليجرده من لقبه ويثأر منه بعدما تغلب عليه فى نهائى «يورو 2012» برباعية نظيفة.
وقال موقع الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» تعليقاً على المباراة: «مواجهة صعبة وقوية جداً بين منتخبين مرشحين للقب، وأثبتا خلال مباريات البطولة الحالية قدرتهما على تحقيق ذلك».
وأضاف «يويفا»: «الفريقان على موعد مع المواجهة الثالثة لهما فى تاريخ نهائيات أمم أوروبا، فمن يستطيع أن يحسم الصراع، ويحقق الفوز الأول بعد أن انتهت المباراتين السابقتين بالتعادل..؟».
واستعدت اللجنة المنظمة للبطولة للمباراة بشكل جيد خلال الأيام الماضية من تجهيز الاستاد الخاص وعمل صيانة للأرضية، كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية خوفاً من حدوث أى أعمال شغب أو خروج عن النص.
واختتم المنتخب الإيطالى استعداداته للمباراة بتدريب رئيسى ركز خلاله أنطونيو كونتى المدير الفنى للفريق على شرح خطة المباراة ونقاط القوة والضعف فى صفوف المنافس من خلال مشاهدة مبارياته الأربع التى خاضها فى البطولة حتى الآن.
وشدد كونتى على لاعبيه أن المباراة صعبة جداً، ولا يمكن الاعتماد خلالها على التفوق التاريخى لإيطاليا على ألمانيا فى المواجهات الرسمية مشدداً على أنه كمدير فنى يؤمن بالحاضر فقط ولا يراهن أبداً على التاريخ، وأضاف: «الحاضر يقول إن المنتخب الألمانى قوى جداً، ومن الصعب التغلب عليه سنلعب بطريقتنا المعتادة ولن نسمح لهم بالاقتراب من منطقة جزاءنا وسنحاول كذلك خطف هدف يصل بنا للمربع الذهبى».
ويواجه «الأزورى» أزمة فى وسط الملعب خلال المباراة حيث يغيب عنه أنطونيو كاندريفا لإصابة فى العضلة الضامة وتياجو موتا للإيقاف، بينما يعانى دى روسى من إصابة فى عضلات الفخذ ويبدو لحاقه بالمباراة صعباً.
وقال كونتى: «ستكون ملحمة الليلة مواجهة أبطال العالم أشبه بتسلق قمة إيفرست، الفريقان لديهما نقاط قوة كثيرة، والفريق الأكثر هدوءا وثباتاً والتزاماً داخل الملعب سيحالفه التوفيق».
وينتظر أن يلعب المنتخب الإيطالى الليلة بتشكيلة تضم: بوفون واندريا بارزالى وليوناردو بونوتشى وجورجو كييلينى واليساندرو فلورنسى وماركو بارولو وايمانويلى جاكيرينى وستيفانو ستورارو وماتيا دى تشيلو / إيدر وجراتسيانو بيللى.
على الجانب الآخر، يدخل المنتخب الألمانى المباراة متحفزاً وبحماس كبير لتحقيق الفوز، من أجل إنهاء العقدة التاريخية التى طاردته فى كل البطولات الرسمية السابقة أمام المنتخب الإيطالى.
ولم ينجح الألمان فى الفوز على «الأزورى» فى أى مواجهة رسمية سابقة بين المنتخبين.
واختتم الفريق تحت قيادة مدربه المحنك يواكيم لوف، أمس، استعداداته للمباراة بتدريب رئيسى ركز خلاله لوف على شرح نقاط القوة فى صفوف الفريق الإيطالى بعدما شاهد تحديداً مباراتيه أمام كل من بلجيكا وإسبانيا اللتين انتهيتا بفوزه بهدفين نظيفين فى كل منها.
وسيطرت على لوف حالة من الارتياح بعد تعافى المدافعين يوناس هيكتور وجيروم بواتينج حيث شاركا فى التدريبات الجماعية وظهرا بصورة طيبة.
وكان هيكتور قد اشتكى من نزلة برد شديدة، بينما يعانى بواتينج منذ بداية الدور الأول من إصابة فى ربلة الساق.
وطالب لوف لاعبيه بالدفاع عن سمعتهم كأبطال للعالم والثأر من المنتخب الإيطالى الذى كلفهم الخروج من الكثير من البطولات.
وقال لوف فى تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية: «لمست حماساً كبيراً لدى اللاعبين عقب المران، عازمون على الفوز وهناك حالة من التركيز الشديد تسيطر عليهم».
وأشارت «بيلد» إلى أن لوف سيعتمد على نفس طريقته بالدفع بجوميز رأس حربة وحيد وخلفه الثلاثى توماس مولر وتونى كروس ودراكسلر للضغط على دفاع إيطاليا القوى.
وينتظر أن يخوض لوف المباراة بتشكيلة تضم: مانويل نوير، وجوناس هيكتور وماتس هومليز وجيروم بواتينج وبينيديكت هويديس وسامى خضيرة ومسعود أوزيل وتونى كروس وتوماس مولر وماريو جوتزه وماريو جوميز.