السبت ٢ يوليو ٢٠١٦ -
٣٠:
١٠ ص +02:00 EET
بقلم - د. مينا ملاك عازر
فلندخل للموضوع سريعاً، حقاً صديقي القارئ، لا تكتئب مما قدمته لحضرتك في المقالين السابقين، فالصورة حقاً ليست قاتمة هكذا.
على الصعيد الاقتصادي رغم الفشل في نواحي كثيرة لكننا نستطيع أن ندرك أن ما قمنا به في قناة السويس وتحويلها لمحور تجاري واقتصادي وصناعي هو امر يستحق الاهتمام والإشادة والفخر ولننتظر شهر أغسطس القادم لنرى بواكير هذا العمل الدؤوب الذي قامت به مؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص متضافرة لإتمام حلم التطوير لقناة السويس.
كما أنهم تضافروا أيضاً لإتمام أطول شبكة طرق تشهدها مصر، وهي للأمانة شبكة طرق متميزة مبهرة ورائعة كما تتضافروا للبدء في تشييد العاصمة الإدارية الجديدة والتي رغم التحفظات عليها إلا أننا نستطيع الثقة في وعود الرئيس أنه سيعيد كل مليم دفع بها باستثمارات تعوض المصريين وتعود عليهم بالفائدة ويعم بها الخير علينا، كما أننا كلنا ثقة في مشروع الضبعة النووي في أن تتحقق رؤية الرئيس له وإن كنا نختلف معه فيه إلا أن اختلافنا ليس للشقاق ولكن للاتفاق على حب هذه البلد، أما مشروع المليون ونصف فدان، فإن كان سيكبدنا خسائر اقتصادية فلعله سيقدم لنا التحرر الاقتصادي من التبعية من المورد لأطنان القمح، آملين أيضاً أن يستطيع الرئيس أن ينهي على تلك الخسائر الاقتصادية والمائية في هذا المجال لأننا بحاجة لكل نقطة ماء في ظل ما سنواجهه من فقر مائي محتمل بسبب سد النهضة.
أما الوضع الأمني فرغم قتامة صورته فهو ليس وليد ثورة الثلاثين من يونيو كما أسلفت وقتها، لكن أيضاً الوضع الأمني قد حقق نجاحات كبيرة في مكافحة الإرهاب وهي للأمانة ما كانت لتتحقق إلا بانضمام الجيش المصري لقوات إنفاذ القانون في سيناء لتحريرها، فالشرطة وللأمانة المؤسفة ضعيفة ولم تعد قادرة، ولا تتعامل إلا بمنطق البلطجية وبطريقتهم في كثير من الأحيان، بل هي تتعاون معهم كثيراً وإن كانت قد حررت أخيراً مثلث الجعافرة وهي بؤرة إجرامية كانت بالقرب من قلب العاصمة القاهرة، وإن كنت أرى في تحريرها للجعافرة نتيجة لاستهداف مجرمي المنطقة للشرطة الذي كشف لنا وليس للداخلية فقط عن اختراقها من قبل بعض المجرمين للآسف.
الصورة أيضاً، ليست قاتم في مسألة التعليم والصحة فلا تتحمل ثورة الثلاثين من يونيو تبعات سقوط التعليم ولا انهيار الصحة وقيام أهم مؤسساتها العلاجية ك 57357 على التبرعات المصرية لمكافحة الداء في ظل تردي الخدمات الصحية المقدمة، من الدولة وذلك التردي المعمول به من قبل الثورتين.
أما الثقافة، فيكفيها أن على رأسها وزير يحاول أن ينهض بها وهو من ثمار ثورة الثلاثين من يونيو يعني أن وصول وزير الثقافة الحالي لمنصبه ليعد نجاح للثورة في حد ذاته.
المختصر المفيد أنا أنتظر المستقبل ليبلغنا الخير -إن عشنا بإذن الله- فكلي أمل في الله وفي الوضع الاقتصادي العالمي لأن عدم استقرار الآخر قد يدفعه ليستثمر لديك إن توافر الاستقرار لدينا بغض النظر عن تردي مستوى السياحة الناجم عن عدة أخطاء سيجري - بإذن الله- تداركها.