محمد عبده صالح أحد أشهر العازفين على آلة القانون، ولد في القاهرة مصر في سنة 1916 وتوفي في 30 يونيو سنة 1970، حياته كانت حافلة بالعطاء في زمن النغم الأصيل ، نشأ بين اسرة عاشقة للموسيقى،
تأثر محمد عبده صالح منذ بداية شبابه بالاستماع إلى تسجيلات محمد العقاد، من أشهر عازفي القانون، بدأ حياته الفنية، مع ظهور كل من محمد عبدالوهاب وأم كلثوم، وقّعت أم كلثوم في 1937 عقد حفلاتها الحية مع الإذاعة المصرية، فتحول محمد عبده صالح، منذ ذلك الزمن المبكر، وحتى يوم وفاته، إلى عضو ثابت في فرقة أم كلثوم الموسيقية ..
ومنذ هذا التاريخ الى ان توفاه الله وهو يعمل معها.. واثناء عمله معها جرب التلحين ولحن مقطوعات موسيقية على درجة السيكا سماها (لوعة – صفاء – شكوى – اشواقي – وقت الضحى – السماح – وقت السحر) وكان يعزف هذه المقطوعات مع افراد تخت ام كلثوم كمقدمة قبل ان تبدا (الست) في الغناء.
وفاته
استيقظ من نومه مبكراً.. كان نشيطا مشرقا.. ولكنه وجد زوجته مريضة.. فاتصل تليفونيا باصغر بناته.. وطلب منها الحضور للجلوس مع والدتها..
أرشيف مصر محمد عبده صالح
ولم يغادر المنزل طوال الصباح، ولما حان موعد الغداء، جلس امام المائدة بمفرده وتناول الادوية التي اعتاد عليها قبل الاكل.. وجاء الطعام.. شورية وكتكوت مسلوق وسلاطة خضراء.. وبعد ان اتم وجبته طلب الفاكهة.. فجاءت امبنته بطبق من البطيخ تناول منه قطعة واحدة.. سقط بعدها رأسه على المائدة دون ان ينطق بكلمة واحدة!..
وكانت زوجته مستيقظة على الفراش في غرفتها.. باب الغرفة متواح بحيث تستطيع وهي في فراشها ان ترى زوجها وهو يتناول طعامه لكي تلاحظه.. وعندما سقط رأسه على المائدة قفزت من الفراش واسرعت اليه.. رفعت رأسه واسندته بيديها.. وطلبت من ابنتها ان تتصل تليفونيا بالطبيب.
وجاء الطبيب.. انحنى على المريض وقع الكشف بسرعة.. ثم رفع رأسه وقال: البقية في حياتكم!
وانصرف سريعاً..لم تصدق الزوجة.. كانت تعتقد ان زوجها في غيبوبة.. ان وجهه مايزال مشرقا.. دافئاً.. فيه حياة!.
اتصلت تليفونيا بطبيب آخر.. وامتلأ البيت بالاقارب والجيران.. وحضرت ابنته الثانية قبل وصول الطبيب.. الذي لم يكد يوقع الكشف عليه حتى قال: البقية في حياتكم!
ثم انصرف بسرعة كما فعل الطبيب الذي سبقه..
وقد توفى محمد عبده صالح بالذبحة.. اصيب سنة 1962، وبعد ثلاثة اعوام اصبحت ذبحة..!!