الأقباط متحدون - 29-أكواب ماء
أخر تحديث ٢٢:٠٦ | الاربعاء ٢٩ يونيو ٢٠١٦ | ٢٢ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٧٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

29-أكواب ماء

29-أكواب ماء
29-أكواب ماء

م. مدحت سيف - نيويورك
عزيزى القارئ:

تحدثنا سابقاً عن عشر قصص،وتوصلنا من خلالها لنقاط عديدة منها:

    من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.

    هناك مَنْ يصطاد بالصنارة،وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.

    لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم، فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.

    إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.


    ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.

    آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.

    الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.


    لا تفترض أنالطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.

    إحذر من سرعة رد الفعل،فقد تدفع الثمن غالياً...

    ولا تكن نسخة من شخص آخر،فأنت شخص فريد فى قدراتك وليس لك نظير.

ولنكمل رحلتنا:   

   29-أكواب ماء

يحكى أنه حدثت مجاعة بقرية....

فطلب الوالى من أهلالقرية طلباً غريباًفى محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع... وأخبرهمبأنه سيضع وعاءً كبيراً في وسط القرية. وأن على كلرجل وامرأة أن يضعفى الوعاء كوباً من اللبن بشرط أن يضع كلواحد الكوب لوحده من غير أنيشاهده أحد. أسرع الناس لتلبية طلب الوالى... كلمنهم تخفى بالليل وسكب ما فىالكوب الذى يخصه.

وفى الصباح فتح الوالى الوعاء.فماذا شاهد؟

شاهد الوعاء و قد امتلأ بالماء !!! أين اللبن؟! ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماءبدلاًمن اللبن؟

فى الحقيقة أن كل واحد من الرعية.. قال فى نفسه:
"إن وضعى لكوب واحد منالماء لن يؤثرعلى كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية".

وكل منهماعتمد على غيره ... وكل منهم فكر بالطريقة نفسها التى فكر بها الآخرون و ظن أنههو الوحيد الذى سكب ماءً بدلاً من اللبن، والنتيجة التى حدثت هى أن الجوع عمهذه القرية ومات الكثيرون منهم

ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات...

هل تصدق عزيزى القارئ أننا أحياناً نملأ الأكواب بالماء فى أشد الأوقات التىيحتاج الآخرون منا فيها أن تكون الأكواب مملوءة باللبن؟

•    فعندما لا نتقنعملنا بحجة أنه لن يظهر وسط الأعمال الكثيرة التى سيقومبها غيرنا من الناس فنحن نملأ الأكواب بالماء...

•    وعندما لا تخلص نيتك فى عمل تعملهظناً منك أن كلالآخرين قد أخلصوا نيتهم وأن ذلك لن يؤثر،فأنت تملأ الأكواب بالماء.

•    وعندما تحتفظ بالكثير من الملابس الى لا تحتاجها،بالرغم من إحتياج آخرون لها، فأنت تملأ الأكواب بالماء.

•    وعندما تتخلى عن مساعدة آخر فى أشد اللحظات،فأنت تملأ الأكواب بالماء.

•    وعندما تصمت فى الوقت الذى يجب عليك أن تتكلم فيه ليظهر الحق،فأنت تملأ الأكواب بالماء.

•    وعندما تتحدث فى الوقت الذى أغلقت الأذان أبوابها، فأنت تملأ الأكواب بالماء.

•    وعندما لا تستثمر وقتك ولا تستفيد منه بالدراسة والتعلم وإعداد نفسك للفرصة القادمة،فأنت تملأ الأكواب ماءً!!!!

•    عندما تقيم من نفسك قاضياً على الآخرين دون أن يُطلب منك، فأنت تملأ الأكواب بالماء.

•    وعندما تحاول أن تجارى الوسط المحيط بك فى إنحرافاته المتعددة لتكسب ود الآخرين ، فأنت تملأ الأكواب بالماء.

•    وعندما تطلب من الآخرين أن يفعلوا ويفعلوا دون أن تبدأ أنت بنفسك،فأنت تملأ الأكواب بالماء.

إذاً، ليبحث كل من عن أكواب الماء التى فى حياته ويملأها باللبن.

    مقدماً نفسك قدوة فى كل شئ وعلى كل المستويات.

    وكن أنت ذلك الشخص المخلص الذى يملأ الأكواب بالماء.

    وكن أنت التغيير الذى تريد إحداثه فى الآخرين.

ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع